وكالات – بزنس كلاس:
في سعيها لحجز مكان بين الكبار، تحاول مملكة البحرين العمل بكل الاتجاهات إلا الاتجاه الصحيح. فبدل أن تعمل على تطوير قدراتها والارتقاء بأدائها كدولة، تبحث عن مجدها عبر حياكة المؤامرات ضد الدول الأخرى معتبرة أن هذا هو أقصر الطرق للوصول إلى القمة. وتبحث مملكة البحرين دائماً عن مكانة سياسية لها بين الدول، بحث يراه كثير من المراقبين قائماً على التبعية للمملكة العربية السعودية في كثير من ملفات المنطقة، بيد المملكة الصغيرة جغرافياً وسياسياً تعمل بشكل حثيث على تصدر المشهد، خاصة إذا كانت القضية تخص قطر، وفي قطر على ما يبدو هناك شيء ما يجعل البحرين تستعرض عضلاتها الهوائية مختالةً مع كل أزمة ما تهب في منطقة الخليج منادية بالتصعيد ضد الدوحة ومحاربتها وتشويهها ومحاصرتها أخيراً…
سياسة البحرين ضد الدوحة والتي يعبر عنها وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة عبر تغريداته العنصرية حيناً وتصريحاته اللا عقلانية أحيانا أخرى ترسم ربما صورة عامة لأسلوب ممنهج تتبعة المنامة في عدائيتها للدوحة، وقوده الكثير من الكذب وحطبه كتاب وصحفيون توجههم السلطة البحرينية وينطقون بلسانها للتعبير عن ما تحلم المملكة في تنفيذه وتطبيقه…
أحد كتاب السلطة البحرينية سعد راشد في مقالة له بصحيفة الوطن البحرينية يقول تحت عنوان”4 أوراق لدى الدول المقاطعة تنهي النظام القطري”، وفيها يعبر الكاتب بشكل واضح عن سياسة بلده ضد قطر، حيث يقول إن دول الحصار تمتلك أوراقاً ليست بالسهلة في الضغط على قطر لتعود للحضن الخليجي، زاعماً أنها أوراق ضغط قد تنهي الدولة القطرية أو تحدث تغيراً في السياسة الخارجية للدوحة…
أول الأوراق برأي راشد كانت تجميد عضوية دولة قطر في مجلس التعاون لدول الخليج العربي… ويبدو واضحاً من أول الأوراق التي طرحها الكاتب البحريني أنها موجهة من وزير الخارجية البحريني الذي صرح مراراً وتكراراً بتجميد عضوية الدوحة وكأن مجلس التعاون الخليجي هو ملكية خاصة للبحرين تشطب منه من تشاء وتدخل إليه من تشاء… فهي، أي البحرين لم تتمكن من التأثير على الداخل الشعبي لإنهاء انتفاضة شعبية فكيف تتمكن من التأثير في العمل على تجميد عضوية قطر في المجلس الخليجي..
ويضيف البحريني سعد راشد الناطق بلسان المنامة أن هناك أوراقاً كثيرة يمكن الضغط بها على الدوحة كإجبار الشركات الضخمة على عدم التعامل مع قطر ومقاطعتها، مضيفاً إمكانية عدم الاعتراف بالحكومة القطرية الحالية، وتشكيل حكومة شرعية جديدة يتم التعامل معها مما سينتج عنه انتهاء للدولة والحكومة القطرية وانهيارها.
وهنا يبدو بأن سعد راشد الذي يدعو الشركات الأجنبية الضخمة الى عدم التعامل مع الدوحة غير مدرك لديناميكية عمل تلك الشركات التي تسعى هي نفسها لتوسيع الشراكة مع قطر وزيادة التعامل في الاستثمار، ولعل ما تم الاتفاق عليه قبل أيام مع كبرى الشركات الأمريكية المختصة في شؤون الطاقة والتكنولوجيا الدفاعية والأمن السيبراني، إضافة إلى الشركات العقارية الضخمة في واشنطن هي خير دليل على أن الدوحة اليوم بيئة استثمارية خصبة وتسعى الشركات إلى الدخول إليها وليس الخروج منها.
