أظهرت بيانات تجارية عودة صادرات الصين من المعادن النادرة الحيوية إلى المزيد من المستويات الطبيعية لتبدد المخاوف من تراجع إمدادات هذه المعادن في السوق العالمية عقب قرار الصين في العام الماضي فرض قيود على صادرات هذه المعدن التي تعتبر مكونا حيويا في صناعة الأجهزة الإلكترونية المتقدمة.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن بيانات الجمارك الصينية تشير إلى تعافي صادرات معادن الجاليوم والجرمانيوم والجرافيت خلال الشهر الذي سبق فرض القيود على التصدير حيث كان العملاء يحولون تكوين مخزونات منها، وبعد ذلك تراجعت الصادرات قبل أن تتعافى مجددا خلال الشهور الأخيرة، مضيفة أن هذه الأرقام يمكن ان تمثل سابقة بالنسبة لمستوردي معدن الأنتيموني الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة الذخائر وسيتم فرض قيود على تصديره الشهر المقبل.
يذكر أنه ينظر إلى قرار الصين فرض قيود على تصدير ما تسمى بمعادن الأرض النادرة التي تستخدم في صناعة الإلكترونيات والعديد من الصناعات الحيوية المتطورة،على أنه جاء ردا على القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إليها. كما جاءت القيود الصينية بهدف المحافظة على أسعار هذه المعادن منخفضة في السوق المحلية لدعم شركات الإلكترونيات الصينية.
وسجلت مبيعات الجاليوم أكبر تعاف لها منذ فرض القيود، في حين تراجعت مبيعات المعدنين آخرين، رغم تأثرها بعوامل أخرى منها جهود الحد من سيطرة الصين على إمدادات هذه المعادن في السوق العالمية.
وتراجعت صادرات الجرافيت الطبيعي من الصين بنسبة 17% إلى 101233 طن خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي، نتيجة زيادة الإنتاج في مناطق العالم الأخرى وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية التي تستخدم هذا المعدن في بطارياتها، بحسب شو بنج المحلل في خدمة بلومبرج انتليجانس للتحليلات الاقتصادية.
وتراجعت أسعار الجرافيت الصيني خلال العام الماضي نتيجة الضعف العام في سوق معادن البطاريات ككل. في حين سجل الجاليوم وجرمنيوم ارتفاعا كبيرا في أسعارهما بسبب الطلب العالمي القوي على العديد من تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة بدءا من وحدات الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء وحتى الألياف الضوئية.