الدوحة – بزنس كلاس:
أكد مدير المبيعات في الخطوط الجوية التركية بمدينة قيصري التركية، فاتح انان، ان دولة قطر تعتبر سوقا مهما للغاية لاستقطاب السياح والمستثمرين بالنسبة لتركيا خاصة مع العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين الصديقين، داعيا المستثمرين القطريين إلى التعرف على الفرص الاستثمارية المغرية التي توجد في كل من الوجهتين السياحيتين والاستثماريتين قيصري وكابادوكيا، لاسيما في قطاعات السياحة والفنادق والضيافة كما كشف أيضا أن الخطوط الجوية التركية تستهدف زيادة التدفقات السياحية الواردة من قطر لزيارة قيصري وكابادوكيا.
وأضاف انان في حديثه مع وسائل الاعلام القطرية: «تعمل الخطوط الجوية التركية على الترويج والدعاية لوجهات مختلفة لاستقطاب الزوار والسياح، بخلاف المدن التركية الشهيرة مثل إسطنبول وأنطاليا وإزمير وبورصة، وذلك مثل مدينة قيصري التي تعد عاصمة لإقليم الأناضول، وتتمتع بإرث حضاري وتاريخ عريق، تمتزج بها عدة حضارات قوية شهدتها المدينة وآثار ترجع لآلاف الاعوام قبل الميلاد مرورا بالعصر السلجوقي والعثماني، كما تتسم المدينة بالمحافظة على التقاليد الدينية والاسلامية، كما ان عاداتهم تتشابه بشكل كبير مع الشعوب العربية، مما يضفي حالة فريدة من نوعها لهذه المدينة التاريخية».
وأشار انان إلى ان هناك تطويرا كبيرا يجري على قدم وساق من أجل تعزيز مستويات اقبال الزائرين إلى مدينة قيصري، خاصة مع حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول عمليات تطوير سيتم تنفيذها في مطار قيصري لزيادة قدرته الاستعيابية ليتلاءم مع مكانة المدينة العريقة لافتا إلى ان تدشين رحلات جوية مباشرة بين الدوحة ومدينتي قيصري وكابادوكيا يعتمد في المقام الأول على أعداد وكثافة الزائرين القادمين من قطر إلى هاتين المدينيتن.. مضيفا: «متى دعت الحاجة لتدشين مثل هذه الرحلات المباشرة، فلن تتأخر الخطوط الجوية التركية على تدشينها، وذلك خدمة للزائرين من الاصدقاء القطريين ومن مختلف الجنسيات القادمة من الدوحة».
وتابع انان قائلا: «هناك ايضا ترويج لمدينة كابادوكيا الشهيرة، تقوم به الخطوط الجوية التركية، عبر تنظيمها لرحلات تعريفية لوسائل الاعلام من دول الخليج والشرق الاوسط، لمثل هذه المدينة الفريدة من نوعها، والتي تعزز وتيرة استقطاب التدفقات السياحية إلى هذه المدينة التي تعد احد أجمل الاماكن في دولة تركيا، كما تمتلك شهرة عالمية، حيث يوجد فيها الكثير من المعالم الجيولوجية والتاريخية والحضارية الفريدة من نوعها، وتتعدد الانشطة والمزارات السياحية بها، خاصة مع موقعها في وسط تركيا في شرق هضبة الأناضول، وتضم الكثير من المزارات السياحية المميزة».
ونوّه انان بإمكانية زيارة مدينة كابادوكيا طيلة ايام العام، وتجربة التحليق في الهواء عبر المناطيد التي تشتهر به المدينة، فيما يفضل بعض الزائرين والسياح زيارة مدينة قيصري خلال فصل الصيف وفصل الربيع بالاضافة إلى الاستمتاع بالتزحلق على الجليد خلال فصل الشتاء على جبل ارجيس الشهير الذي يعد أعلى جبل في سلسلة الاناضول الوسطى، بارتفاع يصل إلى 3916 متر. ولفت انان إلى ان المسافة بين مدينة قيصري وكابادوكيا لا تستغرق سوى نحو ساعة واحدة بالسيارة، لذلك تشمل معظم برامج السياحة كلتا المدينتين ويزورهما بشكل متواصل زائرون من الصين والهند وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
مدينة قيصري
وخلال زيارة مدينة قيصري وكابادوكيا في رحلة تعريفية إليهما بدعوة من الخطوط الجوية التركية للتعرف على أجمل المعالم التاريخية والحضارية والثقافية في كل من المدينتين، رصدت الوطن أبرز المعالم السياحية والتاريخية التي تتمتع بها كل من مدينة قيصري وكابادوكيا العريقتين، حيث تعتبر مدينة قيصري واحدة من اجمل المدن التركية التي تلاحظ بها حفاوة الاستقبال للضيوف والزائرين خاصة مع تمسك أهل المدينة بالعادات الاسلامية والتقاليد العربية، كما تقع مدينة قيصري في موقع فريد من نوعه في قلب الجمهورية التركية.
