الكويت – وكالات – بزنس كلاس:
رغم تسريب بنود اتفاق الرياض عبر شبكة CNN الأمريكية، قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الكويت أمس الأثنين قادماً من أنقرة في مستهل مسعى أمريكي لإيجاد خارطة طريق تفضي بأزمة الخليج إلى الحل، يسرع قطار الدبلوماسية الأمريكية تجاه التوصل لتسوية ما تخرج الخليج من أزمته العميقة التي ورطته فيها دول محور الحصار عبر تجاهل ما تم نشره والترويج لاستراتيجية جديدة لخارطة الحل الخليجي تقضي بتجزئة الأزمة غلى مربعات أصغر والعمل على حلها تدريجياً بفترة قد تصل إلى شهر أو أكثر، حسب وصف مصادر مقربة من فريق عمل تيلرسون.
وفي التفاصيل، سربت وكالة CNN الأمريكية تفاصيل اتفاق الرياض 2013 – 2014 فيما اعتبره محللون محاولة واضحة لتثبيت وجهة نظر دول الحصار، السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر ورفع مستوى “مطالبها”، غير القابلة للتحقيق كحزمة واحدة وفق التوصيف الأمريكي، من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
وما أن تم تسريب الوثائق حتى استبقت الدول الثلاث جولة تيلرسون ببيان مشترك نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أوضحت فيه أن “المطالب الثلاثة عشر التي قدمت للحكومة القطرية كانت للوفاء بتعهداتها والتزاماتها السابقة وأن المطالب بالأصل هي التي ذكرت في اتفاق الرياض وآليته والاتفاق التكميلي، وأنها متوافقة بشكل كامل مع روح ما تم الاتفاق عليه”.
لكن تيلرسون من جانبه سارع أيضاً مع وصوله إلى الكويت للرد على الحركة الاستباقية للدول الثلاث، حيث نقلت “أسوشييتد برس” عن كبير مستشاريه، آر سي هاموند، وجوب التزام الرياض وأبوظبي “العقلانية”، مؤكداً أنّ قائمة المطالب الـ13، التي قدمتها دول الحصار كحزمة واحدة انتهى أمرها.
استراتيجية جديدة
وفيما أشار مراقبون إلى أنّ تيلرسون لا يتوقع إحراز تقدم، حذروا من أنّ تحقيق تقدم قد يستغرق أكثر من شهر. لكنّهم لفتوا إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي، يريد استكشاف إمكانية جمع كل الأطراف على طاولة التفاوض. ومن المقرر أن يبدأ تيلرسون جهودها بزيارة الدوحة، اليوم الثلاثاء، بحسب مصادر مطلعة.
وتعتبر الكويت المحطة الثانية في جولة تيلرسون، حيث أجرى محادثات، أمس الأول الأحد، في إسطنبول، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر هاموند الذي تحدّث إلى صحافيين في إسطنبول، حيث بدأ تيلرسون جولته، أنّ المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها دول الحصار على قطر لم تكن قابلة للتطبيق، على الأقل كحزمة واحدة.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمّنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.
وشملت قائمة “المطالب” التي رفضتها الدوحة، خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، فضلاً عن إغلاق قنوات “الجزيرة“، وعدد من وسائل الإعلام. بعد ذلك قلص محور الرياض -أبوظبي مطالبه خلال اجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر الأربعاء الماضي بالقاهرة إلى ستة مطالب فقط.
ولم يوضح هاموند المطالب التي كان من الممكن تحقيقها ضمن القائمة، لكنّه قال إنّ ثمة حاجة إلى تنازلات من قبل السعوديين والبحرينيين والإماراتيين والمصريين، من أجل التوصل إلى تسوية. وأردف قائلاً: “إنه طريق ذو اتجاهين… لا توجد أيد نظيفة”، مضيفاً أنّ “هناك مزاعم متبادلة في الأزمة بالتورط بشكل أو بآخر في تمويل متطرفين”.
ويوم الجمعة الماضي، صدر بيان عن الدول المقاطعة للدوحة، اوضحت فيه إنهاء الوساطة الكويتية واعتبار طلباتها لاغية لأن قطر لم تنفذها بالموعد المطلوب وبالتالي شرعت الباب أمام مزيد من التصعيد في الأزمة. الأمر الذي حدا بالولايات المتحدة إلى المسارعة للتوجه إلى الخليج بشخص وزير الخارجية تيلرسون لمحاولة رأب الصدع الخليجي قبل أن يستفحل ويتحول إلى حريق كبير سيطال الجميع بضرره على حد تعبير مصادر خليجية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين، في بيان لها، إنّ “جولة تيلرسون المكوكية بين الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية، التي تستمر حتى الخميس، سوف تشمل اجتماعات مع قادة عرب لاستكشاف سبل جديدة لتسوية الأزمة المستمرة رغم جهود الوساطة الكويتية لإنهائها”.