تُعتبر أمراض الكلى من أكثر الأمراض الصامتة والفتّاكة، خصوصاً أنّ المصابين بها لا ينتبهون الى عوارضها حتى تصبح خطرة على صحّتهم. وتُعدّ الإصابة بالحصى من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الكليتين خصوصاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و45 عاماً. فتعرّفوا إلى طرق العلاج المختلفة لتفتيتها والتخلّص منها بلا جراحة.
يلاحظ المرء إصابته بحصى الكليتين، للمرة الأولى، لدى زيارته الطبيب المعالج، أو عند توجّهه إلى غرفة الطوارئ بسبب ظهور أوجاع في أحد الجانبين أو في تجويف البطن. عندها يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحص جسدي شامل كفحوص التصوير المختلفة مثل التصوير بالأشعة السينية (X-ray).
فحص البول
قد يحتاج المريض إلى الخضوع لفحوصات إضافية أخرى، خصوصاً اذا اكتشف أنه يعاني من وجود أكثر من حصوة واحدة لديه، أو إذا تبيّن أنّ في عائلته تاريخاً طبّياً في الإصابة بحصى الكلى. ومن أجل تحديد السبب لتكوّن الحصاة، يوصي الطبيب بإجراء فحوص دم معيّنة، إضافة إلى فحص بَول.
أوجاع الخصيتين
تظهر عوارض المرض على المصاب اذا كانت الحصى عالقة في الكلية، أو اذا كانت ملتهبة وتتحرّك إلى أسفل الحالب. عندها سيعاني المريض من الألم المستمرّ في أسفل الظهر، والذي يصل إلى الفخذ في بعض الأحيان، وحتّى إنّه قد يصيب الخصيتين وكيس الصفن لدى الرجال. كما يعاني المريض من وجع في جانب البطن، وعدم القدرة على الاستلقاء والثبات في وضعيّة واحدة. إضافةً الى الغثيان، الحاجة إلى التبوّل أكثر من المعتاد، الألم خلال التبوّل وظهور دم في البول. ويُذكر أنّ الألم الناجم من تكوّن حصى الكلى قد يتغيّر من جهة إلى أخرى، سواءٌ من حيث الموقع أو من حيث الشدّة، وذلك بعد تحرّك الحصوة في المسالك البَولية.
المسكّنات
تتعدّد علاجات الحصى بحسب حالة كلّ مريض. ويمكن أن تقتصر على تناول مسكّنات الألم وشرب كميّات كبيرة من المياه للتخلص منها، أو قد يلزمه الخضوع للجراحة في بعض الحالات الأخرى.
الحصى الصغيرة
يختلف علاج حصى الكلى حسب نوعها وسبب تكوّنها. ولا تستدعي معظمها علاجاً، ويمكن للمريض التخلص من الحصاة الصغيرة بالطرق الآتية:
• الإكثار من تناول الماء: يمكن أن يساعد شرب ليترين إلى ثلاث ليترات من الماء يومياً، في تنقية الجهاز البولي من الرواسب. لذلك، من المهم أن يحرص المريض على شرب ما يكفي من السوائل حتى يصبح البول الذي يفرزه الجسم صافياً.
• مسكّنات الألم: قد يسبّب خروج حصاة صغيرة الشعور بعدم الراحة. وللتخلّص من الآلام الخفيفة، يوصي الطبيب بتناول مسكّنات الألم.
• العلاج الطبّي: يصف الطبيب دواءً لمساعدة جسم المريض على التخلّص من حصى الكلى. ويعمل هذا النوع من العلاج، المعروف باسم «حاصرة مستقبلات ألفا»، على إرخاء عضلات الحالب، ومساعدته على التخلص منها بسرعة أكبر ومع ألم أقلّ.
الحصى الكبيرة
لا يمكن علاج جميع الحصى عن طريق الإجراءات التحفظية، إما لأنها كبيرة جداً لتخرج من الجسم وحدها، أو لأنها تتسبّب ببعض العوارض كالنزيف، أو كالتلف في الكلى، أو عدوى مستمرّة في المسالك البولية، ما يستدعي حينها التدخّل الجراحي. وقد يوصي الطبيب بإجراء ما يُسمى بتقنيّة تفتيت الحصى بالموجات الصادمة من خارج الجسم (extracorporeal shock wave lithotripsy – ESWL)، حسب حجمها وموقعها. وتُستخدم هذه التقنية لإحداث ذبذبات قوية (موجات صادمة)، تؤدّي إلى تفتيت الحصاة التي تخرج مع البول إلى أجزاء صغيرة جداً. ويمكن أن يؤدّي هذا الإجراء الذي يستغرق بين 45 و60 دقيقة إلى الشعور ببعض الآلام، ما يستدعي الطبيب لإعطاء المريض مهدّئاً أو مخدّراً خفيفاً حتى يشعر بالراحة. اضافةً الى خروج الدمّ في البَول، وظهور كدمات على الظهر أو البطن، ونزيف حول الكلى والأعضاء المجاورة الأخرى، والشعور بعدم الراحة أثناء مرور أجزاء الحصاة عبر المسلك البَولي.
الجراحة
أمّا في حال فشل إجراء تفتيت الحصى بالموجات الصادمة من خارج الجسم، أما إذا كانت كبيرة جداً، فيخضع المريض للعلاج الجراحي عن طريق الجلد. وتتطلب هذه الطريقة إزالة الحصى باستخدام مناظير صغيرة وأدوات يتمّ إدخالها عبر شقّ صغير في الظهر. وتتم تحت التخدير الكلي، وتلزم المريض المكوث في المستشفى ليوم أو اثنين حتى يتعافى.
المنظار
من جهة أخرى، قد يلجأ الطبيب المعالج لإزالة الحصاة الصغيرة من الحالب أو الكلى، الى تمرير أنبوب رفيع مضيء (منظار الحالب) مزوّد بكاميرا عبر الإحليل والمثانة إلى الحالب. وبعد تحديد مكانها تُستخدم أدوات خاصة للإمساك بها أو تفتيتها إلى أجزاء، كي تخرج في البَول. وبعد ذلك، يضع الطبيب أنبوباً صغيراً في الحالب لتخفيف التورّم وتعزيز عملية الشفاء. وقد يحتاج هذا الإجراء إلى التخدير العام أو الموضعي حسب ما يقرّره الطبيب.
الغدة الجار درقية
تتشكّل بعض حصى الكالسيوم نتيجة فرط نشاط الغدد الجار الدرقية، وهي الغدد الموجودة حول الجوانب الأربعة للغدة الدرقية، تحت تفاحة آدم مباشرةً. وعندما تفرز هذه الغدد هرمون الغدة الجار درقية (فرط النشاط الجار درقي) بكميّات كبيرة، ترتفع مستويات الكالسيوم في الجسم، فينتج عنها ظهور حصى الكلى.
وفي بعض الأحيان، قد يساهم ورم حميد صغير في إحدى الغدد الجار درقية، أو بعض الحالات الصحية الأخرى، الى فرط إفراز لهرمون الغدة الجار درقية.
وبعد إزالة الورم من الغدة يتوقف انتاج حصوات الكلى، أو قد يوصي الطبيب بعلاج الحالة الصحية المتسبّبة في هذا الفرط بالإفراز.