ميونخ – وكالات – بزنس كلاس:
ينطلق في برلين اليوم مؤتمر ميونخ للأمن، وتتواصل فعالياته حتى الأحد المقبل بحضور 600 شخصية بينهم 21 رئيس دولة وحكومة و75 وزير خارجية ودفاع، علما أن المؤتمر الذي يعقد بشكل سنوي ويعد أبرز مؤتمر دولي يتناول السياسات الأمنية.
وسيركز جدول أعمال المؤتمر لعام 2018 بصفة خاصة على الدور المستقبلي للاتحاد الأوروبي بوصفه فاعلا عالميا وعلاقاته مع روسيا والولايات المتحدة، ومستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا.
والموضوعات المحورية في مؤتمر ميونخ هذا العام تتناول حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب، كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا سيكون موضوعا مطروحا، إلى جانب التهديدات المتزايدة للنظام الدولي الليبرالي، الصراعات في الشرق الأوسط خاصة تدهور العلاقات بين دول الخليج، التطورات السياسية في منطقة الساحل، مسألة مراقبة التسليح، التهديدات المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية كما تشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط .
ومن بين المشاركين المؤكدين لهذا العام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والأمين العام للناتو جينز ستولتنبرغ.
وسوف يمثل الحكومة الأمريكية في ميونخ وزير الدفاع جيمس ماتيس وسيترأس وفد الكونجرس الأمريكي أعضاء مجلس الشيوخ شيلدون وايتهوس وروبرت كوركر.
وقد أعلن العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات بالفعل مشاركتهم. ومن بين هؤلاء الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، والرئيس الرواندي بول كاجامي، فضلا عن رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي ونظيرها النمساوي المستشار سيباستيان كورز.
وإلى جانب نقاشات البرنامج الرئيسي سيتم تنظيم أكثر من مائة حدث جانبي متمثلة في جلسات النقاش وورش عمل تؤمنها أهم المؤسسات والمنظمات العالمية، منها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) .
ويعد مؤتمر ميونخ للأمن منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.
ويتوقع الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر حضور أكثر من 600 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي، ومؤتمر ميونخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك “اللقاء الدولي لعلوم الدفاع”. وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى “المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع”، ثم أصبح اسمه “مؤتمر ميونخ للأمن”. وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
وتجتمع المجموعة الأساسية لمؤتمر ميونخ للأمن منذ عام 2009، إلى جانب النسخة السنوية لمؤتمر ميونخ للأمن والذي يتم عقده في ميونخ كأهم منتدى لمناقشة قضايا السياسة الخارجية والأمن على مستوى العالم، من أجل توفير إمكانية تغطية قضايا إقليمية محورية بمشاركة دوائر مهمة في مواقع مختلفة من العالم في إطار أصغر ومناقشة قضايا السياسة الأمنية الدولية واقتراح حلول مستدامة لها.
دورة 2013 في الدوحة
وتجيء مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مؤتمر ميونخ اليوم امتدادا لاهتمام قطري راسخ بأهمية المؤتمر في مناقشة القضايا المصيرية التي تتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار، خاصة وأن الشرق الأوسط أكثر بؤرة تشهد عدم استقرار مما يستدعي مشاركة قادة الدول في هذا التجمع الهام .
ومشاركة قطر في هذا المؤتمر ليست طارئة فقد حرصت دولة قطر على استضافة مؤتمر ميونخ في إحدى دوراته حيث استضافت الدوحة المؤتمر عام 2013 للمرة الأولى في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فبعد عقد مؤتمرات “المجموعة الأساسية” في واشنطن عام 2009 وموسكو عام 2010 وفي بكين عام 2011 يقع الشرق الأوسط والأدنى هذه المرة في مركز اهتمام الاجتماع الرابع للمجموعة الأساسية لمؤتمر ميونخ للأمن في الدوحة.
وشارك في مؤتمر الدوحة ما يقرب من 50 من صناع القرار والممثلين رفيعي المستوى في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني من أوروبا وأمريكا ومن منطقة الشرق الأوسط والأدنى، الذين ناقشوا خلال المؤتمر مسائل ساخنة ذات طابع أمني دولي وإقليمي.
وحرصت الدوحة على استضافة هذه الدورة إيمانا بأهمية الحوار لحل الأزمات ومشاركة دول الشرق الأوسط في تشخيص أزماته.
وفي دورة الدوحة حضرت دول الخليج والدول العربية وكانت الدورة فرصة لإشراك دول المنطقة في مناقشات مصيرية تتعلق برسم مستقبل وأمن المنطقة.