تعاون في الأمن السيبراني بين قطر وتركيا

الدوحة – وكالات:

كشف الدكتور حمد الإبراهيم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، عن تفاصيل المشروعات والأبحاث المشتركة مع الجانب التركي، والتي تهدف إلى تعقيد أي محاولة لاختراق المؤسسات القطرية إلكترونياً.
جاءت تصريحات الدكتور الإبراهيم على هامش إطلاق الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، مبادرة للتمويل المشترك مع إحدى الوكالات البحثية الرائدة في تركيا، وذلك لإنشاء برامج تعاون بحثية دولية بهدف تطوير حلول مبتكرة لتحديات الأمن الإلكتروني في قطر.
وأضاف أن تعاون الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، ومؤسسة «توبيتاك» التركية، يثمر عن 6 مشروعات بحثية؛ 3 منهم ينفذها الجانب القطري، و3 ينفذها الجانب التركي، بهدف إنشاء بنية تحتية إلكترونية تمنع محاولات الاختراق الإلكتروني، والمشابهة لواقعة اختراق وكالة «قنا».
وأوضح أن المشروع المشترك بين قطر وتركيا، يشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية، مثل وزارتي الداخلية والمواصلات القطرية، وهو ما يمنح تلك المشروعات والأبحاث أهمية كبرى.
وكان «الإبراهيم» قد أكد في بداية كلمته أن هذا التعاون الثنائي بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وتوبيتاك، سيركز أولاً على تحديات الأمن الإلكتروني التي تشترك قطر وتركيا في مواجهتها، ولكنه مجرد بداية، حيث سيمتد في نهاية المطاف إلى مجالات أخرى مصممة لتلبية الأولويات الاستراتيجية لكلا البلدين.
وأضاف: «سوف يثبت هذا التعاون أيضاً كيف يمكن للشراكات بين القطاعات التي تضم جميع الأطراف المعنية في مجالات البحوث والتطوير أن تساهم في زيادة تأثير وفائدة العلوم والابتكار، كما سيفتح آفاقاً جديدة للبحوث والابتكار تحقق قيمة لاقتصادنا وفائدة ملموسة لمجتمعاتنا في كل من قطر وتركيا».
وسيتم الإعلان عن المشاريع المسندة بموجب دعوة «التعاون بين الجهات الأكاديمية والصناعية في مجال الأمن الإلكتروني» خلال شهر مارس 2018، على أن تموّل المشاريع التي تشتمل على برمجيات وأجهزة لمدة ثلاث سنوات، وتلك التي تشتمل على برمجيات فقط لمدة عامين.
يشار إلى أن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، التابع لقطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، قد طور برنامجاً مصمماً لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعظيم أثر البحوث والابتكار الناتجة عنهما، وذلك بالتعاون مع المجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية «توبيتاك». ويهدف البرنامج إلى حشد المعارف والخبرات والموارد في سبيل التصدي لأولويات الأمن الإلكتروني المشتركة لدولة قطر.
وأُطلقت مبادرة التمويل المشتركة للبرنامج بعنوان «التعاون بين الجهات الأكاديمية والصناعية في مجال الأمن الإلكتروني» في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بتاريخ 9 أكتوبر، حيث سلّط ممثلون عن وزارة الداخلية ووزارة المواصلات والاتصالات الضوء على الأهمية الاستراتيجية للأمن الإلكتروني، والحاجة لتعزيز الوعي بهذه القضية، واتباع أحدث التقنيات بغية التصدي للتحديات التي تفرضها، ودور البحوث والابتكار في حماية الفضاء الإلكتروني والبنية التحتية الحيوية.
وسوف تتناول المبادرة، التي طُورت في أعقاب توقيع اتفاقية للتعاون الثنائي بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي والمجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية خلال شهر ديسمبر 2015 بهدف التعاون في المشاريع ذات الاهتمام المشترك، ثلاثة مواضيع رئيسية في مجال الأمن الإلكتروني، وهي: الأمن السحابي وأمن البيانات الضخمة، وأمن أنظمة الهواتف والحواسيب المحمولة وتطبيقاتها، والأمن الإلكتروني لمشاريع البنية التحتية الحيوية. وسوف تشتمل جميع المشاريع على التعاون بين معهد بحثي أو جامعة وشركة تجارية أو مستخدم نهائي للبحوث من كل دولة؛ بهدف إرساء الأسس اللازمة لتوطيد علاقات التعاون في مجالات البحوث والابتكار بين قطر وتركيا.

الهاشمي: عدم انضمام «قنا» للغطاء الأمني الحكومي عرضها للاختراق

كشف السيد خالد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع الأمن السيبراني بوزارة الاتصالات، أن السبب وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية أنها كانت خارج التغطية الأمنية الحكومية. وأضاف «الهاشمي»، أن العديد من المؤسسات تعاني من العمالة غير المدربة مهنياً، والتى تمثل جسراً سهلاً لاختراق تلك المؤسسات إلكترونياً، وبالتالي من الضروري تدريب تلك العمالة، كجزء من بناء وتدعيم البنية التحتية الإلكترونية للمؤسسات كافة.

