الدوحة – وكالات:
في تطور جديد لردود الأفعال الأمريكية الغاضبة لبيان البيت الأبيض، الثلاثاء، وما تلاه من تصريحات صحفية للرئيس دونالد ترامب زعم خلالها براءة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من دم جمال خاشقجي، اتهم سيناتور ديمقراطي ترامب بالكذب، فيما تعهد الرئيس المقبل للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي بالسعي لفحص نتائج تقييم CIA بشأن مقتل خاشقجي.
وقال السيناتور الديمقراطي جاك ريد إن الرئيس ترامب كذب بشأن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن أن ولي العهد السعودي هو من أمر شخصياً بقتل خاشقجي..
وأكد جاك ريد في حوار على قناة “سي إن إن”، أمس، أن الـ”CIA” خلصت إلى أن محمد بن سلمان متورط بشكل مباشر في اغتيال خاشقجي.
وبشأن تقارير الصحف الأمريكية ووكالات أنباء دولية قبل أسبوع حول تقييم المخابرات الأمريكية، أكد ريد ما ذكرته وسائل الإعلام بشأن “توصل CIA إلى نتيجة بأن محمد بن سلمان، من أعطى أمر قتل خاشقجي”، مضيفاً: “وهذا استند إلى حقائق وتحليلات، فليس من الصواب الاعتقاد بأن CIA لم تصل إلى نتيجة”.
وكان الرئيس المقبل للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي قال في وقت سابق: سنحقق في علاقات ترامب المالية مع السعوديين، وسنحقق في قضية خاشقجي وتعامل إدارة ترمب معها.
وشكّك ترامب في تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قائلاً للصحفيين في فلوريدا إن العالم البشع هو من يتحمل المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، مدافعاً عن ولي العهد السعودي مضيفاً: تقييم “سي آي إيه” يحمل وجهين مختلفين، وهو يشير إلى أمور بالإمكان أن يخلص المرء من خلالها إلى أن ولي العهد السعودي، ربما فعلها وربما لا.
واعتبر ترامب أن وكالة المخابرات المركزية لم تتوصل الى خلاصة بشأن مقتل خاشقجي وأن ما لديهم هو شعور اتخذ وجهة معينة.
وجدد ترامب دعمه لولي العهد السعودي، بالتشكيك في تقييم الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” قائلاً: سواء كان ولي العهد السعودي على علم بقتل جمال خاشقجي أم لا فهو ينفي ذلك بشدة.
وكان المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” جون برينان ومسؤول سابق في الـ”سي آي أيه” كذّبا من قبل ترامب تعقيباً على بيان البيت الأبيض.
وشدد مدير CIA السابق جون برينان على أنه لا ينبغي أن يفلت أحد في السعودية من المحاسبة وخصوصاً ولي العهد، مطالباً أعضاء الكونغرس بالتحرك للنظر في ما خلصت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن دور بن سلمان في قتل خاشقجي، فيما وصف المسؤول السابق في CIA نيد برايس بيان ترامب (بشأن خاشقجي) بأنه يساوي بين تقرير المخابرات الأمريكية ذي المصداقية العالية والإنكار السعودي.
وفي وقت سابق كشف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا أن التقرير الذي قدمته “سي آي أيه” للرئيس دونالد ترامب بشأن التقييم الخاص بقضية خاشقجي يحمل درجة “الثقة العالية”، موضحاً في لقاء بثته شبكة “إم إس إن بي سي” الأمريكية أن درجة التصنيف هذه تعني أن هناك دليلاً واضحاً وقوياً على تورط ولي العهد السعودي بشكل مباشر في عملية قتل خاشقجي، مشيراً إلى أن الآخرين يعلمون ذلك، أكانت تركيا أم دولاً أخرى، بحسب “الجزيرة نت”.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية -اطلع على تقييم الـCIA بشأن مقتل خاشقجي- أن ولي العهد السعودي هو من أصدر أوامر القتل.
وقال المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- لشبكة “أي بي سي” الأمريكية إن ضلوع محمد بن سلمان في اغتيال خاشقجي واضح بشكل صارخ، مؤكداً أن ثمة إجماعا على أن القيادة السعودية متورطة في عملية الاغتيال.
وكانت وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عالمية كشفت، قبل أسبوع، نقلاً عن “سي آي إيه” عن دور خالد بن سلمان شقيق ولي العهد وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية في استدراج خاشقجي إلى إسطنبول بناءً على طلب من محمد بن سلمان، مؤكدة أن تقرير المخابرات الأمريكية خلص إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل جمال خاشقجي.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع قوله، الجمعة الماضية، إن وكالة المخابرات الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل جمال خاشقجي في اسطنبول مما يعقد جهود الرئيس دونالد ترامب للحفاظ على العلاقات مع حليف رئيسي للولايات المتحدة.
وأضاف المصدر أن الوكالة أطلعت جهات أخرى بالحكومة الأمريكية على استنتاجها الذي يتناقض مع تأكيدات الحكومة الأمريكية بعدم تورط ابن سلمان في هذا الأمر.
ويمثل ما توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أوضح تقييم أمريكي حتى الآن يربط ولي العهد السعودي بهذه الجريمة بشكل مباشر، بحسب “رويترز”.
وفي السياق ذاته قالت صحيفة واشنطن بوست إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلصت إلى أن بن سلمان أمر باغتيال خاشقجي، مشيرة نقلاً عن أشخاص مطلعين على هذا الأمر إن “الـCIA توصلت إلى استنتاجها بعد تقييم عدة مصادر للمخابرات من بينها اتصال هاتفي أجراه الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية مع خاشقجي.
وأضافت أن الأمير خالد أبلغ خاشقجي ضرورة ذهابه إلى القنصلية السعودية باسطنبول للحصول على الوثائق التي يحتاجها من أجل زواجه من امرأة تركية وقدم له تأكيدات بأنه لن يمسه أذى.
وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص على دراية بهذه المكالمة إنه لم يتضح ما إذا كان الأمير خالد كان يعرف أن خاشقجي سيُقتل ولكنه أجرى هذا الاتصال بناء على توجيهات شقيقه، لافتة أيضاً إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فحصت أيضاً مكالمة من داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعد قتل خاشقجي.
ونقلت “واشنطن بوست” عن أشخاص استمعوا لهذه المكالمة قولهم إن ماهر مطرب، وهو مسؤول أمني كثيراً ما شوهد بجوار الأمير محمد، أجرى هذا الاتصال بسعود القحطاني، وهو من كبار مساعدي الأمير محمد، ليبلغه بأن العملية تمت.