الدوحة – قنا:
بعد كسر الحصار الجائر خصوصاً لجهة المواد الغذائية واستقبال دفعات “إسعافية” عاجلة من تركيا وسواها لسد النقص في السوق المحلية، بحثت غرفة تجارة وصناعة قطر، سبل تعزيز واردات دولة قطر من السلع الباكستانية، وذلك خلال زيارة قام بها وفد من الغرفة إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد وتم خلالها إجراء مباحثات ولقاءات مشتركة لأعضاء وفد غرفة قطر ونظرائهم من اتحاد الغرفة الباكستانية.
وأوضح بيان صادر عن غرفة قطر اليوم أن المباحثات بين الجانبين قد تركزت على تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية ومن بينها الإنشاءات وتجارة مواد البناء، وتجارة المواد الغذائية، إضافة إلى قطاعات أخرى مثل المنسوجات والأثاث.
وعقد الجانب القطري اجتماعات مع عدد كبير من رجال الأعمال الباكستانيين ورؤساء الغرف الباكستانية، تم خلالها استعراض فرص الشراكة المتاحة بين الجانبين، وإمكانية الاستفادة من الشركات الباكستانية خصوصا في نقل بعض الصناعات إلى دولة قطر، بحيث تتم إقامة مصانع مشتركة في دولة قطر تغذي السوق المحلي بمختلف السلع وتصدير الفائض من الإنتاج إلى الخارج، مع التركيز على الصناعات الغذائية والصناعات الأخرى التي يحتاجها السوق القطري.
وعلى هامش الزيارة اجتمع سعادة المهندس خرام دستا كير وزير التجارة بجمهورية باكستان الإسلامية، مع السيد راشد بن حمد العذبة عضو مجلس إدارة غرفة قطر، والسيد صالح حمد الشرقي المدير العام لغرفة قطر، حيث تم بحث سبل تعزيز آليات التعاون ين الجانبين خصوصا في مجالات القطاع الخاص.
وأكد سعادة الوزير الباكستاني، أن زيارة الوفد القطري تعكس قوة العلاقات بين البلدين على صعيد القطاعين العام والخاص، ويدل على ثقة رجال الأعمال القطريين بالاقتصاد الباكستاني، معربا عن أمله في أن تسهم زيارة الوفد القطري عن تحقيق مزيد من التعاون بين الجانبين وتنفيذ مشروعات على أرض الواقع.
ونقل بيان الغرفة تصريحات للسيد راشد بن حمد العذبة بأن الوفد القطري قام بتوجيه دعوة للجانب الباكستاني لزيارة دولة قطر للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة والمجالات التي يمكن التعاون فيها في الجانبين، موضحا أنه تم قبول الدعوة وسيقوم وفد كبير من رجال الأعمال الباكستانيين بزيارة إلى الدوحة قريبا ومن المنتظر أن يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون بين الجانبين.
بدوره، أكد السيد صالح بن حمد الشرقي أن غرفة قطر تسعى إلى فتح آفاق جديدة من التعاون التجاري مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وإيجاد بدائل للسلع التي كانت تستوردها قطر سابقا من دول الحصار، منوها بأن هناك تعاونا تجاريا كبيرا بين قطر وباكستان، وأن الغرفة سعت من خلال المباحثات مع غرفة إسلام أباد إلى تعزيز هذا التعاون، وزيادة واردات قطر من السلع الباكستانية خصوصا ما يتعلق بالمنتجات الغذائية ومواد البناء الأولية، وذلك من خلال فتح قنوات جديدة لرجال الأعمال والتجار القطريين للاستيراد من الخارج.
وأوضح الشرقي أن العلاقات التجارية بين قطر وباكستان تشهد تطورا كبيرا، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين في عام 2016 نحو 2.8 مليار ريال ارتفاعا من 1.9 مليار ريال في 2015 و887 مليون ريال في 2014، منوها بأن الميزان التجاري حقق فائضا وبأرقام كبيرة لصالح دولة قطر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ففي عام 2016 بلغت قيمة الصادرات القطرية إلى باكستان حوالي 2.5 مليار ريال في حين بلغت قيمة واردات قطر من باكستان نحو 317.7 مليون ريال.
يذكر أن أهم الصادرات القطرية إلى باكستان تتمثل في غازات النفط وهيدروكربونات غازية وزيوت نفطية وزيوت مواد معدنية قارية وبوليمرات اثيلين في أشكالها الأولية، أما الواردات القطرية من باكستان فتتركز على الألبسة وتوابعها والمنسوجات والخضروات والفواكه.