بالدليل.. هذا ما تدرسه الإمارات لطلبتها عن قطر

وكالات – بزنس كلاس:

لا تقلق أيها المواطن القطري… إليك الحل السحري القوي المتين.. شخبوط بن طحنون آل نهيان قاهر الإيرانيين وحامي العرين ومبدد الكوابيس.. لا تترد بالاستعانة به الآن فالعرض متوفر فقط لمدة محدودة في أبوظبي ودبي والشارقة وعلى كامل الساحل الشرقي من الخليج العربي.

هذا ليس إعلان ترويجي لسلعة فاسدة على إحدى القنوات الهابطة، بل تاريخ يدرس ومعلومات توثق في إحدى الامتحانات الإماراتية لطلاب على شكل اسئلة في مادة التاريخ تتناول بطولة أسطورية لأبناء زايد وأفعالهم المغوارة في حماية قطر والدفاع عنها من التهديد الإيراني…

ورقة بيضاء توزع على الطلاب وفيها يجب ملء الفراغات، فيبدأ الامتحان حرفياً  بذكر إسم المعركة التي انتصر فيها عيال زايد الإماراتيون ضد إيران ويليها سؤال حول أسباب المعركة ومنها أن من أهم الأسباب التي خاض فيها أبناء زايد الحرب ضد إيران هو الدفاع عن  قطر وحمايتها و…… أكمل الفراغ…

كتابة هذا التقرير دفع بصاحبه للبحث عن هذه المعركة وأسبابها ومن قادها وهل حقاً خاض أبناء زايد حرباً ضروس للدفاع عن قطر وحمايتها… فبداية بقوقل مروراً بكتب التاريخ نهاية بالموسوعات التوثيقية التي توثق تاريخ الإمارات وحكامها وتاريخ قطر وحكامها والحروب التي دارت في الخليج والمنطقة منذ عصر أبو جهل إلى عصر محمد بن زايد، لم نجد أي معلومة ولو هامشية تؤكد أو تذكر هذه الحرب أو توثق هجوماً ولو صورياُ من جنود إماراتيين على إيران بهدف حماية الدوحة، البحث أخذ وقتاً ليس بقصير ولم نجد حتى خطاب تهديديا من أي حاكم إماراتي ضد إيران دفاعاً قطر…

الغريب في الأمر بأن منظومة التعليم في الإمارات تطرح الأسئلة على الطلاب بكل ثقة، وكأن المعركة قد حدثت حقاً، وذلك من خلال توجيه الأسئلة على الطلاب عن عدد المشاركين في الجيش الإماراتي بالمعركة والمدة التي استغرقها الإيرانيون للصمود أمام جنود الإمارات البواسل، إضافة إلى السؤال عن  أنواع الأسلحة التي استخدمها الجيش الإماراتي في الحرب، ناهيك عن الخطط التي تم وضعها لهزيمة إيران والدفاع عن أرض قطر، فهل الخطة هي الكر والفر أو الزحف والصف أو المناورة والمباغتة أم التسلل والاستطلاع أم كل ما سبق؟

الورقة الإمتحانية 

التماسيح تطير في سماء أبوظبي والفيلة تغني على مسارح دبي والحيتان تسبح في صحراء الإمارات، لا تستغرب يا من تقرأ فحكام ابوظبي الذين وضعوا صورة لمواطن عماني في إحدى كتب التاريخ على أنها صورة الشيخ زايد في طفولته، ليس بمستغرب عليهم تشويه وتزوير أم التاريخ نفسه..

وليس مستبعداً بعد اليوم أن نرى أبوظبي تكتب تاريخاً بعد ١٠ سنوات تقول فيه بأن الإمارات والسعودية والبحرين حاصروا قطر للدفاع عنها وحمايتها من أي هجوم او تهديد خارجي، موضحة للأجيال بأن حكام أبوظبي ما كانوا ينامون الليل من شدة خوفهم وقلقهم على مستقبل الشعب القطري الذي حاصروه وشتموه وقطعوا عنه الغذاء والدواء وطردهم من أراضيهم خلال ساعات…

فالتاريخ الحقيقي الذي يحاول ابناء زايد نكرانه هو أن  الإمارات حاولت السيطرة على قطر واحتلالها في مهدها قبيل التأسيس، ثم دخلت الإمارات في صراعات حدودية بعد ذلك مع قطر بعد التأسيس، وسرعان ما تحول الأمر إلى صراع خليجي مكتوم بعد إرساء عدة تحالفات خليجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وعندما قرر الاحتلال البريطاني الرحيل عن شبه الجزيرة العربية في عام 1968 نتيجة ضغوط داخل البرلمان بخصوص الميزانية، بدأت القبائل الإماراتية آنذاك محاولة تشكيل تحالفات لكسب حدود جديدة، والتي ستنتج عن الفراغ البريطاني.

التاريخ الموثق يذكر سعى راشد آل مكتوم شيخ إمارة دبي، ومعه زايد آل نهيان شيخ إمارة أبو ظبي إلى إقامة تحالف واسع من القبائل في هذه المنطقة لتوحيدها في دولة واحدة قبيل رحيل بريطانيا، ضمت هذه المحاولات الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية (دبي – أبو ظبي – عجمان – رأس الخيمة – الفجيرة – الشارقة – أم القيوين) بالإضافة إلى قطرولكن الدوحة تحدث هذه المحاولة ورفضتها متمسكة باستقلاليتها وأعلنت قطر نفسها دولة مستقلة.

السابق
تحالف الحضارات يحتفي بوزارة الخارجية كرسي الإيسيسكو بكلية الشريعة
التالي
سمو الأمير تراجع الالتزام بالمواثيق الدولية وقيم الحوار أدى لتفاقم أزمات المنطقة