أما عن عدم الاعتراف بالحكومة القطرية وتشكيل حكومة شرعية جديدة.. فقد تم الكشف عن تسريب صوتي لـ “منى الحسني” والدة الخائن سلطان بن سحيم آل ثاني وعلى أثره تم كشف فضيحة ومؤامرة من دول الحصار ضد قطر ومن معها من بعض الشخصيات التي خانت وطنها من أجل الأموال ومتاع الدنيا، وانضموا الى جانب دول الحصار في التحريض على وطنهم كالخائن سلطان وأمه، ولم يكتفوا بذلك بل انهم يحاولون إغراء غيرهم بالمال للانضمام إليهم، إلا أن القطريين لم تنطل عليهم خدعة المال والتآمر من دول الحصار.. فعن أي حكومة شرعية جديدة يتحدث راشد؟
حجم العداوة والحقد الذي تضمره سلطات البحرين لقطر والذي يعبر عنه كتاب السلطة هناك يراه كثير من المراقبين بأنه مثير للاستغراب، فقطر تعتبر من أكثر الدول التي ساعدت البحرين في كثير من أزماتها وذلك بتصريح وزير خارجية البحرين نفسه الذي أشاد بالدور الذي قامت به الدوحة في دعم بلاده لمكافحة الإرهاب، وقال فيما يتعلق بدور قطر في الأحداث التي شهدتها البحرين في العام 2011 إن قطر قامت بدور واضح حين كشفت خلية بحرينية موجودة في قطر كانت تتآمر وتتصل بأشخاص في إيران للقيام بعمليات إرهابية في البحرين، مؤكدا أن قطر لم تقم بأي شيء غير هذا الدور في هذا المجال، وأن أي كلام ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق أشار إلى قطر بأي شكل من الأشكال فهو كلام سمعته اللجنة من أطراف في البحرين وهذا الكلام لم نسمعه ولم تقم به قطر وليس له أي صحة.
الأمر نفسه أكدته الحكومة البحرينية في ٢٠١١/١١/١٢على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد طارق الحسن آنذاك عن ضبط السلطات القطرية خلية بحرينية خططت لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية وأشخاص في المملكة، من ضمنها جسر الملك فهد، ومبنى وزارة الداخلية، والسفارة السعودية في المنامة.
واليوم وبعد 7 سنوات تشن البحرين حرباً من الأكاذيب والافتراءات على قطر بشكل غير مسبوق، فيكذب وزير خارجيتها نفسه ويقول “إن قطر كانت داعمة للأحداث الإرهابية الممنهجة في البحرين”… ولكن لا يبدو مستغرباً ما تقوم به السلطات البحرينية من تصرفات عدائية ضد قطر إذا عرفت خلفية تلك التصرفات، فقد قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء أن وزير خارجية البحرين يعلم أنني أعلم إنه غير صادق”…
العطية في تصريحات متلفزة قال إن وزير الخارجية البحرني زميلي وكنا نجتمع مع بعض وكان دائما يفضفض لي في عدم قدرته على التحرك في بعض الأماكن لأنه لا يملك في بعض المسائل أي شيء، وإنما تملى عليها لتنفيذها، لذلك قلت إنه غير دقيق في كلامه”.
الدكتور خالد العطية قال لوزير خارجية البحرين: أرجو أن تعيد حساباتك لأن عمر الدول أطول من عمر البشر، الدول تبقى ونحن إلى زوال والتاريخ لا يرحم…
التاريخ سيذكر دائماً أن قطر كثيراً ما دعمت ووقفت إلى جانب البحرين في كثير من أزماتها.. وسيذكر التاريخ أيضاً أن السلطات في البحرين كثيرا ما سعت للتخريب في قطر في أعقاب العملية الإنقلابية الفاشلة العام 1996، وكثيراً ما سعت لتشويه سمعة الدوحة والافتراء والتخطيط والتآمر عليها.. فهل تستوعب البحرين رسالة العطية وتدرك أن التاريخ حقاً لا يرحم؟!!!.