تفاصيل مثيرة.. خط حديدي من “تل أبيب” إلى الرياض!!

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

تم نشر العديد من التفسيرات لأسباب عدوان محور الحصار على قطر في هذه الفترة بالتحديد دون الوصول إلة جواب شافٍ عن السبب الحقيقي الذي أطلق هذه الحملة ضد الدوحة بغض النظر عن التوقيت. لكن مع ربط الأمر بإسرائيل يمكن الوصول إلى نقاط كثيرة تتقاطع بشكل فاضح فيها مصالح محور الرياض – أبوظبي مع تل أبيب. فكلا الفريقان متفقان أن الخصم اللدود هو إيران وان أي مكسب تحققه يعتبر خسارة لهما، لكن يختلفان في طريقة تعاطيهما مع الأمر بشكل جذري رغم أن ملامح التنسيق غير المباشر تبدو واضح حتى للمبتدئين.

إسرائيل تحارب إيران بشكل محترف وعلني، فتضربها كلما سنحت الفرصة بشكل مباشر عسكرياً “في سوريا ولبنان” أو  سياسياً في كافة المحافل. أما في الحالة السعودية، فقد أعلنوا الحرب على إيران عبر استهداف قطر، بعد حرب “الفضيحة” في اليمن. إنهم يشترون عداوة إخوانهم لكي يقنعوا أنفسهم بأنهم يحاربون المد الإيراني. وهم بذلك كأنهم يطلقون النار على أقدامهم.

لكن السعودية تريد من هذا التصعيد الوصول إلى الهدف النهائي من خلال كسر المشهد الخليجي والتأسيس لخريطة جيوسياسية جديدة كلياً في المنطقة تلعب إسرائيل فيها دور المخرج وتذهب البطولة للرياض فيما تتوزع الأدوار الثانوية على من يعمل مع الإثنين. لذلك نرى أنه كلما اشتدت الأزمة مع قطر يفتح الباب على مصراعيه للتطبيع مع إسرائيل.

فإسرائيل مشغولة هذه الأيام بأمرين: الأول يشكّل مصدرًا للقلق والثاني مصدرًا للأمل، والاثنان يتمّ تحريكهما بناءً على الإستراتيجيّة نفسها وهما يتعلّقان بالسعودية، هذا ما نشره المُحلل الإسرائيليّ يوسي ملمان في صحيفة (معاريف) العبريّة.

الأمر الأوّل هو محاولة إيران إقامة جسر برّي يصلها بالمناطق الواقعة شمال العراق وحتى سوريا ولبنان، وبهذا تحقّق طهران موطئ قدم ومنفذ إلى البحر المتوسط عن طريق ميناء اللاذقية، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر سيُصعّب على إسرائيل الحصول على المعلومات الاستخبارية عن قوافل السلاح، وسيُصعّب عليها عملية تشويش حركتها، بالإضافة إلى أنّه يُشير إلى مناطق تأثير إيران والخريطة الإقليمية الإستراتيجية، ما يمكّنها من إنشاء طرق بديلة لتعزيز قوة حزب الله، بما في ذلك القدرة على إنتاج وتطوير الصواريخ في لبنان.

 

وشدّدّت المصادر عينها على أنّ تل أبيب ابتعدت عن المشاركة في المحادثات التي تجري في كازاخستان، وقرّرت عدم المشاركة أيضًا في المحادثات التي تجري بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا حول إقامة مناطق أمنية في جنوب سوريّة.

 

وتابع قائلاً إنّ هذا الموقف يقوده وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي صرّح: ممنوع أنْ نُطوّر جنون العظمة، اللعبة هي الآن بين روسيا والولايات المتحدة، هناك مصالح دولية لا يمكننا التأثير فيها، لدينا القدرة على إيصال رسائلنا ومواقفنا ونحن نقوم بالتحدث مع جميع الأطراف.

 

 

ملمان لفت إلى أنّ هناك تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية تقول إنّ العلاقة بين إسرائيل والسعودية تعزّزت في السنوات الأخيرة، وإذا كان هذا الأمر صحيحًا، فإنّ هذه العلاقة هي التي تدفع باتجاه إقامة ممرّ برّي ثانٍ إلى الشرق الأوسط.

 

وأشار إلى أنّ نتنياهو وليبرمان ووزراء آخرون يتحدّثون عن العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي السني، وبالتالي يُمكن القول إنّ كلّ مصادقة أوْ ذكر لعلاقة معيّنة ستُحرج الحكومات، وتناول ما أسماه الممرّ البري الثانيّ، وهو فكرة وزارتي المواصلات والاستخبارات الإسرائيليّة إقامة سكة حديد تربط إسرائيل بالعالم العربيّ.

 

 

وحسب خطة الوزارة، تتمّ إطالة خطّ القطار من حيفا إلى بيسان 12 كم حتى جسر الملك حسين على معبر الحدود مع الأردن. إضافة إلى ذلك، هناك خطة لشقّ طريق من العفولة باتجاه معبر الجلمة في جنين. ربط سكة الحديد مع الأردن ومع السلطة الفلسطينية سيساعد في نقل البضائع من هناك مباشرة غالى ميناء حيفا وبالعكس، وليس فقط بالشاحنات كما يحدث اليوم، على حدّ قوله.

 

المرحلة الثانية حسب وزارة المواصلات، أضاف المحلل ملمان، هي أنْ يقوم الأردن بوضع سكة من مدينة أربد باتجاه الحدود في جسر الملك حسين، حيث تتمركز قطارات مباشرة من إسرائيل إلى الأردن، ومنه إلى باقي العالم العربي: العراق، السعودية وصولًا إلى الإمارات.

 

وكشف النقاب عن أنّ مسؤولين إسرائيليين بحثوا ذلك قبل 3 سنوات مع موظفين أردنيين، لكن لم يحدث أيّ تقدم، ولكن مؤخرًا تمّ استئناف النقاش حول هذا الموضوع.

 

كما كشف عن وجود وثيقة رسمية في وزارة المواصلات تحت عنوان: سكة السلام الإقليميّة، والتي تعتبر أنّ إسرائيل جسر بري وأنّ الأردن مركز. وحسب الوثيقة ستُساهم المبادرة في تحسين اقتصادي تل أبيب وعمّان وستربط إسرائيل مع المنطقة وتزيد من قوة المعسكر البراغماتي في مواجهة الخط الشيعيّ، على حدّ تعبيره.

 

وحسب هذه الوثيقة، تابع ملمان، الشراكة الإقليمية حيوية لأنّ الحرب في سوريّة والعراق أضرّت بالطرق البرّية وأغلقتها، ويمكن أنْ تكون إسرائيل بديلًا لذلك، إضافة إلى هذا، فإنّ تمدد إيران يضع تهديدًا للمسارات المائية بسبب نشاطها في الخليج ومضائق هرمز وباب المندب في المحيط الهنديّ.

 

بصرف النظر عمّا أوردته المصادر الإسرائيليّة الرسميّة يبقى السؤال المفتوح: هل إسرائيل بحاجةٍ لدول الخليج أكثر من حاجة دول الخليج إليها، علمًا أنّ الجميع يعلمون بأنّ واشنطن، لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال، أنْ تُقدم على أيّ خطوةٍ في الشرق الأوسط من شأنها أنْ تضرّ بالأمن القوميّ لحليفتها وربيبتها الدولة العبريّة، وبالتالي، الطريق إلى واشنطن تمّر عبر تل أبيب.

السابق
الإمارات تهرّب آثار سوريا والعراق..
التالي
غضب وحزن.. تركيا تشيع السيدة السورية وطفلها