الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
كثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها على خط الوصول إلى حل للأزمة الخليجية بالتزامن مع حراك أمريكي على جبهات مختلفة في هذا الإطار ومع استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود مؤخراً واستعداده لاستقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الثلاثاء المقبل 10 أبريل / نيسان.
بدورها أكدت سفارة الولايات المتحدة في الدوحة أن الرئيس دونالد ترمب يتطلع لبحث سبل تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة وقطر والدفع بالأولويات الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين. وأضافت السفارة في بيان صحفي أمس أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى سيلتقي الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء المقبل.
وأشار البيان الصحفي إلى أن الرئيس دونالد ترمب قد تحدث في الثالث من أبريل الجاري مع حضرة صاحب السمو وشكره على التزام قطر المستمر بمكافحة تمويل الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن صاحب السمو والرئيس ترمب ناقشا العقبات التي تحول دون إعادة الوحدة في مجلس التعاون الخليجي.
وتابع البيان بالقول إن الرئيس الأمريكي شكر صاحب السمو على التزامه بالمساعدة في استعادة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وأكد أنه من الضروري إنهاء النزاع الخليجي، وأوضح البيان أن الرئيس الأمريكي وصاحب السمو قد وافقا على أهمية الوحدة الإقليمية للتصدي للتهديدات الأمنية ولضمان ازدهار شعوب المنطقة.
علاقة إستراتيجية
وتتميز العلاقات القطرية الأمريكية بالقوة والإستراتيجية، حيث شهدت تقارباً كبيراً خلال الفترة الأخيرة من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في شتى المجالات ومنها مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، وأعقبها ثلاث مذكرات تفاهم لترسيخ الحوار ووثيقة مشتركة للتعاون الأمني، ومذكرة تفاهم لمكافحة الاتجار في البشر. وتم التوقيع عليها خلال الحوار الاستراتيجي بين البلدين في يناير الماضي.
وتعد الدوحة شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي عبّر عنه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، بقوله إن دولة قطر شريك جيد، مؤكداً أن الأزمة الخليجية لم تؤثر على عمليات بلاده العسكرية. وقال فوتيل، أمام الكونغرس الأمريكي قبل عدة أشهر، إن “قطر شريك يعوّل عليه وهي شريك جيد لنا”. وتأتي تصريحات فوتيل بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون، خلال الحوار الاستراتيجي، والتي قال فيها إن قطر حققت تقدماً كبيراً في مكافحة الإرهاب. وأكد تيلرسون أن قطر شريك قوي وصديق قديم للولايات المتحدة في كافة المجالات، مثمناً العلاقات القطرية الأمريكية.
وشدد على أن قطر قامت بتعزيز جهودها في مجال المكافحة، ونتيجة لمذكرة التفاهم التي وقعناها مع قطر في العام الماضي، زادت قطر من جهودها في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز تعاونها مع قطر خاصة في مكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش.
وألمح إلى أن الجانبين وقعا ثلاث اتفاقيات أساسية أولها مذكرة تفاهم يؤسس لجعل هذا الحوار الاستراتيجي يتم على أساس سنوي لكي يتم الاستمرار في تركيز التعاون الاستراتيجي، والاتفاق الثاني هو الإعلان المشترك يبين تعاون الولايات المتحدة مع قطر في مجال المصالح الأمنية المشتركة، وثالثاً مذكرة تفاهم تضع الإطار للعلاقات الأمريكية القطرية في مجال التصدي للاتجار بالبشر. وأعرب عن تطلع بلاده قدماً للتعاون مستقبلاً بين البلدين بمختلف المجالات.
آلية عمل واضحة
وقد وضع الحوار الاستراتيجي بين البلدين آلية عمل مشتركة لمواجهة صبيانية دول الحصار، لاسيما وأن الشراكة بين الدوحة وواشنطن قد اتسعت لتشمل التكاتف في مواجهة أي عدوان خارجي على قطر، بعد أن اتفق البلدان على العمل المشترك لحماية قطر من التهديدات الخارجية، وهو ما ينسف طموحات دول الحصار بالتفكير في التصعيد الذي تم الكشف عنه عقب بدء الأزمة. وفي هذا السياق، أكدت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن هذه الاتفاقيات الأخيرة ملزمة للولايات المتحدة بحماية قطر من أي تهديد أو عدوان خارجي، وهذا الأمر ينسجم مع عقيدة كارتر، وهي العقيدة التي تشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة مضطرة للدفاع عن الحلفاء في حال تعرضهم لأي خطر عسكري خارجي.