موسكو – وكالات:
تكتسب زيارة العمل التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، إلى روسيا الاتحادية وتستمر يومين بدعوة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، أهمية كبيرة، لما يتوقع أن تسفر عنه من تعزيز مجالات التعاون بين قطر وروسيا في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة. ومن المنتظر أن تعطي الزيارة دفعةً قويةً للتعاون الثنائي بين البلدين، وأن تدفع بعلاقات البلدين نحو آفاق أكثر رحابة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكات بين البلدين بما يعود بالنفع على شعبيهما الصديقين وتحقيق المزيد من التعاون المشترك بينهما وكل ما من شأنه تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سيجري سمو الأمير المفدى خلال الزيارة مباحثات مع فخامة الرئيس الروسي تتناول سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة والاقتصاد والتجارة، للانطلاق بها إلى آفاق أرحب في ضوء مايرتبط به البلدان من علاقات مشتركة في مجال الطاقة والغاز والاستثمارات، حيث إن البلدين عضوان في منتدى الدول المصدرة للغاز ، وهنالك علاقات في المجال الاستثماري بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار الروسي.
وعلى الرغم من أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا متصاعدا ومتواصلا في الكثير من المجالات إلا أن طموحات القطاعات والجهات الاقتصادية القطرية والروسية تتطلع لما هو أكبر مما تحقق بكثير، وتعمل على تعزيزعلاقات التعاون الثنائي إلى مستويات أعلى، واستغلال الإمكانات الهائلة المتاحة في كلا البلدين، ومن المأمول أن تسهم زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لروسيا الاتحادية والمباحثات التي ستجري خلالها في فتح آفاق جديدة للتعاون بين الدولتين وخلق شراكات اقتصادية طموحة وصفقات تجارية بينهما في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والزراعة والبتروكيماويات والأمن الغذائي والسياحة وغيرها من المجالات.
كما ستخرج الزيارة بنتائج مثمرة على صعيد تفعيل بروتوكول التعاون الاقتصادي بين البلدين وإقامة شراكات استثمارية جديدة، تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصلت الى 92.6%، والعمل على زيادة واردات الأغذية من روسيا (شهادات التوريد) التي تشمل اللحوم والدواجن.
جهاز قطر للاستثمار
يلعب جهاز قطر للاستثمار دورا إيجابيا في دعم العلاقات القطرية الروسية، ومن بين استثماراته في روسيا الحصة التي تم شراؤها من شركة «روزنفت»، وتصل الفرص التي يمكن أن يستثمر فيها جهاز قطر للاستثمار إلى 2 مليار ومائة مليون دولار، حيث زادت مجالات التعاون الروسي مع جهاز قطر للاستثمار ونسبة عمله في روسيا إلى أكثر من مرتين خلال العام الماضي وبالتعاون مع الجهاز الروسي للاستثمار، وتقدر المشاريع المتاحة أمام الجهازين الروسي والقطري للاستثمار بـ12 مليار دولار، وسبق أن تم الإعلان عن استثمار الجانب القطري 2.1 مليار دولار في روسيا في مختلف المشاريع التنموية.
وفي اجتماعها الذي عقدته ابريل الماضي، بحثت اللجنة القطرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني، أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مجالات متعددة، منها التجارة، والاستثمار، والجمارك، والطاقة، والصناعة، والمواصلات، والزراعة، والإنشاءات، والثقافة، والتعليم، والرياضة، والشباب، والتعاون بين رجال الأعمال من البلدين. كما تعتبر الدوحة وموسكو شريكتين أساسيتين لضبط أسواق النفط والغاز، وعمل الجانبان خلال الفترة الماضية على تطبيق اتفاقيات فيينا بخفض الإنتاج، الذي تم التوصل إليه نهاية العام الماضي بين الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة وخارجها، ونص على خفض إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة مجتمعة بمقدار 2. 1 مليون برميل يوميا.
اتفاقيات النقل الجوي
في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، عقدت سلطات الطيران المدني في كل من دولة قطر وروسيا الاتحادية مباحثات ثنائية في العاصمة الروسية موسكو تضمنت مناقشة تحديث اتفاقية النقل الجوي الموقعة بين البلدين عام 1991، حيث اتفق الطرفان على معظم بنود الاتفاقية كما جرى الاتفاق على منح دولة قطر حق تسيير رحلات الركاب والشحن إلى كل من مدينة سوشي وكالننغراد والتسيير بكامل حقوق النقل إلى مدينة فيلاديفوستك. كما دشنت القطرية رحلاتها إلى مدينة سانت بطرسبرغ، وتعتبر القطرية اليوم من أهم ناقلي الزوّار إلى مدينة سانت بطرسبرغ من شتى أنحاء العالم عبر شبكة وجهاتها التي تضم أكثر من 150 وجهة حول العالم، وبذلك تسهم في منح سكان المدينة المزيد من خيارات السفر كذلك. وبتدشين الرحلات اليومية الجديدة إلى سانت بطرسبرغ، يرتفع عدد رحلات القطرية إلى روسيا إلى 28 رحلة أسبوعيًا، ودشنت الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلى روسيا في عام 2003.