برعاية شركة قطر ستيل.. الخلطة الإسفلتية الجديدة “خبث الحديد” فعالة وتساهم بالحفاظ على البيئة

كشف سعادة الدكتور محمد سيف الكواري وكيل الوزارة المساعد، مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة عن قيام فريق من الباحثين بابتكار خلطة أسفلتية جديدة أُطلق عليها الخلطة الحديدية باستخدام خبث الحديد “Slag” الناتج من عمليات تصنيع الحديد الصلب لاستخدامه كبديل عن أحجار الجابرو، مؤكداً أن الخلطة الجديدة تُعد ابتكاراً قطرياً 100 % وقد تم اعتمادها وفقاً للمواصفات القياسية القطرية، وإجازتها من قبل لجنة كود البناء القطري تمهيداً لاعتمادها خليجياً وعالمياً.

وأشار د. الكواري في تصريحات خاصة لـ الراية أن فريق الباحثين الذي يترأسه قام على مدى أكثر من عامين بدراسات وأبحاث للوصول لهذه النتيجة بوضع خبث الحديد Slag في الخلطة الأسفلتية المعتمدة وعمل شارع اختباري بمنطقة امسيعيد، وأجرى عليه اختبارات كثيرة حقلية ومعملية، حيث أثبتت نتائج الاختبارات أن الخلطة الجديدة والمبتكرة تطابق المواصفات القياسية المعتمدة وتحقق معايير الجودة المطلوبة.

الطرق الخارجية

وكشف عن قيام هيئة أشغال باستخدام الخلطة الحديدية في مشروعات الطرق الخارجية في الدولة كخطوة أولى تمهيداً لتعميمها على باقي مشاريع الطرق السريعة نظراً للفوائد البيئية والاقتصادية للخلطة الجديدة والتي توفر من 20 إلى 40 % من حجم التكلفة الإجمالية لمشاريع الطرق وهو ما يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً للدولة بالمقارنة بالخلطات الأسفلتية التقليدية التي تستخدم فيها أحجار الجابرو التي يتم استيرادها من الخارج بأسعار تتراوح بين 75 و85 ريالاً للطن في الوقت الذي تستهلك مشاريع البنية التحتية للدولة نحو 30 مليون طن من تلك الأحجار سنوياً مشيراً إلى أن شركة قطر ستيل تنتج نحو 350 ألف طن سنوياً من خبث الحديد ومتوفر لديها حالياً ما يقرب من مليون ونصف المليون طن.

الفريق البحثي وتكلفة المشروع

وأكد د. الكواري أن بحوث الخلطة الأسفلتية الجديدة تمت تحت رعاية وإشراف وتمويل من شركة قطر ستيل وتكلف المشروع البحثي قرابة 1.5 مليون ريال.

وقال: تكوّن فريق البحث الذي شرفت برئاسته من المهندس خالد محمد العمادي مدير إدارة الجودة والسلامة والدكتور عثمان الحسين والمهندس معاذ هاشم بهيئة الأشغال العامة “أشغال” والدكتور خالد حسن المدير الإقليمي لمركز أبحاث النقل البريطاني TRL والاستشاري محمد الحشري الخبير والأخصائي بمختبر القياسات الإشعاعية بإدارة الوقاية من الإشعاع والمواد الكيميائية وكان هذا الفريق البحثي، باكورة التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الصناعي، مكوناً من قطر ستيل بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة وهيئة “أشغال” ومركز أبحاث النقل البريطاني TRL ومختبر القياسات الإشعاعية بإدارة الوقاية من الإشعاع والمواد الكيميائية.

وأشار إلى قيام مختبر الإشعاع المركزي التابع للقطاع البيئي بالوزارة بدراسة المستويات الإشعاعية لخبث الحديد ومقارنتها بالاشتراطات والمعايير الدولية المعتمدة لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية ووجدها في الحدود المقبولة والآمنة.

