تفاصيل.. الحصار: انقلاب مدبر في قطر وتيار معين للحكم في الرياض وأبوظبي!!

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

ما تزال الأزمة الخليجية تسيطر على المشهد الإعلامي في المنطقة والعالم مع وجود كثير من الخبايا غير المعلن عنها لإثارة مثل هذه العاصفة التي تجعل جميع المشتركين فيها خاسرين وإن تفاوتت النسب. ومع تأكيد مراكز أبحاث ودراسات بأن الحصار الجائر ضد دولة قطر من قبل رباعي الحصار إنما يأتي لترسيخ تحالف جديد في المنطقة وتوزيع أدوار بعد انحسار المد الأمريكي حسب مصادر أمريكية، أكدت العديد من الدراسات بأن هدف الحصار الأساسي كان قلب نظام الحكم في قطر وتشتييت الانتباه عن تغييرات جذرية حدثت في السعودية والإمارات وسوف تحدث لاحقاً من إبعاد تيارات معينة عن السلطة وحصرها في مجموعة محددة على رأسها محمد بن سلمان في السعودية ومحمد بن زايد في الإمارات.

فقد أكد المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر استهدفت قلب نظام الحكم، وتدمير الاقتصاد، بما ينفي كون الخلاف سياسياً فقط.
وأضاف بشارة، خلال استضافته في التلفزيون العربي، مساء أمس، أن الحصار المفروض على قطر أمر محير، خاصة أن الخلافات السياسية لا تفسر ما يجري الآن من إجراءات مثل منع الأغذية وقطع الأرحام، وغيرها، منوهاً بأن هذه الإجراءات لا تحدث في حالات الحرب، وقال «إن فلسطين، ورغم خضوعها للاحتلال الصهيوني، لم يمنع عنها الغذاء والدواء».
ولفت بشارة إلى أن التحالف الإماراتي السعودي، كان من بين ملامحه دعم ولي العهد السعودي الحالي، وخاصة قبوله من الإدارة الأميركية، وهو ما كان سهلاً في ظل وجود ترمب على رأس القيادة الأميركية، مع التأكيد على أن قطر لم تعارض تولي ولي العهد السعودي الحالي.
واستكمل بشارة حديثه قائلاً إن المستوى المعيشي القطري قد يزعج البعض ممن يحاولون التنافس في المستوى المعيشي للفرد الخليجي، وهو ما قد يفسر محاولة تصفية الحسابات الجارية حالياً.
وأضاف بشارة أن المواطن القطري حوّل الأزمة إلى نقطة قوة حقيقية، عمل من خلالها على تطوير بلده، والتقدم بها، واصفاً هذا الأمر بأنه كان صادماً لدول الحصار، وقال «اكتشفت دول الحصار أنها دفعت قطر بشكل غير مباشر للبحث عن خيارات جديدة».
وأكد بشارة أن العلاقات مع الدول التي قطعت الغذاء والدواء -حتى وإن عادت- سيظل الحذر هو السمة الأساسية في التعامل معها، خوفاً وحرصاً من تكرار نفس السيناريو، ولعدم وجود ثقة يمكن من خلالها التعامل بشكل جيد.
وتابع: إن المجتمع الأميركي شهد حاله من التخبط بمجرد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لافتاً إلى أنه رجل مادي التفكير، بدليل تأكيده مراراً وتكراراً أنه لم يكن ليذهب للرياض لولا وعدهم له بتوفير مبلغ مالي طائل، وذلك رغم إعلانه قبل انتخابه عن كرهه للعرب والمسلمين.
وتحدث بشارة عن شعار الحرب ضد الإرهاب، والذي تتخذه أميركا، قائلاً إن هذا الشعار يقسم العالم إلى إرهابيين ومكافحين للإرهاب، وهي رغبة إسرائيلية في الأساس، والتي أكدت مراراً وتكراراً أن العالم عبارة عن إرهابيين ودول مكافحة للإرهاب، وبالتالي تضمن لنفسها تواجداً في النادي الدولي، متناسين جميعاً أن الإرهاب نشأ بسبب سجون الأنظمة العربية الاستبدادية.
وأشار بشارة إلى الخلافات السياسية الخارجية قبل زيارة ترمب إلى المنطقة، موضحاً أن الإمارات تبحث عن دور قيادي إقليمي، وهو ما يتجاوز الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.
كما تحدث بشارة عن العلمانية، موضحاً أن الأنظمة العربية التي جرت بها الثورات كانت تعمل بالنظام العلماني السيء، فلم تكن علمانيتها كافية للشعب، بمعنى استخدام الدين لتحقيق مصالح الأنظمة، وهو عكس معنى العلمانية الكامل بتحييد الدولة في الشأن الديني.

من جانبها، اهتمت صحيفة واشنطن بوست برصد تداعيات الأزمة الخليجية، في محاولة لتقديم تحليل عميق لأسباب نشأتها ومآلاتها. وقالت الصحيفة الأمريكية إن الكثيرين يعزون السبب لحفظ النظام، لكن الأحداث الأخيرة تظهر أن الأمر متعلق بشؤون داخلية داخل الإمارات والسعودية، خاصة بولي عهد أبوظبي.
وقال كاتب التقرير إن السياسة الخارجية الإقليمية لدى كل من أبو ظبي والرياض لا تتعلق فقط بحفظ بقاء أنظمتهما الملكية، لكن تتعلق أيضاً بضمان سيطرة مجموعة محددة من العائلة المالكة على الحكم. وأشار الكاتب إلى أن تأمين خلافة مجموعة محددة من الأفراد في الحكم طفا على الساحة مؤخراً، بعد صعود بِن سلمان إلى السلطة، فقد غير الملك سلمان من عملية اختيار القيادة، وأطاح بأخيه أولاً من ولاية العهد، ثم أطاح بابن أخيه بن نايف. وفي هذه العملية، صعدّ سلمان من منزلة ابنه، مِن وزير دفاع، إلى ولي ولي العهد، ثم ولي العهد.
وقال الكاتب إن بن سلمان هو مخطط حرب اليمن المدمرة، التي أدت إلى مقتل عشرات الألوف، مشيراً إلى أن حصار قطر يبدو أنه من تخطيط بن سلمان أيضاً.
وألمح الكاتب إلى أن خطة حصار قطر تمت بين ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي يحكم الإمارات فعلياً.
وأكد الكاتب أن بن زايد همش دور رئيس وزراء الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، بعد أن أنقذت أبوظبي دبي من الإفلاس عام 2008، ومنذ ذلك الحين وبن مكتوم مهمش في السياسة الإماراتية.
ونفى الكاتب أن تكون الأزمة الخليجية الحالية سببها الاتهامات المزعومة التي روجت لها دول الحصار، بل الأمر متعلق بخفوت نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الخليج، ما دفع شخصيات مثل بن زايد وبن سلمان للتدخل لملء الفراغ الذي خلفته أميركا. وأشار الكاتب إلى أن الأسرة السعودية الحاكمة كانت منقسمة بشأن حصار قطر، مضيفاً أن الأمير بن نايف كان يعارض حصار قطر، ولذلك، أطيح به.

السابق
Coldplay ..The Beatles.. ليدي غاغا وغيرهم.. نجوم عالميون اتُّهموا بسرقة الموسيقى
التالي
نجوم ريال مدريد يشعرون بالغضب من الظلم التحكيمي