نور المريخي لـ «العرب»: تركيا رائدة
في مجال الأمن الإلكتروني

وصفت السيدة نور المريخي، مسؤول البرامج بالصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، التعاون القطري التركي، بالبناء، لافتة إلى أنه يُعقد في توقيت مهم، خاصة بعد الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها وكالة أنباء قنا.
وقالت  إن الجانب التركي على دراية واسعة وخبرة كبيرة بأمور الأمن الإلكتروني، وهو ما سيساعد الجانب القطري كثيراً في هذا المجال، لافتة إلى أن التعاون سيكون مثمراً بشكل ملحوظ، خاصة أن كل مشروع سيشهد مشاركة الجانبين، مما سيعود على الباحث القطري باستفادة كبيرة.
وأضافت أن الفترة التي تمر بها البلاد، خاصة بعد الاختراقات الإلكترونية التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية «قنا» تعد فترة مهمة، تؤكد ضرورة دعم الأمن الإلكتروني، بأفضل الخبرات، لتدشين بنية تحتية إلكترونية قوية قادرة على مواجهة أية محاولة لاختراق المؤسسات القطرية إلكترونياً خلال الفترة المقبلة.

مداوى القحطاني: «الداخلية» تتصدى
لكل أنواع الجرائم الإلكترونية

قال النقيب مهندس مداوى سعيد القحطاني، ممثل وزارة الداخلية، إن الوزارة تعمل باستراتيجية التصدي لجميع أنواع الجرائم.
وأضاف أن الاختراق الإلكتروني ليس جديداً، بل تعرضت له مؤسسات دولية عديدة في مختلف أنحاء العالم، وتعمل تلك المؤسسات وغيرها على تدعيم بنيتها التحتية لمواجهة أية اختراقات محتملة.
وأوضح أن الأنظمة الأمنية، ومهما بلغت قوتها، يظل المستخدم هو الثغرة الوحيدة التي تساعد المُخترق على اختراقها، لافتاً إلى أن عملية الاختراق تتم بعد إرسال ملف تجسس إلى البريد الإلكتروني للمؤسسة، وبمجرد فتح الموظف هذا الملف يتم إرسال جميع البيانات للمُخترق، وبالتالي يظل الموظف هو البوابة الوحيدة التي عبر منها المخترق للمؤسسة.
وطالب القحطاني بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وتنبيه جميع الموظفين بالمؤسسات لتلك الحيلة التي يلجأ إليها المخترقون، وذلك لإغلاق الباب أمام المخترقين تماماً، والحد من عمليات الاختراقات الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم.

نائب رئيس «توبيتاك»: مشروعاتنا تحمى المؤسسات القطرية

أكد الدكتور أوركون هاسيكى أوغلو، نائب رئيس المجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية، أن الأبحاث والمشروعات القطرية التركية المشتركة، تهدف إلى حماية البنية التحتية الإلكترونية من الاختراق.
وأضاف ، أن تلك الأبحاث تتسم بالعالمية، أي يمكن تطبيقها في أي دولة بالعالم، حيث تهتم ببناء ودعم البنية التحتية الإلكترونية بشكل عام.
وأشار إلى أن تلك الأبحاث لا تهدف فقط لترميم البنية التحتية للحواسيب، وإنما تعمل أيضاً على حماية الهواتف النقالة، وهو ما يضمن بنية تحتية إلكترونية غير قابلة للاختراق، سواء كانت في الحواسيب، أو الهواتف المحمولة.
وأوضح أن المشروعات المشتركة بين الجانبين القطري والتركي قد تمتد إلى ثلاث سنوات، وهو ما سيثمر عن مشروعات قابلة للتنفيذ في جميع المؤسسات القطرية، وحماية من أي محاولة للاختراق الإلكتروني.
واختتم «أوركون» حديثه بأن عام 2018 سيشهد نتائج إيجابية للمشروعات المشتركة بين البلدين، موضحاً أن وفود مؤسسة «توبيتاك» ستزور العديد من المؤسسات القطرية خلال الفترة المقبلة لدراسة كيفية دعم بنيتها التحتية في المجال الإلكتروني، وغيرها من المجالات، مثل إنشاء خطوط لمعالجة الغذاء، وإنتاج المواد الخام، والسيارات العاملة بالطاقة، والعلاج بالأعشاب.

الطائي: البحوث والابتكار أصبحا أكثر تأثيراً

قال الدكتور عبدالستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: «يحظى التعاون الإقليمي والدولي بأهمية كبيرة، لأن التحديات التي تسعى البحوث والابتكار لمواجهتها هي تحديات عالمية، تتطلب بذل جهود مشتركة، وتبادل المعرفة والخبرات، من أجل الوصول إلى حلول شاملة، وتعزيز التنافسية، وتعظيم آثار تلك البحوث».
وأضاف: «يعكس التعاون الثنائي بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي والمجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية حقيقة أن البحوث والابتكار أصبحت أكثر ديناميكية وتأثيراً، من خلال إنشاء شراكات تجمع ما بين قطاعات متعددة من دول مختلفة، لتحقيق الأهداف المشتركة، وتسريع عملية تطوير نتائج مفيدة للجانبين».

تاج: قطر صامدة في مواجهة «القرصنة الإلكترونية»

أوضح الدكتور منير تاج، مدير برامج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، أن الجهود المبذولة لتعزيز قطاع المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وتوسيع الفضاء الإلكتروني لدولة قطر تحظى بأهمية كبرى للمجتمع، والاقتصاد، والحكومة، والصناعة القطرية، حيث إنها توفر «منصة للابتكار والرخاء»، وتتطلب أيضاً تدابير تعزيز الأمن الإلكتروني.
وذكر أن التعاون بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي و»توبيتاك» سيقدم مساهمة محورية تعزز من صمود دولة قطر في مواجهة الهجمات الإلكترونية، وتقوي خبراتها في مجال الأمن الإلكتروني.

السابق
خلفية بن حمد ينقل تعازي سمو الأمير بشقيق رئيس طاجيكستان
التالي
حقوق الإنسان القطرية تحوز ثقة المجتمع الدولي