الدوحة – بزنس كلاس:
وصف الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا ببنك اتش.اس.بي.سي HSBC ، دانيال هوليت ، في حديثه مع الشرق الاقتصاد القطري بالقوي ، تدعمه أسس صلبة لمختلف المؤشرات، مؤكدا وجود إمكانيات نمو وطاقات كامنة يمكن الاستفادة منها في المستقبل القريب و في المدى البعيد.
ولفت إلى استعداد ذراع الخدمات المصرفية التجارية في البنك مواصلة دعمه وتمويل الشركات القطرية بمختلف أصنافها سواء كانت صغرى أو متوسطة أو كبرى في السوق المحلي و في مراحل تطورها في الخارج، مشيرا إلى أن بنك HSBC انطلاقا من تواجده القديم في قطر و باقي دول المنطقة يؤكد على القدرات و إمكانيات النمو لهذه الدول ، مشجعا بصورة غير مباشرة عملائه في مختلف دول العالم على الاستثمار في قطر والمنطقة..
دانيال هوليت يتحدث للشرق
وفي ما يلي حديثه للشرق :
وفي تعليقه على سؤال تقييم الاقتصاد القطري و جهازه المصرفي ، أكد أن خطط نمو الخدمات المصرفية التجارية في بنك HSBC ما هي إلا انعكاس للاقتصاد القطري القائم على أسس قوية ومختلف المؤشرات تؤكد هذه القراءة ، لافتا إلى أن الارتقاء في التصنيفات الأخيرة للاقتصاد من سلبي إلى مستقر و من ورائه الجهاز المصرفي تؤكد المرونة التي يتمتع بها الاقتصاد القطري و ما يمكن أن تقوم به قطر في المستقبل القريب و المدى البعيد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القوانين و الإجراءات الجديدة و التي تسمح للأجانب بملكية المشاريع بنسبة 100 %، وإصدار قانون المناطق الحرة وتوفر البنية التحتية الملائمة كلها عوامل تؤكد انفتاح الاقتصاد القطري و جذبه للاستثمارات الأجنبية.
تسهم جميع هذه العوامل في إشاعة المزيد من أجواء الثقة كما أنها تلبي خطط نمونا في المنطقة.
وشدد التأكيد على أن “اتش.اس.بي.سي” سيواصل دعمه للاقتصاد القطري سواء على مستوى تمويل المشاريع المعلقة بالبنية التحتية، ودعمه لعملائه في مراحل نموهم في السوق المحلية أو في الأسواق الخارجية ، مضيفا :” أن ما يحصل في قطر ايجابي جدا “.
وحول تقييمه للتحولات التي يشهدها الاقتصاد القطري و اقتصاديات المنطقة بوصفه المسؤول الأول عنها في البنك، قال إن دول المنطقة تشهد تحولات كبيرة ، حيث يتواصل الإنفاق على مشاريع البنية التحتية بقيمة تناهز 2 تريليون دولار وهو ما يقود هذه الاقتصاديات إلى تغيرات عميقة خلال العشرين إلى الثلاثين السنة القادمة ، قائلا :” سيواصل قطاع النفط و الغاز حضوره القوي في تركيبة الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاديات المنطقة ولكن إعادة هيكلة لهذه الاقتصاديات في اتجاه تنويع أكثر لمصادر الدخل على غرار التعليم والقطاع الصحي والخدمات المهنية، وذلك تماشيا مع حاجات الاقتصاد “.
وشدد على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية ودورها في تنمية الاقتصاد وتوفير فرص كبيرة لنموه في المستقبل ، خاصة في ظل وجود طاقات بشرية كبرى لهذه الدول التي تعتبر تركيبتها الديمغرافية شابة ، مستشهدا في هذا الإطار بالتحويل الكبير الذي شهده اقتصاد سنغافورة بعد الاستثمار في موارده البشرية.
ووصف الاقتصاد القطري بالقوي و الذي يمكن أن يستغل الاستثمار في الموارد البشرية لتطوير قدراته المستقبلية.
و في إجابته على سؤال الاستفادة من المشروع الضخم الذي أطلقته الصين و المتعلق بطريق الحرير الجديد ، قال إنه بالرغم من أن النشاط التجاري الناشئ عن حزام الصين وطريقه في المنطقة لا يزال “وليدًا” نسبيًا حتى الآن ، فإن بنك HSBC يتوقع الاستفادة من خطط الصين التي تقدر قيمتها بنحو تريليوني دولار لإنفاقها على المخطط العالمي على مدار الـ 15 إلى 20 عامًا القادمة .
ويهدف المشروع ، الذي كشف عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 ، إلى تعزيز شبكة مترامية الأطراف من الروابط البرية والبحرية مع جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.
وفي رده على سؤال نتائج البنك خلال الفترة الماضية قال إن البنك حقق خلال التسعة الأشهر الأولى من العام 2018 حقق نتائج ايجابية ، مشيرا إلى أن البنك حقق أرباحا بلغت 199 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017 وربح 6.8 مليار دولار للبنك على مستوى العالم.
وعبّر عن أمله في مضاعفة أعمال البنك التجارية في السنوات الخمس القادمة ، قائلا : “إن بنك اتش.اس.بي.سي يسعى للحصول على أعمال جديدة تتعلق بخطط التحول في قطاعات مثل التعليم والخدمات المهنية والبنية التحتية والرعاية الصحية والأسهم الخاصة.”
وحول دعم البنك للشركات الصغرى و المتوسطة ، قال إن توجه الجميع ايجابي بهذا الخصوص وان الدعم الشركات الصغرى و المتوسطة تحظى باهتمام كبير خاصة في مجالات البنية التحتية و الأعمال الإنشائية و التعليم ..
وحول تأثير المتغيرات الإقليمية و الدولية على نشاط البنك في المنطقة ، قال إن لدى البنك التزاما استراتيجيا طويل الأجل تجاه المنطقة، ومن واجبنا أن نخدم عملاءنا أينما تواجدوا.