وعلى الرغم من ان مدينة قيصري ليست معروفة بشكل كبير لدى الزائرين العرب، إلا انها حافلة بجميع المقومات التي تناسب العائلات العربية وخاصة القطرية، نظرا للتشابه الواضح في العادات والتقاليد الاصيلة، وطبيعة المجتمع المحافظ دينيا، بالاضافة إلى تمتع مدينة قيصري بالمناطق الطبيعية المتعددة سواء من الجبال والوديان والانهار والبحيرات الطبيعية، مما يجعلها وجهة مثالية لاستقطاب الزائرين والسياح القطريين.
وتتمتع مدينة قيصري بالكثير من المزارات السياحية التي يمكن لكافة الزوار والسياح الاستمتاع بها وممارستها مثل رياضة التزلج على الجليد، وتسلق الجبال، ورياضة التجديف، واكتشاف الكهوف القديمة، بالاضافة إلى التمتع بمشاهدة الاحصنة البرية وقت شروق وغروب الشمس، كما يمكن ركوب الاحصنة والدرجات النارية، علاوة على زيارة متحف مدينة قيصري التاريخي، الذي يعد أحد المتاحف التاريخية الهامة في المدينة حيث تم تأسيسه في عام 1969، بهدف التعريف بالمدينة تعريفاً تاريخيا منتظما مفصلا، فضلا عن ممارسة الكثير من أنشطة التسوق، خاصة وان أكثر ما تتميز به المدينة انها تضم احد أكبر الأسواق الموجودة خارج مدينة إسطنبول، حيث تحتوي هذه الأسواق على نحو 500 محل تجاري، تضم مختلف الصناعات المحلية التركية التراثية والتقليدية والفاخرة، فضلا عن ان المدينة تحتوي على أطول قناة للمياه موجودة تحت الأرض، حيث يبلغ طولها ما يقارب عشرة كيلومترات، حيث يتم من خلال هذه القناة نقل المياه من نهر قريب إلى المناطق الزراعية.
كما يمكن للسياح زيارة منزل أحد أبرز المعماريين العثمانيين، بل العالميين وهو معمار سنان أغا، الذي وُلد في عهد السلطان بايزيد الثاني، في عام 1489، ووصفه احد العلماء الالمان بأن سنان يتفوق على النحات العالمي مايكل انغلو صاحب اكبر اسم فني بالحضارة الاوروبية، وهذا يعود إلى مدى تأثير معمار سنان في التاريخ العثماني من حيث تصاميمه الرائعة والباقية حتى اليوم، مثل جامع السليمانية في إسطنبول، وجامع ومدرسة الخسروية في حلب، وجامع التكية السليمانية في دمشق، حتى بات رئيس المعماريين خلال فترة حكم السلاطين الأربعة: سليم الأول وسليمان الأول وسليم الثاني ومراد الثالث، وترك معمار سنان ما يقارب 365 أثراً معمارياً حول العالم، بينها أكثر من 90 جامعاً و55 مدرسة عثمانية، إضافة إلى العديد من المساجد الصغيرة ودور تحفيظ القرآن والأضرحة والمستشفيات والجسور والخانات والقصور والمخازن والحمامات وغير ذلك ليصبح أكبر معماريي عصره الذي تحتفظ إسطنبول وغيرها من المدن العثمانية بأعماله التي بناها بنفسه أو أشرف على بنائها.
ويمكن للسياح زيارة مدينة أغيرناس الأرضية، والتي تعود إلى العهد البيزنطي، فيما يمكن للزوار أيضا الاستمتاع بالشلالات الطبيعية التي تتميز بها مدينة قيصري في ظل وجود العديد من المياه العذبة المنهمرة من بطن جبل قريب من المدينة، وتعتبر هذه الشلالات الطبيعيّة من أهمّ عناصر جذب السكان من جميع أنحاء العالم، وتشتهر هذه المدينة بصناعة السجاد اليدوي الفاخر، بالاضافة إلى وجود جامع هونان هاتون أو «جامع المدينة»، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1238، ويتميز بطراز معماري تركي غاية في الروعة، حيث يحتوي على مئذنتين قام العثمانيون ببناء إحداهما والسلاجقة ببناء الأخرى ويقدم المسجد ميزة ينفرد بها دون غيره، حيث يحتوي على مكان مخصص لتعليم بعض الحرف الفنية مثل الرسم والنحت والنسيج اليدوي، ولهذا يعد المسجد من أكبر المراكز الثقافية في المدينة.
