برنامج الموسيقى العربية في الولايات المتحدة برعاية دولة قطر

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

تواصل دولة قطر دورها الريادي كمركز للثقافة والفنون في المنطقة والعالم، ودعم كافة المنصات الثقافية التي تؤرخ للهوية وترصد تلاقي الثقافات المختلفة، وهو ما عكسته المبادرات القطرية في عدد من البرامج والأنشطة الثقافية الأمريكية، لاسيما المتعلقة بنقل الثقافة العربية المختلفة للتلاقي مع الأذواق والثقافات الغربية. وفي هذا الصدد كان للموسيقى العربية المميزة اهتمام كبير من أنشطة سفارة دولة قطر بواشنطن والفريق القطري الدائم لدى الأمم المتحدة، كجزء من اتفاقات التبادل الثقافي ودعم الأنشطة التعليمية الثقافية.

وفيما ظلت الموسيقى العربية تتمتع لسنوات طويلة بخصوصية مميزة لها خاصة في الآلات التي تعزف عليها مثل العود والناي والطبلة والقانون وغيرها من الأدوات الموسيقية التي تعطي طابعا شرقيا مميزا، وأصبحت عادة يومية لكثير من العرب الذين يعيشون في أمريكا في البحث عن الإذاعات المخصصة بالعربية والتي تذيع مقطوعات موسيقية مميزة، أو بالتواجد بالفعاليات الفنية التي يقوم بها موسيقيون عرب وعالميون وذلك باستخدام آلات الموسيقى العربية، وهناك العديد من الفرق المختلفة التي تهتم بتقديم الموسيقى العربية حتى بدون أي أصول عربية لأصحابها، ما جعل للموسيقى العربية رواد ومحبين من مختلف الجنسيات كفن موسيقي له خصوصيته وتاريخه.

وكجزء من برنامج الدعم الثقافي الخاص بدعم التعليم والثقافة إثر اتفاقية الشراكة بين قطر والأمم المتحدة في مجال التعليم، ساهمت دولة قطر في دعم انتشار عدد من الورش الموسيقية التي تقوم بوضع برامج لتعلم العزف على أدوات الموسيقى العربية وأيضا تنفيذ وتأليف المقطوعات الموسيقية، وكذلك برامج مختلفة تقوم على دراسة الموسيقى العربية من كافة جوانبها سواء التنفيذية والتطبيقية أو الدراسة النظرية لتاريخ الآلات وتجارب الموسيقيين العرب ووصولهم للعالمية وأيضا أسس استخدام الثقافات المختلفة وتأثرها على الفن الموسيقي العربي.

◄ برامج متنوعة
تقول فاطيمة نذير، مديرة البرنامج الموسيقي العربي بماساتشوتس، في تصريحات لـ الشرق:” إننا نثمن الجهود القطرية في دعم مبادرتنا والدعم القطري الذي لا ينقطع، لأنها ترعى المبادرات الثقافية والفنية التي ترسخ الهوية والثقافة العربية، ومن بين تلك التجارب المميزة في الموسيقى العربية لا بد أن تأتي تجربة الموسيقار الموسيقى العالمي ذو الأصل الفلسطيني سيمون شاهين والذي استطاع عبر حفلاته العالمية ومشاركته لموسيقيين عالميين في تحقيق العديد من النجاحات مثل الأوركسترا الوطنية الفلسطينية، وأيضا تقديم منهج أكاديمي متميز للموسيقى العربية وذلك بجامعة ماونت هوليك بولاية ماساتشوتس وإقامة فعاليات فنية تعرض في كل صيف داخل الحرم الجامعي بمدينة هادلي غرب ماساتشوتس”.

وتابعت بقولها:” إن سعينا للحصول على الدعم لا يتوقف على التبرعات المادية بل على العكس تماماً كل ما نتطلع له هو الإستجابة الإيجابية من السفارات والقنصليات العربية في التنسيق معنا في جهودنا المشتركة، حيث تحتاج برامج تعلم الموسيقى العربية إلى تدريبات مكثفة، مثل تدريبات الاستماع، واستعراض النظريات الفنية مع عدد من الدروس الخاصة، وفصول المجموعات الصغيرة، ثم بروفات تحضير الفرق الموسيقية، انتهاء بالأوركسترا، وينضم إليها عدد كبير من الطلاب المبتعثين القطريين والعرب وأيضاً طلاب من مختلف الدول والجنسيات والأعمار والقارات المختلفة، كما تتواجد برامج خاصة أيضا لدعم المواهب العربية المتميزة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في العروض المحلية والعالمية مثل ما يقوم به برنامج الموسيقي العربية عبر فروعه بالولايات المتحدة، وأيضا تنظيم واستضافة عدد من الحفلات الموسيقية الفنية التي قامت برعايتها سفارة دولة قطر، وذلك كنوع من التعارف الثقافي الفني على أشكال الموسيقى المختلفة”.

◄ روح شرقية
وتشير نذير إلى تواجد برامج مختلفة لتعليم الموسيقى العربية، فهناك البرنامج العربي الكندي، وأيضا ورش موسيقى “العازفون”، وعدد من الورش الخاصة أيضا لتعلم العزف على الآلات، وكل تلك البرامج تبحث عن إضافة الروح الشرقية إلى الواقع الموسيقي الحديث، وفرق كبيرة تستعين بتلك الأدوات أيضا بحثا عن التجديد والتطوير في ألحانها وإيقاعاتها، وهو ما جعل البصمة الموسيقية العربية تصل للعالمية وتفرض نفسها وألحانها على مختلف الأذواق والثقافات في العالم.

من جانبه، قال جوناث ويلز، عضو هيئة تدريس الموسيقى العربية، في تصريحات لـ الشرق، إن كل أنواع الموسيقى إذا لم يكن أغلبها يمكن أن يعزف عبر آلات الموسيقى العربية، ومن بين الفقرات التعليمية الرئيسية في البرنامج هي إعادة تقسيم وتوزيع المقطوعات الموسيقية الشهيرة لبتهوفن وموزارت وتأديتها بإيقاعات شرقية عربية ثم إضافتها لمقطوعات أخرى، وهذا الدمج والتنوع يعطي ثراء موسيقيا مميزا ويجمع ألواناً مختلفة من الفنون الموسيقية في عرض واحد وهذا يفضله جمهور كبير من الموسيقيين، كما أن الموسيقى وسيلة لمخاطبة العالم بغض النظر عن الاختلافات الثقافية، فالإنسان في كل الثقافات يستطيع أن يتذوق الفن الجيد ويستمتع بالموسيقى الجميلة.

السابق
وزارة العدل: مشروع صك إلكتروني
التالي
عبر مركز الدمج.. جامعة قطر تدعم ذوي الاحيتاجات الخاصة أكاديمياً