وكالات – بزنس كلاس:
بعد سلسلة الإدانات الدولية التي طالت الإمارات العربية المتحدة نتيجة حملات الاعتقال المنظمة التي تشنها بحق مواطنيها وكذلك بحق ابناء اليمن في معتقلاتها التي تبه بسمعتها السيئة “غوانتانامو”، وسعت أبوظبي طيف اعتقالاتها لتشمل هذه المرة طبيبة بريطانية وابنتها الطفلة ما أثار موجة غضب عالمية شديدة. فقد أدانت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات العمل الشائن واللا إنساني الذي ارتكبته السلطات الإماراتية قبل عدة أيام، حيث قامت باعتقال أم وابنتها البالغة من العمر 4 سنوات من قبل قوات الأمن الإماراتية في مطار دبي الدولي.
وقد وصفت الأم رحلتها إلى الإمارات بالمحنة المرعبة المتمثلة في حبسها في سجن دبي القذر لمدة ثلاثة أيام مع ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات لشرب كوب من الكحول قدمته لها مضيفة طيران الخطوط الإماراتية على متن رحلة جوية قادمة من لندن.
وقُبض على الدكتورة إيلي هولمان، 44 عاماً، بعد أن سألها مسؤول بالهجرة في مطار دبي الدولي إذا كانت قد استهلكت الكحول خلال الرحلة التي استغرقت ثماني ساعات. وأضافت الدكتورة هولمان وهي أم لثلاثة أطفال وطبيبة أسنان، من سيفينوكس في كنت المملكة المتحدة، إنها احتُجزت في مراكز احتجاز في المطار في مكان قذر جداً وتم مصادرة جهاز الاتصال الخاص بها، ولم يُسمح لها بالاتصال بزوجها.
وتواجه الدكتورة هولمان الآن قرابة عام على الأقل لتسوية القضية في المحاكم سيئة السمعة بدولة الإمارات، وقالت هولمان: “كانت طفلتي الصغيرة تذهب إلى المرحاض على أرضية الزنزانة. لم اسمع أبداً صرخة في حياتي من طفلة كما سمعتها منها في تلك الزنزانة”. وأضافت: “لا يزال جواز سفري مصادر حتى يتم تسوية القضية، والتي قيل لي إنها ستستغرق سنة على الأقل، وحتى الآن كلفني هذا الوضع حوالي 30 ألف جنيه إسترليني من الرسوم القانونية والمصروفات. لقد أغلقت عيادتي ونفذت جميع مدخراتنا”.
وأوضحت حملة المقاطعة أنه ليس بالشيء الجديد اعتقال أم وطفلتها لأسباب تافهة، حيث تحتجز الإمارات الآلاف من الأبرياء وتعذبهم في سجونها في الإمارات العربية المتحدة أو في سجونها في اليمن فقط لآرائهم، وأقرب دليل على ذلك قصفت الإمارات قبل عدة أيام حافلة أطفال في منطقة صعدة في اليمن وراح ضحيتها حوالي 45 طفلاً.
ودعت حملة المقاطعة الحكومة البريطانية ومنظمات حقوق الإنسان البريطانية إلى التدخل الفوري لإطلاق سراح هولمان. كما تدعو الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات ضد الاعتقالات التي لا تنتهي ضد المواطنين البريطانيين في الإمارات العربية المتحدة. من ناحية أخرى، دعت الحملة أيضاً الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال البريطانيين بمقاطعة الإمارات العربية المتحدة وسحب استثماراتهم منها حتى تتوقف الإمارات عن انتهاك حقوق الإنسان.
وتهدف حملة المقاطعة إلى عزل الإمارات اقتصاديًا وسياسيًا بسبب الانتهاكات التي لا تنتهي لحقوق الإنسان التي تمارسها الإمارات العربية المتحدة ، فضلاً عن جرائم الحرب في اليمن وانتهاكات حقوق العمال. وتعد الإمارات مركز العبودية الحديثة اليوم كما أنها واحدة من الدول الرائدة في مجال الاتجار بالبشر. علاوة على دعمها للجماعات الإرهابية في سوريا وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط ودول شرق أفريقيا.