
الصين تواصل قيادة الطلب في السوق
قطر ستظل أكبر مصدر للغاز المسال في 2018
26 % من صادرات العالم من الغاز أمّنتها قطر في 2017
غياب التخمة في سوق الغاز فاجأت المتابعين
كشف التقرير الاحصائي لشركة الطاقة البريطانية بريتيش بتروليوم “بي بي” عن مواصلة صناعة الغاز الطبيعي المسال القطرية سيطرتها على السوق العالمية بإجمالي صادرات بلغت 103.4 مليار متر مكعب في 2017 متفوقة على منافستها استراليا التي جاءت ثانيا، بإجمالي صادرات بلغت 75.9 مليار متر مكعب خلال ذات الفترة.
واشار التقرير إلى ان الصادرات القطرية من الغاز الطبيعي المسال مثلت نحو 26.2 % من إجمالي الصادرات العالمية للغاز المسال في 2017. وكان إجمالي صادرات الغاز المسال عالميا، قد بلغ 393.4 مليار متر مكعب خلال العام الماضي 2017.
ويبلغ إنتاج قطر حالياً من الغاز الطبيعي المسال 77 مليون طن سنوياً، فيما أعلنت في يوليو من العام الماضي الماضي، أنها تعتزم زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي بنحو 30 بالمائة بحلول 2024.
وجاءت ماليزيا في المرتبة الثالثة، بإجمالي صادرات في 2017، بلغت 36.1 مليار متر مكعب، ونيجيريا رابعا بـ 27.8 مليار متر مكعب، وإندونيسيا خامسا بـ 21.7 مليار متر مكعب.
وتصدرت قارة آسيا والمحيط الهاديء، المناطق التي تستهدفها الصادرات القطرية، بإجمالي 69.6 مليار متر مكعب، بصدارة كوريا الجنوبية (15.9 مليار متر مكعب) بينما بلغت صادرات قطر من الغاز المسال لأوروبا 23.7 مليار متر مكعب، بصدارة إيطاليا بـ 6.8 مليار متر مكعب.
ارتفاع الطلب على الغاز
وقالت بريتيش بتروليوم ان العامل الأكبر الذي قاد الاستهلاك العالمي للغاز في العام الماضي هو الزيادة في الطلب على الغاز في الصين، حيث ارتفع الاستهلاك بنسبة تزيد على 15 ٪، وهو ما يمثل حوالي ثلث الزيادة العالمية في استهلاك الغاز. يمكن إرجاع جزء كبير من هذا التوسع السريع إلى خطة العمل البيئية التي أعلن عنها في عام 2013، والتي وضعت أهدافًا لتحسين جودة الهواء على مدار الخمس السنوات اللاحقة.
ومع اقتراب الموعد النهائي الذي استغرق خمس سنوات، أعلنت السلطات الصينية في ربيع العام الماضي عن مجموعة من الإجراءات المحسنة لبكين وتيانجينغ و26 مدينة أخرى في مقاطعات شمال شرق الصين، والمصممة لتحقيق الأهداف البيئية.
وقد ركزت هذه التدابير، التي تعززت أكثر في خريف العام الماضي، على استخدام متزايد لمصادر الطاقة النظيفة من خلال تشجيع المستخدمين الصناعيين والسكن على التحول من الفحم إلى الغاز أو الكهرباء، مع اختيار الغالبية العظمى الاعتماد على الغاز. وعلى الرغم من أن معظم الاهتمام قد تركز على 3 ملايين أسرة متضررة من هذه السياسة، فإن العامل الأكبر الذي دفع التوسع في الطلب على الغاز كان التحول داخل القطاع الصناعي. وقد تضاعفت إلى حد كبير الزيادة الناتجة في الطلب على الغاز من خلال التحول إلى الغاز ليصل إلى ذروتها مع ارتفاع الطلب على التدفئة في فصل الشتاء.
ومن المتوقع أن يستمر الطلب الصيني على الغاز في الزيادة بقوة هذا العام، لكن يبدو من غير المحتمل أن يتكرر بنفس مستوى الزيادة في الطلب على الغاز في الصين العام الماضي في عام 2019 وما بعده.
إمدادات الغاز
وقال التقرير ان العديد من مشاريع الغاز الطبيعي المسال التي تم إقرارها في الفترة بين عامي 2009 و2014 دفعت بتوقع العديد من الشركات الناشئة ظهور فائض من الغاز الطبيعي المسال (LNG) حيث استغرق الأمر وقتًا لتلبية الطلب للنمو السريع في الإمدادات. لكن العديد من المراقبين قد فوجئوا حتى الآن بالغياب الواضح لمثل هذه التخمة.
ويعتبر عام 2017 وفق التقرير عاما مثيرا للغاز الطبيعي، حيث ارتفع الاستهلاك (3.0 ٪، 96 مليار متر مكعب) والإنتاج (4.0 ٪، 131 مليار متر مكعب) في أسرع معدلاتها منذ الأزمة المالية التي أعقبت مباشرة. وقادت آسيا النمو في الاستهلاك، مع نمو قوي بشكل خاص في الصين (15.1 ٪، 31 مليار متر مكعب)، مدعومة بالزيادات في الشرق الأوسط (6.8 ٪، 13 مليار سم مكعب) وأوروبا.
وكان النمو في الاستهلاك أكثر مما كان يقابله زيادة الإنتاج، خاصة في روسيا (8.2 ٪، 46 مليار متر مكعب)، بدعم من إيران (10.5 ٪، 21 مليار متر مكعب)، استراليا (18 ٪، 17 مليار متر مكعب) والصين (8.5 ٪، 11 مليار متر مكعب).
وعلى صعيد آخر قال تقرير لوكالة الطاقة العالمية ان الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي سيزيد عشرة بالمائة بحلول 2023 إلى 4.21 تريليون متر مكعب مع مساهمة الولايات المتحدة بأكبر كمية في نمو الغاز الإضافي البالغ 160 مليار متر مكعب لتلك الفترة. وسيجري تسييل معظم الغاز الفائض للتصدير، لتصبح الولايات المتحدة ثاني أكبر بائع للغاز المسال بحلول 2023 بكمية قدرها 101مليار متر مكعب مما سينزل باستراليا إلى المركز الثالث بكمية قدرها 98 مليار متر مكعب وتظل قطر أكبر مصدر للغاز المسال بكمية قدرها 105 مليارات متر مكعب.