جبل أرجيس
ولا يمكن للزائر مغادرة مدينة قيصري دون زيارة أحد ابرز معالمها السياحية وهو جبل أرجيس والذي وفقا للتاريخ تكون من بركان خامد، ويمتاز الرمز أو المعلم الأساسي لمدينة قيصري بأنه يكتسي باللون الابيض للثلوج طوال فصل الشتاء، كما يكتسي باللون الاخضر خلال باقي الفصول، ويشكل جبل أرجيس بقمته التي تبلغ نحو 3916 مترا، مركزا هاما لممارسة رياضة التزلج وتجربة التليفريك، ويستقطب التزلج آلاف الزائرين سواء من السوق المحلي التركي أو من الاسواق الخارجية، علاوة على الاستمتاع بالوجبات التركية الشهية في المحال التركية الشهيرة، كما قامت السلطات التركية بإطلاق فعاليات ومهرجانات متنوعة يمكن الاستمتاع بها في جبل أرجيس، خاصة مع تدشينها منتجع أرجيس للتزلج، على مساحة 26 مليون متر مربع.
وفي هذا الصدد أشار مدير منتجع ارجيس، الدكتور مراد جاهد، إلى أنه خلال العام 2011، تمت ولادة علامة عالمية حديثة لمنتجعات التزلج على الجليد، ليكون منتجع ارجيس هو اكبر منتجع للتزلج في تركيا، لاسيما وانه يضم أحدث المصاعد الميكانيكية المترابطة والمصممة لنقل الزائرين حتى انه يمكنه نقل اكثر من 26 ألف شخص في الساعة وذلك عبر 18 رافعة ميكانيكية، علاوة على ان المنتجع يضم نحو 34 منحدرا بمواصفات عالمية، مع وجود 102 كيلومتر من المنحدرات مخصصة للتزلج، لافتا إلى ان المنتجع يضم نحو 154 آلة تصنيع للثلج الصناعي، مع وجود بحيرتين هما مصدر المياه مما يؤهل آلات تصنيع الثلج إلى ضخ 10 آلاف متر ثلج صناعي على الجبل. وأكد جاهد خلال مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام القطرية، ان هناك اهتماما متزايدا بالزائرين القطريين ودعوتهم لزيارة منتجع ارجيس والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، لاسيما وان هذا المنتجع يعد البديل المثالي والافضل عن المنتجعات في الدول الأخرى، فضلا عن منتجع ارجيس يحتوي على الكثير من المرافق الحيوية والاجتماعية مثل المطاعم التركية المميزة، والفنادق، والمقاهي ومواقف السيارات وغيرها من المرافق الضرورية والترفيهية.
مدينة المناطيد
فيما بعد تم التوجه إلى مدينة كبادوكيا التاريخية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، وتتكون كبادوكيا من مجموعة من المدن الصخرية التي أنشئت تحت الأرض وتم حفرها في الصخور، حيث انها تتكون من تضاريس من سهل هضبي على ارتفاع يصل إلى 1000متر فوق مستوى سطح البحر، فيما يتخلل هذا السهل عدد من القمم البركانية، كما تقع كبادوكيا في هضبة الأناضول في وسط تركيا وتمتاز بطبيعتها البركانية الخلابة، وهي واحدة من أشهر الاماكن في تركيا جذبا للسياح، علاوة على ان المدينة باتت معلماً عالمياً وصرحاً سياحياً مدرجاً في قائمة اليونسكو للتراث العالميّ.
ويمكن للزائر الاستمتاع بزيارة مدينة الجن التي تقع تحت الأرض وهي مدينة مذهلة تخطف الأنظار، ويعود تاريخ هذه المنطقة إلى العصر البرونزي، كما اشتهرت إبان فترة الإمبراطورية البيزنطية في القرنين السادس والسابع الميلاديين عندما كان المسيحيون يختبئون في متاهاتها وأنفاقها هرباً من الغزاة، وأمّا الآن فالمكان مفتوح للزوار ويحتوي على أربعة مستويات من الغرف والمتاهات، بالاضافة إلى امكانية زيارة الأودية العميقة مثل الوادي الأحمر ووادي إهلارا، علاوة على زيارة قرية غوريم التي تتميّز بإطلالتها المبهرة على البحار والمتاهات والكهوف.
ويمكن للزوار كذلك الاستمتاع بالاقامة في احد فنادق مدينة الجن مثل فندق كاياكابي بريميوم كايف سويتس والذي يبعد نحو كيلومتر واحد فقط من وسط مدينة أوروغوب، حيث توفر جميع الغرف والأجنحة في كاياكابي بريميوم التدفئة الأرضية وتكييف الهواء وغيرها من وسائل الراحة المميزة، كما يمكن الاستمتاع بتناول المأكولات المحلية في مطعم الترّاس مع إطلالات جميلة على المناطق الطبيعية المحيطة بكبادوكيا والقرى المجاورة.
وبطبيعة الحال لايمكن للزائر ان يرحل عن مدينة كبادوكيا دون ان يقوم بتجربة المنطاد، ويمكن للزوار مشاهدة المناطيد التي تقلع في وقت الفجر وتنتشر في السماء، ويمكن كذلك الاستمتاع بكل لحظة بداية من نفخ المنطاد وإشعال النيران به ثم انطلاقه بهدوء من الأرض مُحلقًا إلى السماء، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة لمدينة كابادوكيا من أعلى.