برشلونة يسحق بيلباو .. انتصار هام وأداء محير ومقلق كالعادة

 

حينما تجتاز خصم صعب في ظروف صعبة، وفي ظل غياب لاعبين مؤثران جداً في خط الوسط مع إراحة هداف الفريق، يعد ذلك نتيجة مميزة وإيجابية جداً، لذلك من المنطق أن نقول بأن برشلونة حقق انتصار مريح بأقل مجهود يجعله يجتاز فترة صعبة بأقل الخسائر.

لكن هذا من جهة، أما الجهة الأخرى فما شاهدناه من برشلونة في الشوط الأول أداء أقل ما يقال عنه أنه “عشوائي” فلا الفريق يعرف كيف يبدأ الهجمة من الخلف، ولا لاعبيه البدلاء بالجودة الكافية لتعويض الأساسيين، حتى بعض الأساسيين منهم أقل بكثير من المستوى المطلوب.
مواجهة اليوم وضحت لنا أن هناك فرق كبير في المستوى داخل برشلونة بين لاعبي خط الدفاع وبعض لاعبي خط الوسط حينما نقارنهم بلاعبي خط الهجوم، وبالتحديد حينما نقارنهم بـ ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا والغائب اليوم لويس سواريز، الفارق واضح جداً ويكاد يقتل برشلونة، فلولا نيمار وميسي، لربما شاهدنا البرسا يعاني في تحقيق الانتصار.

أداء برشلونة أصبح محير مباراة تلو الأخرى، منذ بداية الموسم نتحدث عن نفس السلبيات دون أن يتم تعديلها، لدرجة أن جميع الفرق أصبحت تطبق نفس الأسلوب أمام البرسا، ضغط عالي لتنتظر الهدايا الثمينة من المدافعين ولاعبي خط الوسط بسبب سوء تعاملهم مع الكرة.

لا ألوم نيمار وميسي اليوم لأنهما لم يعودا لاستلام الكرة كثيراً من لاعب خط الوسط بسبب الضغط الذي يتعرضان له منذ مدة، لكن ألوم لاعبي خط الوسط على قلة حركتهم وافتقارهم للروح القتالية والقدرة على الاتحام بقوة مع المنافس، رغم أن بعضهم بحاجة لإثبات نفسه مع الفريق.

لاعبي خط وسط برشلونة نشعر أنهم كسولين، ومتواكلين، ينتظرون التمريرة النموذجية من المدافع أو حارس المرمى باتجاههم دون أن يتحركوا نحو الكرة لاستلامها وتخفيف الضغط عن زملائهم في الخط الخلفي، طبعاً ذلك يؤدي إلى ارتكاب العديد من الأخطاء الفردية في التمرير من المدافعين.

وليس فقط لاعبي خط الوسط من هم سيئين وكسولين في الملعب، بل أن بعض المدافعين كذلك وأبرزهم جيرارد بيكيه الذي أصبحت عملية مراوغته تتم بسلاسة ودون تعقيد، فإما أن يتراجع للخلف بطريقة مبالغ بها ويسمح للخصم بالوصول لمنطقة عمليات فريقه ليسجل الهدف مثلما شاهدنا في العديد من المباريات، أو يتقدم لقطع الكرة بعشوائية فيجتازه الخصم بسهولة وبدون عناء، وكأنها سكين ساخن يقطع أصبع من الزبدة بسلاسة!

أداء البرسا محير ومقلق في ذات الوقت، إنريكي عالج هذه المشاكل إلى حد بعيد في الشوط الثاني لكن هذا ليس كافياً لأن الشوط الأول كاد أن يكون كارثي على البرسا لو لم يكن نيمار وميسي في يومهم.

برشلونة أصبح يعتمد على الأفراد، فلا يوجد فريق حقيقي متكامل على أرض الملعب.

السابق
عثمان ديمبيلي أفضل صانع للأهداف في البوندسليجا
التالي
برشلونة الأقوى هجومياً في الدوريات الأوروبية الكبرى