وكالات – بزنس كلاس:
واصلت مملكة البحرين عبر بوقها الأسوأ في الأزمة الخليجية، وزير خارجيتها سيء الصيت، تصعيدها ضد دولة قطر متوعداً إياها بالانقلابات والاغتيالات في سابقة خليجية خطيرة. فقد نقلت وسائل الإعلام عن “برميل البحرين” توعده دولة قطر بمزيد من الاضطرابات الداخلية مردداً نفس الأسطوانة المشروخة حول مزاعم ما سماها “دور قطر التخريببي” في المنطقة دون أن يقدم هو ومشغليه اي دليل ولو بسيط على صحة إدعاءته.
“نحن لن نسمح لدولة أن تقوم بعمل يخرج شعبها من مجلس التعاون الخليجي، هذا غير مقبول، لن نسمح لنظام ان يقطع هذه الصلة، هذا لن يحصل”،،،، محاولة يائسة جديدة من دول الحصار لفرض وصاية على قطر، وكما عودتنا مملكة الرتويت فهي المقدمة لمراهقات دول الحصار، مراهقات وصلت الى حد التلويح بانقلابات واغتيالات ضد قطر على نحو ما ورد حرفيا في اعترافات آل خليفة وزير خارجية البحرين في حواره لصحيفة الشرق الاوسط، عندما سئل: هل نتوقع أن نسمع عن انقلابات او اغتيالات داخل هذا النظام؟ أجاب: “إذا حدث هذا الامر فهم السبب “.
حديث يعبر عن اليأس الذي اصاب دول الحصار ووصل الى حد الهذيان، فقطر ترفض الوصاية على قراراتها والمراهنة على شق الصف ووحدة الدولة فشل وستفشل اي محاولة من هذا القبيل
فات على وزير البحرين ادراك صلابة الموقف الداخلي لقطر، فقطر شعب يقف خلف قائده ولمن يتحدث عن النظام القطري فهذا النظام كان من الاولى ان يقتدوا به في معالجة مشاكلهم الامنية بدلا من محاولة القاء التهم جزافا على قطر
هذا النظام الذي احتاروا فيه وصفته لتقوية الجبهة الداخلية بسيطة، تقوم على التواضع والعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتقوية النسيج الاجتماعي بين الشعب والدولة، النظام القطر ي لا يعيش في برج عاجي ولا خلف ترسانة أمنية كما فعلت دول الحصار، لا ينكل بذوي المشتبه بهم او المتهمين، يطبق روح الدين يمتثل لصريح النهي القرآني ” ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى “.
وأحداث المحاولة الانقلابية التي وقفت خلفها البحرين ضمن من وقفوا ليست بعيدة، وليسأل الوزير البحريني اقارب أي متهم قطري في تلك المحاولة هل تم المساس بهم او تم ايذاؤهم؟ قطر لا تحمل ابناء متهم جريرة والده، ليس هذا فقط بل هي لا تحمل ابناء دول الحصار جريرة انظمتهم الفاشلة في معالجة الأزمات.
الوزير البحريني بدلا من ان ينصح نظامه بعدم التنكيل بذوي المعارضين للمنامة يصدر الاتهامات المرسلة لقطر رغم انه سبق الرد على هذه الاتهامات فلم تتدخل قطر ولا قناة الجزيرة في احداث البحرين وما تبعها من احتجاجات لدرجة وصلت لاتهام الجزيرة بعدم المهنية بسبب تجاهلها هذه الاحتجاجات وعدم افساح المساحة التي منحت للحراك في اليمن او مصر او ليبيا او تونس او سوريا.
التنكيل بذوي المعارضين
ينتقد الوزير تعامل قطر مع المتهم القطري بالارهاب وحده وحرصها على عدم انسحاب ذلك الى اسرته وابنائه وكأنه يريد ان تصبح قطر مثل البحرين، حيث يتم التنكيل بذوي المعارضين الذين ظهروا على شاشات التلفزيون البريطاني وفي البي بي سي وخرجوا في مظاهرات في بريطانيا ضد مشاركة البحرين في سباقات الماراثون ووصل الامر لتدخل البرلمان البريطاني ومساءلته للخارجية البريطانية بشأن صفقات السلاح للنظام البحريني في ظل استمرار القمع للمعارضة، فما علاقة قطر بكل هذا؟ ولماذا لم يجرؤ الوزير البحريني على توجيه سؤال لنظيره البريطاني ويطلب اغلاق البي بي سي؟
يقع الوزير في تناقض عندما يواجهه الصحفي بسؤال عن كيفية وجود اسم قطر ضمن الدول المحاربة للارهاب في الوقت الذي يتهمونها بالارهاب؟! هنا لايجد الوزير المتناقض الا ان يهرب الى الامام متخبطا باحثا عن اي اجابة قائلا انه في المسائل الاستراتيجية لا نمس العمل المشترك!
تحريض
يتقمص الوزير النذير دور الحريص على وحدة الخليج فيدعي ان دول الحصار حريصة على وحدة الخليج فأين هذا الحرص من تشريد الاسر الخليجية وحرمان الام من ابنائها والاخ من اخيه وتغريم من يتعاطف مع قطر وتمزيق الهويات وطرد المرضى وحرمان الطلاب من استكمال دراستهم بالكليات والمعاهد والمدارس بحكم انتمائهم لقطر ثم يقول الوزير بلسان الحصار (لن نسمح لدولة ان تقوم بعمل يخرج شعبها من مجلس التعاون الخليجي) كبرياء ممقوت يتشدق به آل خليفة فبعد ان فشلوا في الاضرار بالاقتصاد القطري او بمواقف قطر ومكانتها الدولية بدأوا الحديث عن ان دوافعهم لما هو آت هو الشعب القطري وعندما يسأله الصحفي ما الحل مع النظام هل نتوقع ان نسمع عن انقلابات او اغتيالات داخل النظام فيجيب اذا حدث هذا الامر فهم السبب.
هذه العبارات تحريض مباشر على القتل وهي ذات الدعوة التي اطلقوها عشية فشل الانقلاب العسكري الذي دبروه ضد قطر سنة ١٩٩٥ حيث خططوا لتنفيذ تفجيرات وقتل فلما اعترض بعض المتورطين في المحاولة الانقلابية ممن غرر بهم تخلوا عنهم، فهم لا يريدون ولم يقصدوا يوما ما مصلحة الشعب القطري ويدعي الوزير اليوم الشرف في الخصومة قائلا (لا نحبذ ان يكون هناك حديث من خلف ظهورنا) بعد كل هذا التآمر لا يحبذ معاليه ان يكون هناك حديث من خلف ظهورهم وكأن كل ما خططوه ودبروه ضد قطر منذ المحاولة الانقلابية امام الاضواء وليس طعنة في الظهر من الجار. وقد ظهر امين مجلس التعاون الزياني قبل اسبوع طالبا من الاعلام التهدئة وإفساح المجال للجهود الدبلوماسية التي لم يتخذ منها خطوة واحدة منذ بداية الازمة وها هي المنامة تدخل بثقلها وها هي الجهود الدبلوماسية التي بشر بها تهل من وزيره آل خليفة في حواره التحريضي.
عودتنا دول الحصار على الغدر وخاصة في شهر رمضان منذ عام 1888 وقد تابعنا تحركات في الرياض واستقبالات لا نستبشر بها خيرا فما خرج الزياني إلا لشر ولا سبقه آل خليفة إلا للتحريض.