قالت مصادر لرويترز إن قطر للبترول حذرت مشترين يابانيين للغاز الطبيعي من المبالغة في الضغط في محادثات بشأن إمدادات طويلة الأجل وإلا فإنها قد ترغم شركات يابانية على التخارج من مشاريع قطرية للغاز الطبيعي المسال.
وتواجه قطر منافسة متزايدة من تدفقات جديدة من الغاز الطبيعي المسال القادم من مصادر من بينها استراليا التي من المتوقع أن تتفوق على قطر كأكبر مصدر للغاز المسال في العالم بحلول 2019.
ويشجع ذلك المشترين في الوقت الذي يتطلعون فيه لأسعار أرخص والمزيد من السيطرة عبر عقود أقصر أجلا وحقوق لتحويل أو إعادة بيع شحنات لا يرغبون فيها على سبيل المثال.
وفي اليابان، تعتمد قطر للبترول، التي تملك قطر غاز وراس غاز، على زبائن تقودهم جيرا وهي مشروع مشترك بين طوكيو إلكتريك وتشوبو إلكتريك.
وعلى المحك في المفاوضات الجارية بشأن عقد مع اليابان، إمدادات سنوية قدرها 7.2 مليون طن من الغاز تنتهي في 2021 بقيمة تبلغ نحو 2.8 مليار دولار أو ما يعادل 10 بالمئة من إنتاج قطر للبترول.
وتأكيدا على عمق العلاقات بين قطر واليابان، تملك ماروبيني كورب وميتسوي آند كو حصة 7.5 بالمئة لكل منهما في مشروع قطر غاز 1.
كما تملك ميتسوي حصة 1.5 بالمئة في مشروع قطر غاز 3.
وقال دبلوماسي ياباني لرويترز “إذا مارست اليابان ضغوطا قوية أكثر من اللازم أو قررت شراء الغاز الطبيعي المسال من بائعين آخرين مثل استراليا، فإن قطر تقول إنها قد تقصي شركات يابانية من حصصها في مشاريع قطر غاز”.
وأكد مسؤول في (قطر غاز) أن محادثات تجديد الإمدادات قد تؤثر على الملكية اليابانية لحصص في مشاريع الغاز الطبيعي المسال القطرية. ولم ترد ماروبيني وقطر غاز على طلبات للتعقيب. وامتنعت جيرا عن التعليق.
وقد يجبر فقدها لموطئ قدم في اليابان قطر على السعي إلى مبيعات بين مشترين أقل من حيث الجدارة الائتمانية في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا حيث ترتفع نسبة المخاطر في التعامل معهم.
وأظهرت بيانات الجمارك أن موقف قطر للبترول في اليابان يتعرض بالفعل للخطر مع تراجع حصتها السوقية 17 بالمئة العام الماضي بينما قفزت حصة استراليا 20 بالمئة.
ومن المزايا التي لا تزال تملكها قطر أنها بصفتها المنتج الأقل تكلفة فإنها يمكنها البيع بأسعار أقل.
وقال مصدر بشركة تجارية يابانية “تشوبو (إلكتريك) لديها عقود إمدادات كافية من استراليا والولايات المتحدة بدون الإمدادات القطرية إذا أرادوا ذلك”.
– شروط صارمة
قال مصدر تجاري ياباني إن المستوردين اليابانيين يقدرون أهمية روابط أنشطة الأعمال الطويلة الأجل مع قطر ومن غير المرجح أن يتخلوا تماما عن صفقات لكن شركات المرافق تصر على مزيد من الشروط الميسرة للمشترين.
وأضاف المصدر مشيرا على وجه الخصوص إلى جيرا “ستكون المرونة في تحويل أو إلغاء شحنات أحد المطالب الرئيسية من المشترين اليابانيين الذين يرون أنهم سيصبحون مثل الشركات التجارية في الأعوام القادمة.”
وقال إن خفض الكميات وتقليص أجل الصفقات من 25 عاما حاليا وتوفيق معادلات التسعير مع الأوضاع في السوق ستكون أيضا أمورا مهمة.
وأبرمت باكستان مؤخرا اتفاقية لأجل 15 عاما مع إيني الإيطالية تظهر تغييرات أدخلها المشترون على العقود الطويلة الأجل.
ويرتبط التسعير للأجل الطويل بشكل وثيق مع أسعار النفط الخام ويعبر عنه كنسبة مئوية من قيمة البرميل.
وقال مصدر بقطاع النفط والغاز إن باكستان تمكنت من أن تدفع إيني لخفض السعر بنحو 11.8 بالمئة وهو أقل كثيرا من 14.2 بالمئة الذي يدفعه المشترون اليابانيون لقطر.
وقد تضطر قطر أيضا إلى وضع بنود في العقود مثل تلك التي قدمها بعض المنتجين في استراليا لحماية المشترين من الارتفاعات الحادة في أسعار النفط.
وإلى جانب استراليا، تواجه قطر أيضا منافسة في السوق اليابانية من مصدر آخر وهو نيجيريا.
وتقول مصادر إن نيجيريا، رابع أكبر منتج في العالم للغاز الطبيعي المسال، تتودد إلى شركات الغاز في المدن اليابانية ومحطات الكهرباء والشركات التجارية مع انتهاء أجل الكثير من صفقاتها مع أوروبا في 2021-2023.
ويقول تجار إنه بحلول ذلك الوقت ستحتاج نيجيريا إلى إبرام عقود لبيع ما يصل إلى ثمانية ملايين طن من إنتاجها السنوي من الغاز المسال ولذا فإنها تستهدف المشترين اليابانيين.