برشلونة والروح القتالية .. عودة في الوقت الهام

 

نعم، لم يقدم برشلونة أفضل مبارياته ضد أتلتيكو مدريد، ولم يكن الطرف الأخطر خلال الدقائق التسعين، ولم يستطع الخروج بالكرة بسلاسة كما عودنا في سنوات المجد أثناء التعرض للضغط، لكن وعلى الرغم من هذا كله كان هناك بوادر للتفاؤل في إمكانية عودة البرسا للطريق الصحيح.

برشلونة ظهر ضد أتلتيكو مقاتلاً، جريئاً، ومستعداً للتضحية بدنياً في سبيل عدم تلقي هزيمة مجددة، معطيات لم نعتد أن نشاهدها من الفريق الكتالوني الذي يميل في الغالب للاعتماد على الأداء الهجومي والفني، ويتخلله ضغط سريع لاستعادة الكرة لكن بدون التحام مباشر مع المنافس.
التغير في عقلية لاعبي برشلونة ضد أتلتيكو هام جداً إن أرادوا العودة إلى قمة مستواهم، ففي ظل تراجع أداء بعض اللاعبين، وعدم نجاح بعض الصفقات، يصبح العمل الرجولي والقتالي في الملعب المنفذ الوحيد حالياً حتى يبتعدوا عن شبح الهزائم والعثرات.

كما أن الفائدة الأخرى من الأداء القتالي تتعلق بتجاوب اللاعبين مع مدربهم ورغبتهم بالعمل سوياً لتحسين النتائج رغم وجود خلافات حقيقية في غرف خلع الملابس تحدثت عنها وسائل الإعلام في إسبانيا، تقديم مصلحة الفريق على المصالح الشخصية ضروري في الوقت الحالي لضمان بقاء برشلونة في القمة.

وفي الحقيقة ليست المرة الأولى في الموسم التي نشاهد فيها برشلونة مقاتلاً، البرسا قدم أداء رجولي وبدني ضد غريمه ريال مدريد ليظهر أنه ما زال يملك شخصية البطل التي ترفض تلقي الهزيمة، هذا الأداء جعل البرسا قريب جداً من تحقيق الانتصار حتى الدقيقة الأخيرة.

طبعاً كل ذلك يقودنا إلى أن ضرورة الاستمرار في العمل أهم من تقديمه في مباراة واحدة، فبعد الكلاسيكو برشلونة لم يستمر بنفس الرغبة والروح القتالية والإصرار على تحقيق الانتصار في بعض المباريات، مثل مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي على سبيل المثال التي لو دخلها رجال إنريكي بنفس العزيمة التي واجهوا بها أتلتيكو والريال لما آلت الأمور إلى ما هي عليه.
تبقى الروح القتالية والواقعية أسلحة هامة يستطيع برشلونة الاعتماد عليها في الوقت الحالي خصوصاً إن امتلك خط هجوم لا يرحم وقادر على استغلال أنصاف الفرص لتسجيل الأهداف.

السابق
الحكام حصلوا بالفعل على حقائب من ريال مدريد بعد مواجهة فياريال
التالي
بعد تصريحات “أوبك” وروسيا: النفط يحقق بعض المكاسب وبرنت ما زال دون 56 د/ب