تحية كاريوكا.. الراقصة التي تنبأ الشعراوي بقصورها في الجنة

“لم تتحمل انفصال أبيها عن أمها، ولم تطق اعتداءات شقيقها بضربها وربطها في السرير حتى هربت إلى حياة أخرى”.. الحديث عن تحية كاريوكا.
اسمها الحقيقي بدوية محمد كريم، ولدت بمدينة الإسماعيلية في 22 فبراير 1919، عشقت الرقص والتمثيل منذ الصغر، وعند انفصال والدتها عن أبيها، اضطرت للانتقال للعيش في منزل والدها، وبسبب حبها الشديد للفن، اعتاد شقيقها ضربها وربطها في “السرير”، حتى استطاعت الهرب من المنزل، وانتقلت بعد ذلك لكازينو بديعة مصابني، وأجادت رقصة “الكاريوكا”، التي التصق اسمها بها، حتى عرفت باسم “تحية كاريوكا”.
بدأت حياتها السينمائية راقصةً في فيلم “الدكتور فرحات” عام 1935، وفي عام 1939 شاركت في فيلم “أجنحة الصحراء”، أول إنتاج وإخراج لأحمد سالم وبطولة حسين صدقي وراقية إبراهيم، وتوالت الأعمال السينمائية عليها حتي ظهرت تحية كاريوكا في عالم الوسط الفنى بسرعة بالغة.
تحية كاريوكا.. الراقصة
من الأسرار التي كُشفت للمرّة الأولى عن حياة كاريوكا، كان عدد زيجاتها الذي وصلت إلى 17، وفقًا لما كشفته رجاء الجداوى ابنة شقيقتها والتي قامت بتربيتها في حوار لها مع الإعلامية لميس الحديدي.
قالت الجداوي إنّ كاريوكا تزوجت كثيرًا لأنها كانت ترفض الدخول في علاقة غير شرعية، وكشفت أنّ الزواج الأول لها كان في سن 20 عامًا، وانفصلت عام 1940، وتزوجت لمدة 6 أشهر من محمد سلطان باشا، والزوج الثالث هو ليفي، والرابع هو المخرج فطين عبد الوهاب، ثم الفنان أحمد سالم، الذي أحبها وأحبته حتى أنه طلّق زوجته ليتزوج منها، وانفصلا بسبب شائعة عن علاقته بأسمهان، ثمّ تزوجت من حسين عاكف لمدة شهرين فقط، وبعده الفنان رشدي أباظة وتزوجا بعد قصة حب وسافرا إلى لبنان لكنها ضبطته يخونها في أحد ملاهي شارع الحمراء، مع عشيقته الفرنسية السابقة آني برييه، فطلبت الطلاق.

قررت “تحية” الاعتزال بعدما عانت في أواخر أيامها من تداعيات أمراض الشيخوخة لذلك أصرت على أداء فريضة الحج وهناك كانت الصدفة التي تنتظرها.

لمحت “تحية”، الشيخ محمد متولي الشعراوي، فحاولت الوصول إليه بين الزحام حتى استطاعت وعاتبته لأنه لم يرد بينما كانت هي تنادي عليه وعرفته بنفسها حيث كان شكلها قد تغير بعد ارتدائها الحجاب.

وعندما تأكد منها، قال لها الشعراوي – مداعبًا: “لو كنت تعرفت عليكِ كنت أتيت إليك رأسًا وليس رقصًا”، ودعا لها بالهداية والاستجابة لدعائها.

لم تنته المقابلة عند هذا الحد، بل اتفقا على أن تتصل به كلما احتاجت إلى المشورة والنصيحة، وبالفعل توطدت العلاقة بينهما وأصبحت على المستوى العائلي، فقد كانت كاريوكا تزوره وتطلب منه الرشد في كثير من أمورها.

تحية كاريوكا.. الراقصة

وفي صباح أحد الأيام، فوجئت “كاريوكا” على باب منزلها بطفلة رضيعة ملفوفة وملقاة على الأرض فطلبت من الشعراوي المشورة، وكيف تفعل بهذه الطفلة فأشار عليها الإمام بأن تأخذها وتقوم على تربيتها عسى أن تفتح لها باب التوبة والمغفرة عند الله قائلًا لها: “خذيها فهذه عطية من الله لكِ”.

بالفعل، أخذتها “كاريوكا” وأطلقت عليها اسم عطية، وقرب رحيلها عهدت بتربيتها إلى الفنانة فيفي عبده، لتكملة المشوار معها ورعايتها، وهذا ما حدث ومازالت عطية إلى الآن في حوزة ورعاية فيفي عبده.

في أواخر المشوار، كانت زيجة تحية من الفنان فايز حلاوة الذي طعنها وتزوج من أخرى وهي الإعلامية فريال صالح، ولم يكتفِ حلاوة بذلك، بل طردها من شقتها ولم تجد مأوى لها سوى شقة خصصتها لها إحدى الأميرات الكويتيات بسعي من الفنانة الراحلة فاتن حمامة.

وعندما تأزمت بها الأمور لجأت إلى الشيخ الشعراوي لتستنجد به فإذا به يأمر أحد المحامين برفع دعوى قضائية لتمكينها من الشقة، لكنه فوجئ برد كاريوكا قائلةً: “طليقي رجل كبير في السن وليس له مأوى آخر، وحرام يتبهدل وهو في أواخر أيامه هو وزوجته وابنته”، فرفضت أن يستمر الشعراوي في إجراءاته القانونية.

هنا بكى الشعراوي وقال لها: “أبكيتيني يا تحية وأصبحت أغار منك”، فقالت له: “تغار مني أنا يا مولانا”، فقال لها: “نعم بدأتي يبقى ليك قصور في الجنة يا تحية”.

وبعد معاناة طويلة مع المرض، رحلت “تحية” عن عالمنا في 20 سبتمبر 1999، بعد إصابتها بجلطة رئوية، ووفقًا لما صرّح به الفنان رشوان توفيق، في لقاء إعلامي، حيث قال خلال استضافته في برنامج “بالألوان الطبيعية” عبر قناة “دريم”، إنّه كان يقابل كاريوكا في المدينة المنورة، وإنها كانت في أعلى درجات من الإيمان.

السابق
بعد الخروج من المونديال… شيرين عبد الوهاب تدعم محمد صلاح بهذه الكلمات
التالي
التعادل السلبي يسيطر على قمة فرنسا والدنمارك في الشوط الأول