استغلال المخلفات

وأكد أن الخلطة الجديدة المبتكرة تحقق معايير منظومة الإنشاءات الخضراء المستدامة، وتعالج تراكم المخلفات التي تلوث البيئة بطرق فنية مبتكرة تهدف إلى استغلال المخلفات بطريقة نافعة وبالتالي فهي توفر من 20 % إلى 40 % على الأقل من أحجار البناء المستوردة، كما أثبتت التجارب أنها تعطي قوة أكبر للخلطة وتصلح لسير الشاحنات ذات الأثقال الكبيرة للسير عليها، كما يتوقع فريق البحث العلمي زيادة عمرها الافتراضي، كما ثبت لفريق البحث العلمي أيضاً أنه يمكن استخدام خبث الحديد Slag في الخلطات الإسمنتية لأساسات المباني الإنشائية تحت الأرض ومنهولات الصرف الصحي الكبيرة، والبحث مستمر لأثبات استخدامها في صناعات إنشائية أخرى.

القضايا البيئية

وأشار إلى أن النتائج الإيجابية التي حصل عليها فريق البحث العلمي دليل على اهتمام وزارة البلدية والبيئة وهيئة ” أشغال” وقطر ستيل بالبحوث العلمية والدراسات الفنية التقنية التي تخدم أهداف الوطن الرامية لمعالجة القضايا البيئية بالبحث والتحليل والابتكار، كما أنها تشجع الشباب القطري لممارسة التقنيات الحديثة من خلال إجراء البحوث العلمية التي تساهم في تطوير العمل البيئي وتقدم خدمة مثالية وحديثة ومتطورة للوطن والمجتمع مؤكداً أن المشروع البحثي المبتكر يعزز الشراكة بين الحكومة وشركات التصنيع لدعم إستراتيجية الدولة لحماية البيئة تحقيقاً لرؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وإستراتيجية التنمية الوطنية التي تهدف على الحفاظ على الوطن والبيئة واستغلال موارد البلاد الاستغلال الأمثل، وتنمية وتعزيز البحث العلمي وتشجيع ودعم الباحثين والعلماء الذين يساهمون في معالجة القضايا البيئية بالوسائل العلمية المتطورة والدراسات الفنية والتكنولوجيا الحديثة.

إعادة الاستخدام

وأكد د. الكواري أنه من الأسئلة الهامة التي تم طرحها هي أنه عند انتهاء عمر الشارع هل يمكن استخدام خبث الحديد مرة أخرى؟ وكانت الإجابة من الفريق البحثي أن خبث الحديد يعتبر بعد التأهيل نوعاً من الأحجار التي تمتاز بالصلابة العالية والآمنة من الإشعاع وبالتالي يمكن استخدامه مرة أخرى ويخضع لنظام إعادة التدوير، ويتوقع أن عمره أطول من الأحجار العادية لاحتوائه على الحديد ومن الأمور الفنية الهامة أيضاً أن خبث الحديد لا يتأثر بالأجواء الطبيعية ذات الحرارة العالية والرطوبة، حيث يتم استخدام خبث الحديد بعد سنة من إنتاجه من المصنع، وقد لاحظ فريق البحث عدم تأثر خبث الحديد بالمناخ وهو حالة جيدة.

وأشار الكواري إلى أن الخلطة الأسفلتية الجديدة هي الابتكار القطري الثالث في مجال الإنشاءات حيث سبقها ابتكاران الأول باستخدام مخلفات الإنشاءات في الطرق وصناعة الطابوق، والثاني استخدام مخلفات إنتاج زيوت الكعام في صناعة الطابوق والصناعات الإنشائية الأخرى وكل هذه الابتكارات يتم استخدامها في صورة فعّالة في الكثير من المصانع لتوفير بدائل جيدة لمواد البناء ومن المتوقع أن تحظى هذه الخلطة الأسفلتية الجديدة بقبول عالمي نظراً للعوائد البيئية والاقتصادية الكبيرة لها.

السابق
أعلى مستوى في 5 أشهر.. الذهب يواصل رحلة الارتفاع
التالي
أشغال: إنجاز نحو 75% من مشروع تطوير السيلية