تشابي ألونسو لغوارديولا: احذر الكرة الثانية!

 

وجه الإسباني المخضرم ذو ال 35 عاماً تشابي ألونسو نصيحة إلى مدربه السابق في بايرن ميونيخ عندما سأله الأخير عن نصيحته حول الدوري الإنجليزي.

غوارديولا و حسب ما اعترف به مؤخراً لتيري هنري في مقابلة تلفزيونية ,صرح بأنه لم يهتم كثيراً لتلك النصيحة و لم يوليها القدر الكافي من الأهمية ,ولكن بحسب فيلسوف الكرة فإن نتائج السيتي المتراجعة كانت بسبب إهماله لنصيحة ألونسو عن الكرة الثانية.

ولكن ما هو مفهوم الكرة الثانية؟

نعترف بأننا جميعاً نهتم لمتعة الكرة دون الاهتمام للمصطلحات التي تبعد الكرة عن بساطتها ,ولكن بقدر اهتمامنا بمشاهدة كرة جميلة فإن مدارس الكرة في أوروبا و العالم تسعى لتسمية كل شيء لتطوير خطط اللعب , أحد هذه المصطلحات هو مفهوم الكرة الثانية.
الأمر ببساطة يقول :سيقوم الخصم بتوجيه كرة طويلة (الكرة الأولى) إلى الثلث الخاص بك , سيحاول مهاجم الخصم أخذ الكرة من اللمسة الأولى (الكرة الثانية) أو على الأقل سيحاول ممارسة الضغط على مدافعك في الهواء ,الضغط سيجبر مدافعك على لعب الكرة بطريقة عشوائية و سيحاول الخصم عندها الفوز بالكرة مجدداً ,الأمر كله يعتمد على كرة طويلة عشوائية إذاً و من ثم قوة اللاعبين البدنية.

مارتين بيدزنسكي أحد مفكرين الكرة عبر بشكل صريح عام 2010 بأن مبدأ الكرة الثانية يدمر الكرة في إنكلترا عموماً ,عشوائية اللعب و عدم الاعتماد على البناء من الكرة الأولى بحسب بيب أيضاً هو السبب في خسارة إنكلترا مؤخراً على صعيد المنتخب و الأندية , الفرق في إسبانيا مثلاً تلعب الكرة الأولى إلى اللاعب الأقرب في الدفاع ثم يبدأ البناء من الخلف وفق استراتيجية محددة أثمرت نجاحها على صعيد الأندية و المنتخب.

عشوائية الكرة في إنكلترا ضد مصالح بيب:

يعترف بيب بأن الدوري مثير جداً في إنكترا ,و لكن في الوقت نفسه جمالية الدوري لا تعني بالضرورة أن الفرق تنتهج خطة معينة ,بل غالبا تتبع الفرق طريقة العشوائية.

الكرة دائماً في الهواء أكثر منه فوق العشب ,لفريق مثل مانشستر سيتي يلعب بطريقة السيطرة فإن ذلك يمثل هدراً كبيراً من وقت المباراة.

بالإضافة إلى أن غوارديولا يواجه مشكلة مهمة و هي بنية لاعبيه الصغيرة بالمقارنة مع لاعبي الخصوم ,استرجاع الكرة سيكون صعباً جداً و ربما تلك أحد أسباب تراجع أرسنال في السنوات الأخيرة.

أرسنال يعتمد على السيطرة على الكرة و البناء من الخلف ,في السابق كان يرتكز على لاعبين مثل باتريك فييرا و جيلبيرتو سيلفا في خط الوسط ,في الحقيقة هذا الثنائي سيكون قادراً و بكفاءة على الفوز بالكرة الثانية و الثالثة و الرابعة حتى نظراً للقوة البدنية الهائلة , و لكن يعتقد الكثيرون بأن نقطة التحول الرئيسية في تاريخ فينغر مع الأرسنال هي عندما تخلى عن اللاعبين البدنيين في فريقه ,أو بطريقة أخرى هي عندما ترك فينغر فييرا من أجل عيون فابريغاس.

كيف نجح غوارديولا مع برشلونة و هزم الإنجليز في الأبطال؟

السؤال يبدو منطقياً إذا ما نظرنا لنتائج بيب ضد الأندية الإنجليزية في دوري الأبطال ,الإسباني عرف تماماً كيف يهزم الإنجليز و بحسب معظم اللاعبين فإن سيناريو المباريات كان معروفاً حتى قبل الدخول إلى الملعب ,يقول ماسكيرانو عن نهائي ويمبلي 2011 بأنه أحس للحظة بأنه شاهد المباراة مسبقاً و هو في أرض الملعب نسبة للسيناريو الذي رسمه بيب قبل المباراة.

و لكن في برشلونة امتلك غوارديولا أمرين مهمين:

الأول :هو جودة اللاعبين الأسطورية ,ميسي كأفضل رقم 9 وهمي , و من خلفه صانعي لعب من جودة تشافي وانييستا ,ربما لو أردت تخيل لاعب الأحلام في هذه المواقع فستختار حتماً هذا الثلاثي ,المديح في لاعبين البارسا أو البايرن السابقين لبيب ليس تقليلاً من جودة لاعبي السيتي ,ولكن لكل مقام مقال.

الثاني:هو أن غوارديولا بالفعل هزم الفرق التي تبني من الخلف في دوري الأبطال و لكن واجه الكثير من الصعوبات أمام الفرق التي تلعب بعشوائية و خطط دفاعية محكمة ,دي ماتيو عندما هزم بيب عام 2012 على طريقة مورينيو كان يتبع طريقة دفاعية و يستمتع برؤية بيب و لاعبيه يسيطرون على الكرة ,في النهاية سجل راميريز هدف الحسم عبر الكرة الثانية عندما لم يستطع ماسكيرانو إبعاد الكرة بشكل جيد نتيجة ضغط لامبارد عليه.

يحتاج بيب للوقت كي يتأقلم و من يعلم فربما لن يستطيع ! فهم طبيعة الدوري الإنجليزي كالخشونة ضد المهارة و القتال حتى الدقيقة الأخيرة ربما كلها عوامل يجب أن يضعها بيب في الحسبان , والأهم من ذلك هو أن يتخلى قليلاً عن ذكائه ربما و أن يحاول انتداب لاعبين قادرين على مجاراة الدوري الإنجليزي بدنياً ,أن يلعب بخطة دفاعية في الدقائق الأخيرة عندما يكون فائزاً ,و أن يتذكر نصيحة ألونسو :الكرة الثانية.

السابق
صلاح: لا بديل عن التأهل للمونديال.. وهذه نصيحتي للمحترفين
التالي
“تسوق بثقة”..