تتطلب بعض المواقف من نجوم الفن البكاء أمام الكاميرا، ولذلك يلجأ المخرجين لاستخدام بعض الحيل لكي تظهر الدموع كأنها حقيقية للمشاهدين.
وبعض المخرجين يستخدم البصل أو الجلسرين، لإسالة الدموع، ولكن المخرج الراحل محمد كريم، كان لا يرض بمثل هذه الحيل وكان في بعض الأحيان يستخدم العنف والشدة في سبيل أن يظهر الفنان أو الفنانة بالدموع الحقيقة.
وفي كواليس فيلم “الوردة البيضاء”، والذي تولى محمد كريم إخراجه استدعى أحد المشاهد بكاء بطلة الفيلم سميرة خلوصي، عندما يطرد والدها سليمان نجيب الشاب الذي احبته وأدى دوره الموسيقار محمد عبدالوهاب.
وحاولت الفنانة البكاء ولكنها لم تتمكن رغم كل ما بذلته من جهود، وغضب محمد كريم وثارت ثورته ثم هجم عليها وصفعها صفعة شديدة وهو يقول: “أنتي مش عارفة تمثلي”، وانهمرت الدموع من عينيها بسبب الصفعة وتم تصوير المشهد وراح كريم يعتذر إليها حتى طيب خاطرها.
أما الفنانة الراحلة فاتن حمامة فكانت لها حيلة أفضل للبكاء، وهي أن تصطحب أسطوانة حزينة معها خلال التصوير وما إن تستمع إليها حتى تنهمر من عينيها الدموع.
أما الفنانة الراحلة ليلى بكاء، كانت لا تستطيع أن تبكي بدون سبب و في فيلم “ليلى بنت الفقراء”، كان الأمر يتطلب أن تبكي تحت قدم الفنان أنور وجدي، ولكنها لم تستطع البكاء وحاول أنور أن يحملها على البكاء وكان يعرف مالوالدها من مكانة في قلبها، وكان وقتها مريضًا فراح ينعيه إليها وما كان من ليلى حين سمعت هذا النبأ إلا أن بكت وبذلك تم تصوير المشهد، طبقًا لمجلة “الكواكب” في العدد رقم 268، لعام 1956.