بطل الطفرة الاقتصادية البرازيلية.. لولا دا سيلفا خلف القضبان

ريو دي جانيرو – بزنس كلاس:

بين ليلة وضحاها تحول رئيس البرازيل الأسبق “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا” من أيقونة تكاد تكون مقدسة بصيغته التي أنقذ بها الاقتصاد البرازيلي، إلى مجرم مدان بجرائم فساد كبيرة سيقضي بسببها ربما ما تبقى من عمره خلف القضبان. تحول رمز النجاح الاقتصادي في البرازيل إلى متهم محكوم عليه بالسجن، بعد أن قضت المحكمة بسجن “لويز ايناسيو لولا دي سيلفا” لمدة 9 سنوات ونصف في قضايا فساد.

وجاء الحكم بمثابة الصدمة بالنسبة لمؤيدي الرئيس البرازيلي الذي استطاع أن يحقق طفرة اقتصادية، وتمويل البرامج الاجتماعية، ونقل الملايين من البرازيليين من الفقر، وتوسيع الدور الدولي لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية.

كيف أصبح “دي سيلفيا” زعيم سياسي؟

وُلد “دي سيلفيا” عام 1945، في أسرة فقيرة، وعمل كبائع للفول السوداني وهو لا يزال طفلا، كما بدأ تعلم القراءة والكتابة عند سن العاشرة.

بدأ “سيلفيا” حياته كعامل معادن، حيث اتجه نحو مدينة صناعية بالقرب من ساو باولو، وفقد الأصبع الصغير من يده اليسرى في حادث عام 1960.

ظهر اهتمام الرئيس البرازيلي السابق بالسياسة بعد وفاة زوجته الأولى نتيجة لالتهاب في الكبد، حيث اتجه نحو النشاط النقابي، ليُنتخب زعيم اتحاد عمال المعادن، والمكون من 100 ألف شخص في عام 1975.

وفي عام 1980 جمع “دي سيلفا” النقابيين والمثقفين والناشطين في الكنيسة لتأسيس حزب العمل، والذي أصبح بعد ذلك أول حزب اشتراكي كبير في تاريخ البرازيل.

وحاول حزب العمال أن يتحول بالتزامه الثوري نحو تغيير هيكل السلطة في البرازيل، ليكون أكثر واقعية ومنصة للديمقراطية الاجتماعية.

كيف حقق “دي سيلفيا” طفرة للاقتصاد البرازيلي؟

بعد 4 محاولات لأن يُصبح رئيساً للبرازيل، تم انتخاب “سيلفا” رئيساً للبلاد في عام 2002.

وتولى “لويز ايناسيو لولا دي سيلفا” منصب رئيس البرازيل لفترتين، تعهد خلالهما بالقضاء على الجوع، وخلق دولة ذات ثقة، ومظهر خارجي.

واستطاع الرئيس البرازيلي السابق خلال فترة رئاسته أن ينقل البرازيل من الفقر المدقع عبر إصلاحات كبرى للنظام السياسي والاقتصادي.

وعبر فترة الرئاسة لـ8 أعوام ضخ “دي سيلفيا” مليارات الدولارات في البرامج الاجتماعية، نجح معها في محو عدم المساواة التاريخية في البرازيل.

وتمكنت البرازيل طوال مدة حكمه من توسيع نطاق مساعدة الدولة للفئات الأكثر فقراً من خلال برنامج المنح الأسرية، حيث قدم المساعدة إلى 44 مليون شخص.

وعلى مستوى الأجور ومعدل التضخم في البلاد، وهما من أهم ما يشغل بال مواطني أي دولة فقيرة، استطاع “دي سيلفا” أن يرتفع بالحد الأدنى للأجور، لتُصيح أعلى من معدل التضخم.

واستطاعت البرازيل طوال فترة حكمه تحقيق فائض بميزانها التجاري، ومساعدة الأسواق المالية عن التخلي عن مخاوفها.

وبالرغم من ذلك يرى الكثير من المحللين أن برنامج “دي سيلفيا” قد فشل في معالجة المشاكل الهيكلية كالفقر، والتعليم.

كما وُجهت انتقادات للرئيس المتهم، بشأن إخفاقه في مساعدة البرازيل على تحقيق أداء اقتصادي جيد تحت إدارته، حيث يروا أن البلاد فقدت قدرتها التنافسية على الساحة الدولية، بالرغم من النمو اقتصادي مطرد.

تحول “سيلفا” من زعيم إلى متهم

ذكر ” “سيرجيو مورو”، قاضي التحقيق، إنه وجد “دي سيلفيا” أن “دي سيلفا” مذنباً بقبول 3.7 مليون ريال برازيلي رشاوي من الشركة الهندسية “أو أيه أس”، في مقابل مساعداتها على عقود من شركة “بتروباس” للنفط.

كما اُتهم سيلفا بتلقي وحدة سكنية على شاطئ البحر، كرشاوى من الشركة ذاتها، ورشاوي أخرى لتخزين ممتلكاته.

كما يواجه سيلفا اتهامات في أربع قضايا اخرى، منها إعاقة تحقيق العدالة، وغسل الأموال، واستغلال النفوذ، لكنه ينفي فعل أي شيء خاطئ.

وأصدر فريق الدفاع عن الرئيس البرازيلي السابق بياناً بعد صدور الحكم انتقدوا فيه الاتهامات ووصفوها بالهجوم على الديموقراطية، متعهدين بإثبات براءة الرئيس السابق.

وقالوا إن الرئيس كان ضحية حرب قانونية، واستخدام القانون لأهداف سياسية، مشيرين إلى أنها طريقة شهيرة تستخدمها دائماً الأنظمة الديكتاتورية عبر التاريخ.

على الجانب الآخر، قال القاضي إنه لم يأمر بالقبض الفوري على “دي سيلفا” لأن إدانة رئيس هي مسألة خطيرة، حيث يرى أن الاستئناف يجب أن يسمع أولاً.

السابق
الأسهم الأمريكية تصعد بالمستهل
التالي
طقس الليلة.. رطوبة مرتفعة