وكالات – بزنس كلاس:
ينكشف كل يوم الدور الخطير الذي يحاول ولي العهد السعودي لعبه في المنطقة بالتعاون مع صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر الذي يبدو أكثر تهوراً من محمد بن سلمان نفسه لكنه يلعب بالنار ليس في باحة منزله ومنازل جيرانه كما يفعل ولي العهد السعودي الذي يريد إشعال حرائق جديدة فيما هو عاجز عن إطفاء الحرائق التي أشعلها حتى الآن في اليمن وسواها.
فقد اكد مقربون من وزير الخارجية الامريكى ريكس تيلرسون ان الرئيس ترمب تحرك فى سبتمبر الماضى لوقف هجوم عسكرى سعودى على قطر استهدف تغييرالحكم. وقالوا إنَّ ترمب كلّف تيلرسون بإبلاغ القادة السعوديين أنَّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع أية محاولة لفرض تغييرٍ للنظام في قطر.
ووفقاً للمصادر المطلعة التي نقلت عنها وكالة“بلومبيرغ” يشعر تيلرسون بالقلق من أنَّ السعودية ربما ترغب في العمل بحريةٍ أكبر في مسألة قطر، متجاوزةً الحصار الاقتصادي للقيام بعملٍ عسكري. وتتمثَّل أحد المخاطرالكامنة في خطوةٍ كتلك في أنَّه قد يكون لها عدد غير محدد من التبعات الخطيرة وغير المتوقعة، بما في ذلك إثارة توتُّراتٍ ملتهبة مع تركيا وروسيا، أو ردودٍ عسكرية من إيران، أو هجومٍ صاروخي على إسرائيل من جانب حزب الله المدعوم إيرانياً.
وقالوا جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاره البارز سافر إلى السعودية لإجراء بعض هذه النقاشات.لكنَّ الأمر المثير للقلق على وجه الخصوص بالنسبة للمسؤولين الأميركيين هو أنَّ كوشنر ربما يكون قد أعطى السعوديين تطميناتٍ سرية لا تحظى بدعمٍ أوسع نطاقاً في الولايات المتحدة.
ووفقاً للأشخاص المطلعين، ربما لم يستسلم السعوديون. وقال أحد هؤلاء الأشخاص إنَّ ترمب كلّف تيلرسون بإبلاغ القادة السعوديين أنَّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع أية محاولة لفرض تغييرٍ للنظام في قطر، حتى لو كان كوشنر قد أخبرهم بخلاف ذلك.
كما أعرب ريكس تيلرسون عن قلقه المتزايد جرَّاء ما يرى أنَّها محادثاتٌ سرية بين جاريد كوشنر والقيادة السعودية، خوفاً من إمكانية أن ترتد تلك المحادثات بنتائج عكسية وتدفع بالمنطقة إلى الفوضى، بحسب ما نقله امس ثلاثة أشخاص على اطلاعٍ بمخاوف تيلرسون، لوكالة بلومبيرغ .
ويتمثَّل الهدف الأساسي لمحادثات كوشنر في التوصُّل إلى اتفاقٍ تاريخي يسمونه -صفقة القرن- يتضمَّن إقامة دولة فلسطينية أو أراضي فلسطينية مدعومة مالياً من عددٍ من الدول بينها السعودية، التي قد تضخ عشرات المليارات من الدولارات لانجاحها. وبحسب مصادر بلومبيرغ، يعتقد تيلرسون أنَّ كوشنر لم يقم بما يكفي لإطلاع الخارجية على تفاصيل المحادثات التي يجريها، وأنَّه يخفي عن كبار الدبلوماسيين الأميركيين النطاق الكامل لمفاوضاتٍ شديدة الحساسية.
وقال أحدهم إن “المشكلة تكمن في أن كوشنيرلا يتشاور مع وزارة الخارجية، وليس واضحاً أيضاً مستوى تشاوره مع مجلس الأمن القومي. وتلك مشكلةٌ لكلٍ من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وهو أمرٌ لا يمكننا حله بسهولة”. وتلك المخاوف جاءت سابقةً على التقارير التي ظهرت منذ يومين وتفيد بأنَّ ترمب قد يقيل تيلرسون بنهاية هذا العام، وهي التقارير التي نفاها الرئيس لكن يذكيها حلفاء كوشنر. وقال مسؤولٌ بالإدارة إنَّ كوشنر لا علاقة له بتلك التقارير.
استعادة النفوذ
وتشير وكالة بلومبيرغ إلى أن تيلرسون ومسؤولين كباراً آخرين بالخارجية يشعرون بالقلق أيضاً من أن ينظر القادة السعوديون، الذين أبقى الرئيس السابق باراك أوباما على مسافةٍ معينة معهم، إلى علاقاتهم مع كوشنر باعتبارها سبيلاً لاستعادة النفوذ في البيت الأبيض، ودعم الولايات المتحدة لخطواتٍ قد تكون مثيرة للجدل.
وتضيف الوكالة: “بالفعل، بدأت القيادة السعودية في اتخاذ العديد من تلك الخطوات”، ومنها استدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الرياض، الذي ما إن استقال هناك في البداية حتى أجَّل قراره إلى حين عودته لبيروت؛ واعتقال عشرات الأمراء، والوزراء، ورجال الأعمال على خلفية اتهاماتٍ بالفساد؛ والموقف الأكثر عدوانية في حرب اليمن.
ثقة كاملة
ونفى مايكل أنتون، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، التقارير حول عدم إطلاع كوشنر لكلٍ من مجلس الأمن القومي ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر على الأمور بصورةٍ كاملة. وقال في بيانٍ: “يعتقد الجنرال ماكماستر ومجلس الأمن القومي أنَّ فريق السلام الإسرائيلي – الفلسطينيي الذي يقوده جاريد يدير عمليةً شاملة وشفافة بين الوكالات، ويشعران (ماكماستر ومجلس الأمن القومي) بأنَّهما مُطّلعان ومشاركان بفعالية في ما يتعلَّق بمحادثات الفريق مع السعوديين والأطراف الأخرى، ولديهما ثقة كاملة في إشراف الفريق على جهود الإدارة لتسهيل التوصُّل إلى اتفاق سلامٍ إسرائيلي – فلسطيني بدعمٍ إقليمي”.