بلومبرج.. قطر: طفرة نمو غير مسبوقة بالشحن الجوي نتيجة الحصار!

إغلاق حدودها البرية الوحيدة مع السعودية أدى بالدوحة لإقامة جسر جوي ضخم لتأمين البضائع والمواد الغذائية

الدوحة – بزنس كلاس

ربما يعاني مطار حمد الدولي من التراجع الحاد بعدد المسافرين وسط حصار وحظر للسفر من قبل دول عربية منافسة للدوحة، إلا أن هذا الحظر هو بالذات ما جعل رحلات الشحن الجوي القطرية ترتفع بشكل قياسي في السنة الأولى من الحصار.

لقد أدى إغلاق الحدود البرية الوحيدة لدولة قطر مع السعودية لمضي الدوحة بعملية شحن جوي ضخمة من أجل تأمين تدفق البضائع إلى السوق القطرية  ابتداء من الحليب الطازج وصولاً إلى المعدات الصناعية التي كانت تُنقل سابقاً عن طريق البر كما يقول بدر محمد المير، مدير العمليات في مطار حمد الدولي.

جسر جوي..

لقد قفزت كميات المواد التي تم شحنها جواً في المطار، الذي افتتح في عام 2014 ، بنسبة 10% لتصل إلى 514000 طن في الربع الأول (من العام الحالي 2018)، وفقا لأحدث الأرقام المتاحة.

بنفس الوقت، انخفض عدد المسافرين بنسبة 11% ليصل إلى 8.73 مليون مسافر فيما انخفضت عدد الرحلات الجوية بنسبة 17% (حركة الإقلاع والهبوط) لتصل إلى 52200 حركة.

إلغاء رحلات بالاتجاهين..

فقد ألغت الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلى 19 مدينة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر نتيجة الحظر الذي فرضته عليها تلك الدول في 5 يونيو / حزيران من العام الماضي تحت ادعاء أن الدولة الغنية تمول مجموعات متطرفة وكذلك نتيجة علاقاتها مع إيران.

وقضت كذلك إجراءات الحصار بعدم توجه أي من الخطوط الجوية التابعة لدول الحصار إلى مطار حمد الدولي مثل الخطوط الجوية الإماراتية والاتحاد والخطوط السعودية ومصير للطيران.

قبل الحصار كانت التوقعات أن يرتفع عدد المسافرين عبر مطار حمد المملوك من قبل قطر للطيران بنسبة 20% في عام 2017 مقارنة بأعداد المسافرين عبره في 2015. يقول السيد المير في مكتبه بالمطار الذي بلغت تكاليف إقامته 17 مليار دولار والذي يقع على شاطئ الخليج جنوب الدوحة بأن “كل ما توقعناه لم يعد صالحاً الآن”.

جاء الارتفاع الكبير بعدد رحلات الشحن الجوي عبر مطار حمد نتيجة ارتفاع الواردات القطرية من دول مثل تركيا وإيران والمغرب وأستراليا لتحل محل واردات كان يفترض أن تأتي من الدول المحاصرة أو من خلال المعبر الحدودي البري مع السعودية. فقد افتتح ميناء قطر البحري الجديد في 2016 (ميناء حمد البحري قبيل افتتاحه رسمياً أواخر عام 2017) وكانت قطر تعتمد بشكل رئيسي على تدفق البضائع إلى موانئها عبر بوابة جبل علي في دبي.

القطرية للشحن.. ثاني أكبر ناقل جوي بالعالم

تملك الخطوط القطرية، ثاني أكبر شركة شحن جوي في العالم، 23 طائرة شحن، جميعها من طراز البدن العريض وفي أبريل / نيسان الماضي سجلت طلبية لشراء خمسة طائرات شحن جديدة من نوع Boeing Co 777Fs تبلغ سعة كل واحدة منها 102 طن ويبلغ ثمنها جميعاً 1.7 مليار دولار أمريكي.

اسطول الشحن القطري المتخصص يخدم 60 وجهة في العالم، في حين تنقل طائرات الركاب البالغ عددها 200 طائرة ما يسمى بـ “طن الشحن” إلى 150 وجهة أخرى. وقال المير إن مطار حمد يكثف خططه من أجل مضاعفة قدرة الشحن الجوي إلى حوالي 3 ملايين طن سنويا بحلول عام 2020.

رحلات أطول..

في سوق المسافرين، تتجاوز مشاكل مطار الدولي الضخم مسألة المسارات الجوية الملغاة باتجاه وجهات السفر في دول الحصار، فالرحلة على متن الخطوط القطرية من الدوحة إلى وجهات أفريقية مثل الخرطوم ولاغوس ونيروبي أصبحت تستغرق فترة زمنية أكبر بكثير من المعتاد مع اضطرار طائرات القطرية على الالتفاف حول المجال الجوي الخاص بدول الحصار التي تمنعها من العبور بطرق جوية مختصرة.

فقد زادت المدة الزمنية للرحلات الجوية إلى جنوب أفريقيا نحو 75 دقيقة، فيما تراوحت زيادة زمن الرحلات المتجهة إلى أوروبا وآسيا والمحيط الهادي بين جهة وأخرى، حسب السيد المير الذي أضاف بأنه: “توجب على الخطوط الجوية القطرية أن تتأقلم على تبديل الطائرات بما يتناسب مع الطلب ومن أجل تحفيز شروط الطيران من أجل المساعدة في تعويض الخسائر”.

مكاسب الحصار..

لكن بالمقابل، جذب مطار حمد الدولي رحلات إضافية من الهند والكويت وسلطنة عُمان، اللتان بقيتا على وفاق مع قطر. وما زال يعج بالمسافرين في ساعات الذروة ويعمل بشكل ممتاز فوق طاقته الاستيعابية المقدرة بـ 24 مليون مسافر، مع توقعات بأن يبلغ عدد المسافرين عبر المطار في العام الحالي 2018 نحو 35 مليون مسافر.

وما تزال خطط زيادة قدرة المطار على استيعاب المسافرين إلى مستوى 55 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2022، موعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، تسير وفق المخطط الموضوع. وسوف يؤدي بناء محطة طيران جديدة إلى رفع القدرة الاستيعابية للمطار إلى 70 مليون مسافر بحلول العقد القادم.

 

ترجمة سليمان حسون

عن موقع بلومبرج

السابق
«أشغال»: بدء مشروع تطوير امتداد «الصناعية الشرقي» بتكلفة 730 مليون ريال
التالي
تمديد عرض Ooredoo tv