عندما كان فراس كتَّانة في الجامعة، كان يغيب هو وأخوه محمد عن المحاضرات حتى يذهبا لبيع أحذية الفراء الشتوية المنزلية بكشكٍ أسَّساه بمركز التسوق المحلي.
فلسطين هي مسقط رأس الأخوين كتَّانة، لكنهما سافرا إلى دولة الإمارات عندما كانا صغيريْن. ثم انتقل الأخوان من جديد إلى مدينة ويتشيتا بولاية كنساس الأميركية ليلتحقا بالجامعة هناك ويدرسا الطب الحيوي، لكنهما لم يستغرقا وقتاً كثيراً قبل أن ينجرفا مع “حلم ريادة الأعمال” والذي حكى عنه فراس كتَّانة لموقع Business Insider.
قال فراس إنه وأخاه كانا “مولعان بريادة الأعمال”. وأضاف أنهما انتقلا إلى مدينة فينيكس بولاية أريزونا وقررا أن يستثمرا الربح الذي حصلا عليه من بيع الأحذية المنزلية ليبدأا مشروعاً دون تدخل أي مستثمرين خارجيين؛ ربَّما ليتجنَّبا عن عمد أن يسلكا نفس طريق الشركات الناشئة التي تنتقل إلى ولاية كاليفورنيا وتحاول أن تحصل على رأس المال المجازف لتبدأ نشاطها.
والآن وبعد مرور 11 عاماً على تخرُّج الأخوين كتَّانة قد تحقق حلمهما وأصبح حقيقة بنجاح شركة Amerisleep أو “أميريسليب”، الشركة التي تبيع مراتب النوم عالية الجودة المطوَّرة علمياً إلى العميل مباشرةً. وتصنِّع شركة اًميريسليب” مراتبها بمصنعها بأميركا وكانت شركة رابحة منذ نشأتها، وافتتحت لتوِّها أول متجر خاص بها.
وبالنسبة لفراس كتَّانة يُعد هذا هو تحقيق حلمه الأميركي. والأهم من ذلك أن مصدر فخره الشديد أنه حقق ذلك وهو مسلم مهاجر بأميركا في الوقت الذي يُمثِّل فيه الإسلام قضيةً مثيرةً للجدل في السياسة العالمية.
ويقول كتَّانة: “إنَّه من النِعَم كوْني مسلماً أميركياً أنشأ مشروعاً مزدهراً ومربحاً. أما الحلم الأميركي بخلق فكرة نشاركها مع أميركيين آخرين، وتوفير وظائف للآخرين، ومساعدة الأُسر، وضمان راحة واسترخاء عملائنا من خلال النوم، فقد كان حلماً أصبح الآن حقيقة”.
تجربة سيئة هي السبب
تعود جذور فكرة “أميريسليب” إلى تجربة سيئة تعرَّض لها الأخوان في أحد المحلات التي تبيع المراتب بمركز التسوق نفسه الذي كانا يبيعان فيه أحذية الفراء المنزلية الشتوية؛ فلقد شاهد الأخوان الزبائن وهم يدخلون محل بيع المراتب فيخدعهم البائعون فيغادرون المحل وهم غير سعداء وغير واثقين بما قرروا شراءه.
وعلَّق فراس على هذا الأمر قائلاً: “كانوا يغادرون المحل وهم لا يعلمون لماذا اشتروا تلك المراتب”.
وأضاف كتَّانة أنه لذلك أصبح تركيز العاملين على “أميريسليب” هو إرضاء العملاء، فشركة “أميريسليب”، مثلها مثل شركة Casper (وهي شركة ناشئة تُمولها شركة Target الأميركية)، تبيع منتجاتها للعميل مباشرةً عبر موقع إلكتروني منتهزة فرصة تجديد الاهتمام السائد بالتقنيات المتعلقة بزيادة كفاءة النوم.
يقول كتَّانة إن فريق عمل “أميريسليب” فريق صغير لكن الشركة تركز على وضع نظام آلي لاستقبال طلبات العملاء والتصنيع والتنفيذ من أجل أن تستطيع مواكبة احتياجات السوق المتزايدة. أما ما وراء الستار فيقول كتَّانة إن مراتب “أميريسليب” هي نتاج الكثير من البحث العلمي الذي وُظِّف ليتوافق مع طرق النوم المختلفة للناس.
لم يتلقَّ الأخوان كتَّانة أي تمويلٍ أو مساعدة خارجية من أصحاب رأس المال المجازفين أو أي شخص آخر من أجل إنشاء “أميريسليب” بعكس الكثير من الشركات المنافسة مثل شركة Casper. يقول كتَّانة: إننا نعمل بجدٍ من أجل شركتنا وأموالنا”.
ومن الجدير بالذكر أنَّ كتَّانة يرى نفسه رائد أعمال في مجال التقنية، وهذا لأنه يخطط مع أخيه لإنشاء شركة أخرى يسمونها Oclu أو “أوكلو” والتي ستنتج كاميرات الحركة (التي تصوِّر مشاهد الحركة بالأفلام) والتي يعد أنها ستكون أفضل من كاميرات GoPro الشهيرة.
يقول كتَّانة: “دائماً ما يميل تفكيري إلى تصميم المنتجات”.
والأهم من كل ذلك برغم أن كتَّانة ينظر لنفسه ولنجاحه في عالم الأعمال كدليل إثبات للعالم على المساهمات التي يقدمها المسلمون بالمجتمع الأميركي، إلا أنه يجتهد في إدارة “أميريسليب” بما يتوافق مع قيم الإسلام مع التركيز على العدل والتطوير الشخصي وتحمُّل المسؤولية.
ويقول كتَّانة: إن كوني مسلماً أميركياً جعلني أدرك أنه يوجد سوء فهم جذري بشأن المعنى الحقيقي للإسلام وللقيم الإسلامية. وأنا كمسلم مؤسس لإحدى الشركات الأميركية أحاول أن أقوم بدوري في تعريف الناس بالإسلام بتقديم مثالٍ حي على معتقداتي الدينية على الصعيديْن الشخصي والمهني”.