السعودية – وكالات – بزنس كلاس:
لا يقف الخيال السعودي عند حد عندما يريد أن يتهم أحداً ما بأي شيء دون أدنى التزام بالمنطق أو العقل، فقد شطحت مخيلة السعودي هذه المرة لتصل إلى جعل الدوحة تطلق الصواريخ على مكة المكرمة لمنع المسلمين من أداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة. ما يخلق جواً عدائياً مسبقاً ضد أي حاج قطري أو مقيم في قطر يرغب كغيرن من المسلمين بأداء فريضة الحج التي كفلها ديننا الحنيف وتريد الرياض منع الناس عنها إلا بشروطها.
فقد نقلت صحيفة «الوطن» السعودية عمن سمته العقيد يحيى الحاتمي، رئيس التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية، اتهامات خطيرة، تزجّ باسم قطر ضمن ما تزعم أنه مخطط إرهابي بالتنسيق مع إيران والمقاتلين الحوثيين لاستهداف مكة المكرمة.
وكتبت «الوطن» السعودية في عددها الصادر أمس تقريراً بعنوان «ثالوث إيراني قطري حوثي يستهدف مكة مع وصول الحجيج»، جاء فيه «عاد الحوثيون إلى استهداف مكة المكرمة وذلك بإطلاق صاروخين مساء أمس الأول، ضمن مخطط إيراني قطري حوثي لاستهداف المقدسات، لا سيما مع بدء وصول أولى دفعات الحجيج إلى المملكة.
وجاء إطلاق الصاروخين بعد 292 يوماً من استهداف صاروخي سابق للحوثيين لمكة المكرمة، فيما أكدت مصادر عسكرية على قدرة الدفاع الجوي السعودي على التصدي لمثل هذه الصواريخ وغيرها».
وتابع التقرير: «قبل أيام من موسم الحج، عاد الحوثيون إلى استهداف مكة المكرمة، وذلك بإطلاق صاروخين باليستيين، ضمن مخطط إيراني قطري حوثي، لاستهداف المقدسات وترهيب الحجاج، مع بدء وصول أولى دفعاتهم إلى المملكة. وفيما يأتي إطلاق الصاروخين، أول من أمس، بعد 292 يوماً من استهداف صاروخي سابق للحوثيين لمكة المكرمة، كشف مصدر عسكري يمني رفيع أن هناك مخططاً وتحركات مشبوهة للدوحة وطهران ومتمردي اليمن منذ نهاية رمضان الماضي، تم خلالها تهريب كميات من الأسمدة خلال شاحنات كبيرة، عبر دولة مجاورة.
وقال رئيس التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية العقيد يحيى الحاتمي لـ«الوطن»، إن المعلومات الاستخباراتية أفادت بأن تلك المواد تستخدم في تطوير الصواريخ والمتفجرات، مشيراً إلى أنه بعد مرور دفعتين منها، تمكنت قوات الأمن من القبض على الدفعة الثالثة وسجن قائدها التابع للحوثيين، والذي أكد أن تلك المواد ترسل من إيران».
الاتهامات الخطيرة التي نقلتها صحيفة «الوطن» السعودية، تأتي استمراراً لمسلسل الأخبار الملفقة والكاذبة التي تسعى عبثاً تشويه صورة دولة قطر أمام العالم.
لقد أصبح الزجّ باسم قطر في اتهامات متعلقة بالإرهاب، سلوكاً ممنهجاً لدى بعض المسؤولين في دول الحصار، تدعمها تقارير إعلامية مزيفة، لا تكلّف نفسها تقديم حجج لتلك الاتهامات العبثية، الفاقدة لأي مصداقية، تماماً مثلما أعدوا من قبل قائمتين بأسماء شخصيات وكيانات قطرية وكويتية وأخرى عربية تتهما بالإرهاب، سرعان ما رفضتها الأمم المتحدة ودول كثيرة، كونها فاقدة للحجة، ولا يمكن أن تقنع العقلاء في العالم.
ومن المؤسف، أن تتورط وسائل إعلام سعودية في نشر أكاذيب وأخبار مغلوطة، لأجل الإساءة لسمعة قطر، لكن الخطير في الأمر أن الحملة السياسية والإعلامية الممنهجة لمحاولة تشويه قطر اتخذت أبعاداً لا يمكن تقبلها، من قبيل اتهام دولة قطر بمحاولة استهداف الكعبة المشرفة».
ولأن ذاكرة الخصوم ضعيفة، فقد تناسى هؤلاء المحرضون ضد دولة قطر ويمعنون في نشر الأخبار الكاذبة، أن دولة قطر كانت سباقة للتنديد بشدة، عبر قنواتها الرسمية ووسائل الإعلام بمحاولة ميليشيات الحوثي استهداف مكة المكرمة. وأفردت صحيفة «العرب»، وصحف أخرى صفحات كاملة للتنديد بالمحاولة الإرهابية، ونقلت تصريحات على لسان سفير المملكة العربية السعودية وقتها، يشيد بموقف قطر الثابت والمبدئي الرافض لأي مساس بالمملكة العربية السعودية، فما بالك ببيت الله الحرام.
إن اتهام قطر باستهداف مكة المكرمة، قبلة المسلمين، من شأنه أن يضاعف مخاوف المواطنين القطريين والمقيمين على أرض قطر من التهديدات والمضايقات التي يمكن أن تعترضهم في حال توجههم للبقاع المقدسة.. في وقت ما فتئت قطر تدعو السلطات القطرية إلى عدم «تسييس» فريضة الحج، وتقديم تطمينات وتسهيلات للحجاج القطريين والمقيمين، لأداء فريضة الإسلام في بيت الله.
وأمام التصعيد الخطير، يبقى الأمل في أصحاب العقول النيرة من المسؤولين والعقلاء في المملكة العربية السعودية ليتحركوا ويضعوا حدا للهرطقات الإعلامية المنتشرة، وحملات التشويه والتصعيد السياسي والإعلامي، وزيادة الأحقاد في النفوس، الأمر الذي يهدّد وحدة الشعوب الخليجية، ويلقي بالمنطقة في أتون فتن لا نهاية لها».