تفاصيل كاملة..النسخة الإماراتية من بلاك ووتر!!

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

لم تكتف أبوظبي بشراء الذمم ورجال السياسة كما أوضح فيلم شبكة الجزيرة الوثائقي “رجال حول أبوظبي”، بل عملت على توسيع نفوذها الخفي تارة بالاشتراك في تحالفات عسكرية مشبوهة كما فعلت في حرب اليمن حيث استغلت مشاركتها لمد نفوذها الفعلي على كامل المنطقة الجنوبية وعدن وصولاً إلى سومطرة، وتارة أخرى عبر استئجار مرتزقة بلاك ووتر سيئة الصيت تحت اسماء وهمية لتنفيذ اي أجندات تريد أبوظبي تمريرها في هذا البلد أو ذاك أو في سبيل إجهاض حلم ثورات الربيع العربي كما فعلت في ليبيا على سبيل المثال.

فقد كشف مصدر مسؤول يعمل في مركز بحثي إماراتي عن دور كبير للبلاك ووتر في بلدان الربيع العربي خدمة لأجندة الإمارات، وهم مرتزقة من إفريقيا وبلغاريا ونيباليون، ومعظمهم عناصر كولومبيون، ويتركز وجودهم في أبو ظبي لتأمين محمد بن زايد وحاشيته، وكذلك في اليمن ومصر وليبيا.

حسب المصدر فقد وقعت الحكومة الإماراتية والكولومبية اتفاقية سرية وقيمتها تبلغ نحو ملياري درهم إماراتي تم من خلالها الاستعانة بمقاتلين كولومبيين ذوي الخبرة في غرض التدريب والقتال مع القوات الإماراتية في بلدان الربيع العربي.

وجاء في العقد المسرب، عن كلفة إحضار الإمارات مرتزقة إلى اليمن وليبيا ومصر ومناطق أخرى، حيث تظهر العقود الموقعة مؤخرا مع شركات أمنية وعسكرية أمريكية، فقد دفعت الإمارات مبلغ مليار وتسعمائة وسبعة وأربعين مليون درهم.

وتظهر وثيقة حصلت عليها “الشرق” تمهيد العقد بين الإمارات والحكومة الكولومبية، ووقع عن الطرف الأول ممثل القوات المسلحة الإماراتية – القيادة العامة اللواء الركن/ عيسى سيف محمد المزروعي، فيما يمثل الطرف الثاني مايكل رومي. وينص العقد على أن الطرف الأول يرغب في استقدام مجموعة عاملين لتقديم خدمات أمنية لمختلف الوحدات، ويتعهد الطرف الثاني، بتوفير العناصر.

وفي ملحق العقد جدول يوضح التكاليف لكل شخص شهريا بالدرهم الإماراتي، حيث بلغت القيمة الإجمالية للعقد خمسمائة وتسعة وعشرين مليونًا وستة وستين ألفًا وسبعمائة وأربعة وخمسين دولارًا وثلاثة عشر سنتًا (529.166754.13 دولار أمريكي) ما يعادل باتفاق الأطراف مليارًا وتسعمائة وسبعة وأربعين مليونًا وثلاثمائة وثلاثة وثلاثين ألفًا وستمائة وخمسة وخمسين درهمًا إماراتيًا وعشرين فلسًا.

جدير بالذكر أن جريدة التايمز البريطانية، أثارت بما كشفته عن استئجار القوات الإماراتية مئات المرتزقة من كولومبيا ونشرهم في اليمن وليبيا، للقتال معها ضد جماعة أنصار الله، تساؤلات حول حقيقة مشاركة “مرتزقة” جندتهم الإمارات والسعودية للقتال في اليمن، وحقيقة الاستعانة بهم لحماية الإمارات كما تردد سابقًا.

لكن على ما يبدو أن دور هذه المجموعات لا يقتصر على الأوضاع الداخلية في الإمارات بل امتد ليشمل دولا أخرى مثل اليمن وليبيا ومصر، حيث تحدث المصدر ذاته عن وجود ما يقارب من 800 من مقاتلي بلاك ووتر يحاربون إلى جانب القوات الإماراتية في اليمن تحت مسميات أخرى، وبل يشرفون على السجون السرية في عدن ومناطق يمنية أخرى، حيث توسعوا في عمليات الاختفاء القسري والتعذيب والتصفية لكل معارضي النفوذ الإماراتي، كما يقدم هؤلاء خدمات لوجستية لصالح الإمارات حيث يقومون بحراسة الموانئ والمقرات الإستراتيجية التي استولت عليها القوات الإماراتية.

فض رابعة

وكان لبلاك ووتر دور مهم جدا في عملية فض اعتصام رابعة، في مصر عام 2014، بعد أن استعانت بهم السلطات المصرية، وبالتشاور مع حكومة الإمارات، وكان لهم دور كذلك في مطاردة من خرجوا من الممرات الآمنة في رابعة والنهضة وتصفيتهم والإجهاز على الجرحى في المستشفي الميداني ومستشفي رابعة وإحراق المستشفى، بل كان لهم دور في المقابر الجماعية التي دفنت فيها الجثث المجهولة.

ويتولى مدربون من بلاك ووتر تأهيل وحدة النخبة في بقايا قوات الحرس الجمهوري التابعة لأحمد نجل علي عبد الله صالح وقوات الحوثي، وذلك لتعزيز وجودها في تعز ومنع سقوطها باعتبار أن السيطرة على تعز تعني بداية النهاية لتمرد الحوثي وصالح في اليمن، وهو ما لا ترغب فيه الإمارات، بل وتشارك بلاك ووتر في عمليات التصفية التي تجري في تعز وجنوب اليمن. حيث أسهمت في تأخير تحرير تعز حتى الآن باعتبارها مركز تقليديا لإخوان اليمن الذين يشكلون العدو التقليدي للإمارات في اليمن.

وكانت قناة تبث من اليوتيوب قد بثت تسجيلا مصورًا عن قيام دولة الإمارات بتجنيد جيش من المرتزقة العسكريين ينتمي إلى شركة من عناصر بلاك ووتر الأمريكية الشهيرة، والتي تم تغيير اسمها إلى ريفلكس رسبونسيز للاستشارات الأمنية لتوريد مئات المرتزقة من كولومبيا بهدف قمع أي مظاهرات أو أعمال عنف ضد النظام.

السابق
“رجال أبوظبي”.. وثائقي يكشف السياسيين الذين اشتراهم بن زايد
التالي
وزير الخارجية: لسنا مع تدويل الأزمة.. المحاصرين يخاطرون بمجلس التعاون!