ريال مدريد لم يقدم مباراة مثالية ضد ليجانيس رغم الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين، لكنه قدم كرة قدم جميلة إلى حدٍ ما خصوصاً في الشوط الأول، أو على الأقل ظهر بشكل أفضل مما قدمه في المباريات الأخيرة.
بعيداً عن المشاكل الدفاعية التي لم تعاجل منذ عدة أشهر، لعب ريال مدريد بحرية أكبر ولم يعتمد على العرضيات بشكل رئيسي كما يحدث في العادة، حيث خلق فرص عديدة من العمق وسجل هدفين من كرات متحركة بتوغل أسينسيو داخل منطقة الجزاء في الهدف الاول وتقديم كوفاسيتش تمريرة رائعة في لقطة الهدف الثالث.
ومن الواضح للجميع أن ريال مدريد يلعب بشكل أفضل كلما دفع زين الدين زيدان بعدد كبير من الاحتياطيين، أو بالأحرى كلما غاب ثلاثي خط الهجوم أو أثنين منهم على الأقل، وهذا لاحظناه في عدة مباريات مثل إشبيلية في ذهاب الكأس، وإيبار ومباراة اليوم، مما يجعلنا نطرح سؤال هام، لماذا يلعب ريال مدريد بشكل أفضل بالاحتياطيين ؟
الحافز لإثبات الذات
الجميع يعلم أن اللاعبين الذي يجلسون على دكة البدلاء في ريال مدريد بالعادة يمكنهم اللعب بأكبر الفرق العالمية بشكل منتظم، بل ويكونوا أبرز نجوم الفريق، فنحن نتحدث عن خاميس رودريجيز، ألفارو موراتا، لوكاس فاسكيز، ماتيو كوفاسيتش وغيرهم، فسعر بعضهم يصل إلى 60 مليون يورو.
عندما يحصل لاعبين بهذه الجودة على فرصة للعب بشكل أساسي، فمن الطبيعي أن يبذلوا طاقة مضاعفة عما اعتادوا عليه في الوضع الطبيعي، لذلك يظهرون بشكل أفضل، ونرى حركة أكبر في ريال مدريد بتواجدهم داخل أرض الملعب، كما حدث في مباراة اليوم، فكل لاعب منهم يريد أن يبرهن بأحقيته بالحصول على مركز أساسي، على عكس معظم الأساسيين الذي حجزوا مقاعدهم منذ بداية الموسم.
العامل الطبيعي .. تراجع مستوى الأساسيين
ليس تقليلاً من شأن رونالدو وبنزيما وبيل ومودريتش، لكن من الواضح أن هناك انخفاض حاد في مستواهم في الموسم الحالي، وهذا يجعل مستواهم قريب جداً من البدلاء، وربما أقل أحياناً.
لكن هذا لا يعني أن يقوم زيدان بإجلاسهم على دكة البدلاء والدفع بالاحتياطيين بشكل مستمر، فتراجع المستوى يبقى أمراً نسبياً وليس ثابتاً، وما يملكه الأساسيين من خبرة وجودة وقدرة على الحسم يجعل مهمة خاميس وأسينسيو وكوفاسيتش وموراتا صعبة للغاية في الحصول على مركز أساسي.
الصدفة والمخزون البدني
في الظروف الطبيعية يدفع زيدان بتشكيلته الأساسية إذا كان جميع اللاعبين في كامل جاهزيتهم البدنية، مما يعني أن اللاعبين الأساسيين خاضوا مباريات أكثر، وبالتالي فإن نسبة تعرضهم للهزيمة والتعثر وانخفاض المستوى تبقى أعلى من اللاعبين الاحتياطيين.
بإضافة هذا العامل إلى العاملين السابقين، يتضح لنا أن هناك شيء من الصدفة بتألق الفريق في التشكيلة شبه الاحتياطية التي لا تلعب كثيراً من الأساس، وربما يعود ذلك أيضاً إلى سهولة الخصم والمخزون البدني.