بدر المير لـ بلومبيرغ: القطرية لن ترفع أسعار التذاكر

قالت الخطوط الجوية القطرية إنها قادرة على امتصاص الصدمات الناجمة عن ارتفاع الرسوم الجمركية، وذلك بفضل ما تملكه من مخزون كبير من قطع غيار الطائرات، والتي قد يصعب توفيرها مستقبلاً في ظل القيود الجديدة.

لفت سعادة المهندس بدر محمد المير الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، أن الخطوط القطرية وفّرت مخزونًا استراتيجيًا من قطع الغيار استعدادًا لأي اضطرابات محتملة قد تطرأ نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات، مشيراً إلى أنه رغم أن الرسوم الإضافية على الواردات ستؤثر حتماً على بضائع الشحن الجوي، فإن الشركة “ستستوعب التغييرات وتتأقلم معها”.

وتُبرز تصريحات المير حجم التحديات التي تواجهها شركات الطيران ومصنّعو الطائرات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة على معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث تعاني شركات الطيران بالفعل من ارتفاع تكلفة قطع الغيار، وتواجه في الوقت نفسه احتمالات فرض رسوم جمركية على الطائرات الجديدة.

كما أن الطلب على السفر بدأ يتراجع داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث بدأ المسافرون يشعرون بالعبء المالي الناتج عن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وانخفاض قيمة محافظهم الاستثمارية في الأسهم.

وكشف المير أن الخطوط القطرية لا تزال تحقق مبيعات كبيرة في رحلاتها إلى الولايات المتحدة، رغم الضبابية الناجمة عن إجراءات ترمب، ويُتوقع أن يستمر ذلك الاتجاه خلال الشهور المقبلة، وهو تفاؤل كررته “طيران الإمارات”، أكبر شركة للرحلات الطويلة في العالم، والتي أشارت هذا الأسبوع إلى عدم تباطؤ الطلب.

بالمقابل، كشفت شركات طيران، من بينها “فيرجن أتلانتيك إير وايز”، أنها شهدت تراجعاً بدرجة ما في الطلب على الرحلات عبر المحيط الأطلسي، فيما سحبت “أميركان إيرلاينز غروب” توقعاتها لأرباح العام بأكمله، مشيرة إلى أن القلق بشأن الاقتصاد يجعل توقع نتائج العام بالغ الصعوبة.

ولفت المير أن حتى في حالة ارتفاع التكلفة على الخطوط الجوية القطرية، فإنها لن تمررها إلى العملاء عبر زيادة أسعار التذاكر. بينما تتحمل الشركة تكاليف إضافية بسبب أسطول متنوع يشمل طائرات من “بوينغ” و”إيرباص”، ما يفاقم الصعوبة في مجالات مثل الصيانة أو التدريب.

وكشفت “بلومبرغ” في ديسمبر أن شركة الطيران القطرية تدرس إلغاء طلب لشراء طائرات “بوينغ” ضيقة البدن قدمته في فترة كانت تخوض فيها نزاع مع “إيرباص”، ما أدى إلى حرمانها مؤقتاً من اتفاقية شراء طائرات من طراز “إيه 320”.

وبعد أن أصلحت الخطوط الجوية القطرية علاقتها مع صانعة الطائرات الأوروبية، تعتزم التركيز على طراز واحد من الطائرات ضيقة البدن، فيما قال المير: “يمكن إدراك وجهة استراتيجيتها للطائرات ضيقة البدن”، مشيراً إلى طلب حالي لشراء نحو 60 طائرة طراز “إيه 321 نيو” من “إيرباص”.

ونوه الرئيس التنفيذي أن الخطوط القطرية تعكف على عقد صفقة ضخمة لشراء طائرات عريضة البدن تعتزم الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة في خطوة تؤكد مكانة قطر كمركز إقليمي للنقل الجوي، إلى جانب مشاريع التوسع الكبرى في دول الخليج.

أصبحت الخطوط الجوية القطرية حالياً ثاني أكبر شركة طيران في المنطقة بعد “طيران الإمارات”، واعتمدت الشركة بشكل رئيسي في تكوين أسطول طائراتها طويلة المدى على طرازي “777” و”787″ من “بوينغ”، إلى جانب طرازي “إيه 350″، و”إيه 330” الأقدم من “إيرباص”. كما طلبت من “بوينغ” شراء طراز “777 إكس” الجديد، رغم أن إنتاجه تأخر لفترة طويلة ولن يدخل الخدمة في الشركة قبل العام المقبل.

وأوضح المير أن نتيجة التأخير، تعتزم الخطوط الجوية القطرية تركيب مقصورتها الخاصة ذات الأبواب “كيو سوت” (Q-Suite) المحدثة لدرجة رجال الأعمال على متن الطائرات من طراز “إيه 350” بدلاً من الانتظار حتى وصول طائرات “بوينغ”.