لو سؤل بيب جوارديولا عن أكثر فريق يكره مواجهته وأراد تقديم إجابة منطقية وواقعية وليس دبلوماسية فحينها ستكون “تشيلسي” بدون أدنى شك، البلوز لطالما شكلوا عقدة حقيقية للمدرب الإسباني سواء حقق عبرهم الألقاب، أو تلقى عن طريقهم الهزائم.
6 نزالات جمعت بيب بخصمه اللندني حتى الآن دون أن يستطيع تحقيق أي انتصار، الظفر بكأس السوبر الأوروبي عام 2013 على حساب تشيلسي لا يعد تفوقاً بالنتيجة حسب قوانين كرة القدم كون اللقاء انتهى بالتعادل بهدف لمثله، فيما انتزع بايرن ميونخ الألماني الكأس عبر ركلات الحظ الترجيحية.
جوارديولا يعرف أن تشيلسي أسوأ خصم له، فهو الذي هزمه مرتين في 6 نزالات، وهو الذي كاد أن يقصيه من نصف نهائي دوري الأبطال في موسم الإعجاز 08\2009 حينما كان مدرباً لبرشلونة لولا هدف أندريس إنييستا القاتل في الدقيقة قبل الأخيرة الذي منحه التعادل وليس الفوز، وهو ذات الفريق الذي أقصاه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 11\2012 .
كما أن تواجد تشيلسي بالقمة في الموسم الحالي كشف عيوب مانشستر سيتي بشكل أكبر، فلو لم يكن البلوز فريقاً لا يعرف سوى تحقيق الانتصارات خلال الموسم الحالي لكان السيتي قادراً على منافسته على اللقب، لا ننسى أيضاً أن تفوق البلوز ذهاباً في عقر دار فريق الفيلسوف بثلاثية وضح بما لا يدعو للشك بأن السيتي لا يسير في الطريق الصحيح خلال الموسم الحالي.
وربما نتساءل ، ما السر في تشيلسي الذي يجعله فريقاً مستعصياً على بيب جوارديولا؟ من يتابع مسيرة المدرب الإسباني يعرف جيداً أن أكثر الفرق التي تعذبه تتصف بثلاث ميزات:
1- انضباط عالي جداً في الملعب والتزام بتكتيك المدرب الخبير والصارم دفاعياً.
2- قوة بدنية هائلة لدى اللاعبين وقدرة على الجري المتواصل بدون توقف لإغلاق المساحات أمام الخصم.
3- امتلاك مهارة فتاكة في بناء الهجمات المرتدة واستغلال المساحات في ملعب المنافس.
في الحقيقة تشيلسي يتصف بهذه الصفات مع جميع المدربين الذين مروا عليه مع بعض الفروقات البسيطة، البلوز من أقوى الفرق في أوروبا بدنياً منذ منتصف العقد الماضي، من أقوى الفرق في بناء الهجمات المرتدة واستغلال المساحات، ومن أكثر الفرق انضباطاً في الملعب حينما يكون هناك تكتيك صارم وواضح من المدرب في تنفيذ ذلك.
هذه الفلسفة وضعها جوزيه مورينيو، وفي الحقيقة لم تتغير في الغالب بعد رحيل جوزيه لأن المدربين الذين عقبوه يمتلكون نفس الفلسفة ببعض الفروقات، مثل بواش، روبيرتو دي ماتيو، وأهمهم أنطونيو كونتي الذي يملك عقلية أكثر جرأة وتميزاً.
الليلة سيحضر جوارديولا مجدداً أمام تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج، وسيحاول فك شيفرة منافسه للمرة الأولى وإنهاء العقدة التي لازمته منذ بدء مسيرته، لكن المهمة لن تكون سهلة في وجود كونتي على الضفة الأخرى، وكتيبته التي تملك رغبة كبيرة في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.