في سهول مونتسيا جنوبي منطقة كاتالونيا الإسبانية، يوجد “Mar de Olivas،” أو “بحر الزيتون”.
محاطٌ بسلسلتين من الجبال، وفي وادٍ جاف بجانب نهر “إبرو،” تمتد بساتين الزيتون على مد النظر. لكن، هي ليست مثل أي أشجار زيتون أخرى في العالم، إذ يجمع هذا البستان أكبر عدد من الأشجار المعمرة لأكثر من ألف سنة عالمياً، ومن المُقدّر أن عددها هو 4400 شجرة تم اكتشافها حتى الآن.
وإلى اليوم، لا يزال يُصنّع الزيت من الزيتون الذي نتنجه غالبية هذه الأشجار، وبدأ كثيرٌ من المشترين حول العالم بتمييز نكهة زيتون الأشجار المعمرة وقصدها.
وإلى جانب بلدة أولديكونا، توجد شجرة تبلغ 1700 عاماً، تدعى “Farga de l’Arión،” وقد تكون أقدم شجرة زيتون مسجلة في العالم. وباستخدام تقنيات ليزر متقدمة، وجد العلماء أن الشجرة زُرعت في بداية القرن الرابع، أي في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول.
وتأتي غالبية الأشجار القديمة من فصيلة تدعي “Farga.” ويقول عمدة أولديكونا السابق جومي أنتيك أن غالبية هذه الأشجار قٌطعت أو استبدلت بأنواع شجر زيتون أخرى أكثر إنتاجية، لكن ما تبقى من هذه الأشجار لا يزال منتجاً لزيت الزيتون.
ويضيف: “أدركنا مؤخراً القيمة الثمينة لهذه الأشجار، وأن الناس مستعدون للدفع خصيصاً لتجربة زيت من أصل مميز مثل هذا.” وهذا ما أدركه أمادور بيسيت، والذي اختص صناعة زيت الزيتون. وأطلق بيست علامة “Thiarjulia” التجارية، الخاصة ببيع الزيت المستخرج من زيتون الأشجار المعمرة.
وبعد تأسيس أرضه الخاصة التي تجمع عدداً من الأشجار المعمرة لأكثر من ألف عام، لا يزال بيسيت يبحث في المناطق المجاورة لأرضه لإيجاد الأشجار المعمرة المُهملة. يقول: “أصبح الأمر أشبه بالهوس. أحب أن أجد هذه الأشجار وأن أعيدها إلى إنتاجيتها.”
وتنتج أشجار بيسيت المعمرة قرابة 800 لتر سنوياً، وهذه كمية صغيرة جداً مقابل اللترات اللي تنتجه أسبانيا سنوياً، والتي يصل عددها إلى 1.4 مليون طن متري من زيت الزيتون؟
لكن، وجد بيسيت سوقاً مربحاً في الصين وغيرها من الدول الآسيوية، حيث يبيع زجاجات الزيت المنكهة بالزعفران لأغراض غذائية وتجميلية في نفس الوقت.
ولا يعتبر بيسيت المنتج الحصري لهذا النوع من زيت الزيتون، إذ يوجد تسع مصنعين محليين آخرين أيضاً.