بعد سوسيداد .. لماذا لا ينجح ماسكيرانو كلاعب ارتكاز في برشلونة ؟

 

للمرة الرابعة، قرر لويس إنريكي الدفع بخافيير ماسكيرانو كلاعب ارتكاز خلال مواجهة ريال سوسيداد منذ استلامه دفة قيادة الفريق عام 2014، وكالعادة، ظهر اللاعب بمستوى سيء جداً وفشل في تعويض غياب سيرجيو بوسكيتس حتى في ظل تراجع مستوى الأخير.

الفوز الساحق لبرشلونة بخماسية مقابل هدفين لا يعني أن الفريق لم يعاني في خط الوسط، وبالذات في مسألة الخروج بالكرة خلال الساعة الأولى، وهي الفترة التي تواجد بها النجم الأرجنتيني كلاعب ارتكاز قبل تبديله والدفع بإيفان راكيتيتش كإجراء احترازي بعد معاناة اللاعب من مشاكل عضلية.

ماسكيرانو لم يقدم أي إضافة تذكر في مباراة اليوم، فهو قطع كرتين فقط ولمس الكرة 22 مرة، كما تسبب في تلقي فريقه الهدف الأول لريال سوسيداد والذي كاد أن يعقد مهمة فريقه لولا تسجيل لويس سواريز الهدف الثالث الذي أنهى الأمور بشكل كامل.

ظهور ماسكيرانو بشكل سيء لا يقتصر على مباراة اليوم، ففي جميع المرات التي تم الاعتماد عليه بها كلاعب ارتكاز شاهدنا برشلونة يعاني في خط الوسط رغم أنه يعد مركزه الأساسي قبل أن يتحول كمدافع محور مع جوسيب جوارديولا.

الغريب أن ماسكيرانو يقدم أداء مذهل رفقة المنتخب الأرجنتيني في نفس المركز، ويكون نقطة ارتكاز الفريق خصوصاً في العملية الدفاعية، ومن منا ينسى مستواه الرائع في مونديال البرازيل 2014 وفي الكوبا 2015 ؟

من إحدى المشاكل التي يواجهها ماسكيرانو في برشلونة مع هذا المركز هو عدم الاستعداد له جيداً، حيث في المنتخب يكون قد خاض مباريات تحضيرية، أو على الأقل قد استعاد ذاكرته بهذا المركز أثناء التدريبات، لكن في البرسا يتم الدفع به بشكل مفاجئ، كما لا يتم منحه فرصة أخرى إلا بعد أشهر عديدة.
لكن لو أردنا الدخول أكثر في التفاصيل يجب أن نسلط الضوء على الاختلاف في طريقة اللعب والتكتيك بين الأرجنتين وبرشلونة، فرغم مرور عدة مدربين على منتخب التانجو إلى أن جميعهم لم يتبعوا أسلوب الاستحواذ على الكرة والبناء من الخلف كما يفعل البرسا.

باختصار، مهام وواجبات لاعب الارتكاز في برشلونة تختلف بشكل كامل عنها في منتخب الأرجنتين، فمع التانجو يكون دور ماسكيرانو كلاعب ارتكاز يقتصر على قطع الكرات وتغطية المساحة أمام الرباعي الخلفي.

الأمور في برشلونة أكثر تعقيداً، فرغم أن بوسكيتس أكثر لاعب يكسر هجمات على الخصوم، لكن هذه ليست وظيفته الوحيدة وليست الرئيسية أيضاً، فما يقوم به بوسكيتس هو الربط بين خطي الدفاع والوسط، وتسهيل عملية إخراج الكرة من الخلف، وتمويل صناع اللاعب بالكرات بشكل مستمر، وتشكيل مثلثات مع لاعبين خط الوسط والظيهرين، فهو بؤرة الفريق إن جاز التعبير.

وهذا بالتأكيد يفسر لنا سبب تفوق ريال سوسيداد بالاستحواذ على الكرة على برشلونة في معظم أوقات المباراة، والفترة الوحيدة التي استعاد فيها برشلونة توازنه كانت في آخر 20 دقيقة، والتي دخل فيها راكيتيتش بديلاً لماسيكيرانو، فالكرواتي يملك خصائص أقرب لما عند بوسكيتس من اللتي عند ماسكيرانو.

السابق
ماسكيرانو : لن أقارن نفسي مع بوسكيتس لأنه الأفضل في العالم
التالي
برشلونة استفاد من خطأ تحكيمي آخر أمام سوسيداد في الهدف الثاني !