لا يبدو أن ريال مدريد في طريقه للتعاقد مع بديل لكريستيانو رونالدو، ولا يبدو أنه سيكون من السهل خطف أحد المهاجمين الكبار من أنديتهم، والأهم من ذلك أن بديل لـ “كريستيانو الهداف” و”كريستيانو النجم” غير متوفر في الوقت الحالي في السوق، لذلك فإن الحل الذي بات مطروحاً في مدريد واضح وهو “تزوير غاريث بيل”.
جاء التمهيد في مقال قدمته الآس الإسبانية بعنوان خارق “بيل أفضل من دون رونالدو”، ودعم كاتب المقال رأيه بأن بيل لعب 27 مباراة من دون كريستيانو فاز الريال بـ 21 منها وسجل بيل في هذه المباريات 22 هدف للفريق الملكي وهو معدل يصل إلى 0.81 هدف في المباراة، فيما ينخفض معدله إلى 0.46 هدف في المباراة بحضور كريستيانو.
لم يكد يمر يوم واحد على الفكرة المطروحة حتى كان مدرب ريال مدريد الجديد يوليان لوبيتيغوي يُعلن أن “بيل قادر قادر على ملء الفراغ الذي تركه رونالدو”.
محاولة تقديم غاريث بيل بثوب “المخلص” لا تبدو مقنعة لمن يتابع جيداً مسيرة اللاعب مع النادي الملكي. أولاً لا يزيد المعدل العام لأهداف بيل مع ريال مدريد عن 0.46 في المباراة الواحدة (88 هدف في 189 مباراة)، ثانياً نجح كريستيانو رونالدو بالخروج من صفة الجناح في المواسم الأخيرة إلى صفة المهاجم، وهو ما حاول زيدان تطبيقه مع بيل في 19 مباراة الموسم الماضي من دون أن يُظهر أنه حتى قريب من قدرات رونالدو.
يعد بيل في الأساس جناح، يملك سرعة كبيرة وتسديدات قوية بعيدة المدى، وهي أمور يُشبه في رونالدو إلى حد بعيد، إلا أنه يفتقر للحس التهديفي العالي، ويفتقر إلى الحسم والشخصية في المباريات الكبيرة، وهو ما جعل زيدان وضعه احتياطياً في نهائي الأبطال الذي ما زال بيل يتحدث فيه إلى الآن.
لا يُمكن لغاريث بيل أن يكون بديلاً لرونالدو، فبعيداً عن الأداء والمستوى الفني، فإن أول سؤال يوجهه أي مُدرب يضم بيل في صفوف فريقه هو متى سيُصاب اللاعب؟
في الموسم الماضي غاب بيل 14 مباراة بسبب الإصابة وفي موسم 2016-2017 غاب 29 مباراة والموسم الذي قبله 15 مباراة. بيل يملك معدل غياب يصل إلى 92 يوم عن الفريق في آخر ثلاث سنوات، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول استمرار حالته البدنية على مستوى عالٍ، فضلاً عن إمكانية بناء فريق يستند إلى وجوده بشكل دائم معه.
ما يحدث في ريال مدريد اليوم ليس سوى “تزوير” لغاريث بيل ومحاولة لإعادة الثقة إلى لاعب بات في عمر 29 سنة، لم يكن رونالدو المشكلة أمام تطور بيل في ريال مدريد، مشكلة بيل تفاقمت مع تزايد الإصابات والتطور الكبير لإيسكو وفاسكيز، بيل ليس حتى نداً لرونالدو.