حب ملكات وأميرات بريطانيا للمجوهرات الباذخة لم ينمّ عن مدى التزامهن بأسلوب حياة مترف ومناسبات تفرض عليهن التحلي بتلك المجوهرات أو التيجان فحسب، بل هو ناجم عن عشقهن وشغفهن للمواد الفاخرة والأشياء الثمينة التي تعبّر عن فنٍ عميق وثقافة. ومن هنا كان حب الملكة فيكتوريا للتيجان، وأبرزها طقم من التاج والمجوهرات المرصّعة بحجر الزمرد الكريم.
مجوهرات الملكة فيكتوريا الزمرديةتلقت ملكة بريطانيا بعد سنوات من زفافها، هدية ثمينة من زوجها الأمير ألبيرت تعبيراً عن حبه لها، وهو طقم فخم يتألف من أقراط وبروش وعقد بتوقيع مصمّم المجوهرات الخاص بالملكة Joseph Kitching.
يعود الطقم إلى عام 1845، وحمل ذوق الأمير ألبيرت الذي تصفه زوجته “بالرائع”، إذ يبيّن المختصون أن للأمير ألبيرت تأثيراً قوياً في ما يتعلق بنمط مجوهرات الملكة فيكتوريا، فكلاها كان مهتماً بالفن والثقافة والمسرح، كل ذلك انعكس على اهتمامهما واختيارهما للمجوهرات الراقية.يتخذ التاج لونه الأخضر من أحجار الزمرد التي تزيّنه، يبلغ عددها تسعة عشر، وتأتي متدرجة اللون وبشكل الكمثرى، فيما يبلغ وزن أكبر حجر فيها 15 قيراطاً، وتبرز الأحجار من بين زخارف لافتة مرصعة بحبات الألماس. يُعدّ هذا التاج من الأكثر ندرةً خاصة بتزيّنه بحجر الزمرّد بأحجامه الكبيرة وجودته النوعية التي يندر إيجاد مثيلها في وقتنا الحالي.
بدورها تترصّع الأقراط والعقود والبروش بالزمرد والألماس، وتكون جميعها مع التاج طقماً متفرداً ومميزاً يُعرض حالياً في قصر كينسينغتون حتى نهاية السنة الجارية.
تاجا الأميرة لويز الماسيانقدّم دوق فايف لعروسته، الأميرة لويز، حفيدة الملكة فيكتوريا، تاجاً عُرف باسم “تاج فايف”، من تصميم الفرنسي الشهير Oscar Massin. يمتلئ التاج بترصيعات ماسية شفافة مع زخارف لافتة. حالياً، يُعدّ هذا التاج تصميماً ذكيّاً فالمصمّم عمل على تفادي الوزن الثقيل من خلال إخفاء المعدن واستبداله بماسات تزيّن التاج.
أما التاج الآخر الذي كان هدية من والدي العروس، الملكة ألكسندرا و إدوارد السابع، فهو مرصّع أيضاً بالماس وبتصميم يتخذ شكل الخطوط العمودية، كان من المجوهرات المفضلة لدى الأميرة لويز.
يُذكر أن هذه المجوهرات النفيسة تُعرض حالياً في قصر كينسينغتون حتى نهاية السنة الجارية، بحيث يتسنى للعامة التمتع بمشاهدة أثمن وأندر المجوهرات التي تعود إلى مئات الأعوام.