بعد قطر.. الرياض تستهدف حجاج الجزائر!!

الجزائر – وكالات – بزنس كلاس:

عندما تحدثت وسائل الإعلام القطرية عن قيام السلطات السعويدة باستغلال فريضة الحج وتحويلها لأداة من أجل فرض شروط سياسية على هذا البلد أو ذلك، تنطح كثر للدفاع عن “حيادية ونزاهة” الرياض في التعامل مع ملف الحج، وذهب عادل الجبير وزير خارجية السعودية “الجنبلاطي” إلى حد اعتبار الانتقادات القطرية للقصور السعودي المتعمد في مسألة الحج إلى اعتبار أن قطر تريد “تدويل الحج” معتبراً الأمر أشبه بإعلان حرب. لكن ها هي السعودية تعود مرة أخرى لمبدأ “الخيار والفقوس” في تعاملها مع الحجاج، فهي الآن تستهدف حجاج الجزائر برفع الرسوم عليهم بشكل كبير جداً مقابل إعفاء آخرين من أي نوع من الرسوم على الرغم من أنهم قادمين من دول “غنية” لكنها “صديقة” وليست كالجزائر “المحايدة”.. فالحياد بالنسبة لقاموس السياسة السعودية يعتبر “عداءاً” لا بد من مواجهته.

فقد فوجئ حجاج الجزائر بشرط جديد وضعته السلطات السعودية مقابل أدائهم مناسك الحج، تمثل بزيادة الرسوم بمقدار بـ60 ألف دينار جزائري (551 دولار) على الحجاج المسجلين لعام 2017 وسبق وأن أدوا المناسك عامي 2015 و2016.

وأوضح بيان صادر عن الديوان الجزائري للحج والعمرة “أن السلطات السعودية فرضت على الذين سجلوا للحج هذا الموسم وسبق لهم أداء مناسك الحج في عام 2015 أو عام 2016، دفع مبلغ إضافي قدره 2000 ريال سعودي ليتمكنوا من أداء مناسكهم”، يتم دفعها في فروع بنك الجزائر، وفق ما جاء في البيان.

 

وشدد الديوان على الحجاج المعنيين بهذا الإجراء دفع الرسوم الإضافية قبل مغادرتهم أرض الجزائر، مع ضرورة إظهار وصل دفع هذه الرسوم، إضافة إلى الوصل الخاص بتكلفة الحج لدى فروع البنك داخل مطارات الإقلاع.

 

اعتبر ديوان الحج والعمرة الجزائري القرار السعودي شأناً داخلياً، وقال مسؤول داخل الديوان، إن وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج والعمرة، وبالرغم من انزعاجهم من التوقيت والطريقة التي أبلغوا بها من طرف السعودية، إلا أنهم يحترمون القرار ولا يعلقون عليه من باب احترام سيادة الدول، وهو مبدأ تلتزم به الجزائر”.

 

واستقبل الحجاج الجزائريون المعنيون بالشرط السعودي الجديد هذا الخبر بكثير من الاستياء، بالنظر إلى ارتفاع التكاليف الإجمالية للحج التي بلغت هذه  496 ألف دينار (4500 دولار(.

وقال كمال مباركي، أحد الحجاج المعنيين بالإجراء الجديد، إن “الشرط الذي وضعته السلطات السعودية يعتبر تمييزاً بين الحجاج، وهو غير مقبول قانونا وشرعاً”.

 

وأضاف أن “ألفي ريال ليس مبلغاً قليلاً، وميزانيتي لا تتحمل دفع المزيد من المصاريف، أنا مضطر إلى إعادة حساباتي أثناء مكوثي في البقاع المقدسة”.

 

ويستعد الحجاج الجزائريون لاقتناء تذاكر السفر التي تنتهي مدة شرائها الأحد المقبل، والبالغ سعرها 120 ألف دينار (1100 دولار)، ما أربك خطط بعض الحجاج.

 

من جانبه لفت الحاج عبد الغاني قمانة، في تصريحات لصحيفة “العربي الجديد”، إلى أن خبر فرض السعودية رسماً جديداً نزل عليه كالصاعقة، لأنه سيضطر إلى دفع 180 ألف دينار (1636 دولاراً)، كونه سيحج مع زوجته وأمه بعدما حج رفقتهما السنة الماضية.

 

ولمواجهة هذا التطور، قال الحاج الجزائري إنه “اضطر إلى اقتطاع المبلغ من الأموال التي تركها لإقامة “الفطور”، وهي عادة جزائرية تلزم الحاج بذبح المواشي وتوزيعها على الجيران والفقراء”.

 

وكانت الحكومة الجزائرية قد حددت تكلفة الحج لسنة 2017 بـ496 ألف دينار، تدعم الدولة جزءاً منها من الخزينة العمومية عن طريق اقتطاع حق وقود الطائرة وبعض الرسوم الأخرى على الخطوط الجوية الجزائرية ووكالات السفر المنظمة لعملية الحج.

 

وتبلغ حصة الجزائر من الحجاج 36 ألف حاج، ومن المنتظر أن تبدأ وزارة الشؤون الدينية الجزائرية مع وزارة الحج السعودية مفاوضات لرفع حصة الجزائر إلى 41 ألف حاج بدءاً من 2019، وذلك بعد ارتفاع عدد سكان الجزائر إلى 41 مليون نسمة.

السابق
وول ستريت جورنال: نجاح قطر بمواجهة الحصار
التالي
“ملاحة” تطلق عملياتها اللوجستية في عُمان