ضجت وسائل الإعلام منذ يومين بأخبار عديدة تناولت دولة قطر ودورها الريادي في المنطقة في محاولة بائسة لتشويه صورتها عبر قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية ومحاولة بث تصريحات مزيفة ومغلوطة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بغية الإساءة إلى الدور القطري الفاعل ولصق تهمة دعم التطرف بالدوحة. ولم يعد هناك شك لدى أي متابع إن هناك مؤامرة دبرت بليل ضد قطر، واستهداف دورها الرائد على مختلف الأصعدة، إقليميا ودوليا.
المؤامرة حاكتها- أجهزة ودول تعرف نفسها جيدا- عبر اخترق موقع وكالة الأنباء القطرية ونشر تصريحات ملفقة وكاذبة لحضرة صاحب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتتلقف تلك التصريحات الملفقة دون تثبت او مهنية في دقائق معدودوة وبسرعة خارقة – تثير الريبة التساؤلات- حفنة من الفضائيات ووسائل الإعلام على رأسها “العربية” وأخواتها “العربية الحدث” و”اسكاي نيوز”، التي تمادت في المؤمراة دون اعتبار لمهنية أو معايير أخلاقية ، أو حتى مراعاة لحق الأشقاء، بل أنها حتى لم تعبأ بالنفي الرسمي رغم صدور 3 بيانات نفي رسمية للتصريحات، وإعلان مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة أن التصريحات ملفقة وان موقع الوكالة تم اختراقه، واستمرت في حفلتها التي دعت لها حفنة من كارهي قطر يطلقون علي انفسهم خبراء وإعلاميون.
وفي السطور التالي سنكشف بتحليل بسيط بالدليل والبرهان والفيديو حقيقة المؤامرة :
محاولة للفهم.. 3 دقائق تكشف المؤامرة
– اختراق وكالة الأنباء القطرية تم الساعة 12:14 بعد منتصف ليل الثلاثاء.
– بثت فضائية “العربية ” أول خبر عاجل للتصريحات الملفقة الساعة 12:17 أي بعد 3 دقائق فقط من الاختراق، في سابقة في تاريخ تغطية القناة للشأن القطري، ولا سيما أن الوقت كان بعد منتصف الليل، وهو ما يثير تساؤل حول كيفية اكتشاف القناة الخبر المخترق وبث عواجل له، وبدء تغطية مفتوحة متواصلة من منتصف الليل وحتى ساعات الصباح ، كانت ضيوفها جاهزة، وتقاريرها التحريضية ضد قطر المليئة بالسموم والاتهامات والادعاءات جاهزة في سابقة في تاريخ الفضائيات الخليجية أن توجه فضائية لدولة شقيقة مثل هذه الاتهمات.
– تم صدور أول بيان نفي من مكتب الاتصال الحكومي بعد نحو 30 دقيقة من الاختراق، ومع ذلك تم تجاهل النفي من قنوات “الفتنة”.
– استمرت حفلة “العربية” وأخواتها “العربية الحدث” وإسكاي نيوز في تكرار التصريحات الكاذبة رغم إصدار 3 بيانات من مكتب الاتصال الحكومي ووزارة لخارجية تنفي صحة تلك التصريحات.
– استعانة تلك القنوات بفيديوهات مفبركة مع إداراكهم ويقيتم بذلك، ولا سيما بعد أن أوضح الشيخ عبدالرحمن بن حمد الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام بالفيديو زيف الفبركة عبر حسابه في موقع “تويتر”.
– توقيت الحملة يثير الكثير من التساؤلات فالحملة تأتي في وقت أشاد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطر ودورها خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية ، معتبرا أنها شريك إستراتيجي في مكافحة الإرهاب.
كما تأتي الحملة بعد أيام قليلة من افتتاح أستاد خليفة الدولي أول ملاعب مونديال 2022، في إنجاز لقطر ودول الخليج والعرب، وهو أمر يبدو لم يرق لمدبري مؤامرة اختراق الوكالة.
10 حقائق وبراهين
ومت خلال ما عرضنا يمكن استنباط 10 حقائق وبراهيم تدبير مؤمراة ، وهي كالتالي:
1- سرعة نشرة التصريحات الملفقة عبر قناة “العربية” وأخواتها بعد 3 دقائق فقط من وقوع الاختراق .
2- إعداد ضيوف و تقارير جاهزة للهجوم على قطر قطر وتلفيق الاتهامات له في أقل من دقائق .
3- الإصرار على إعادة تكرار التصريحات الملفقة رغم نفيها
4- بث مشاهد مزيفة نقلا عن تليفزيون قطر رغم بيان الشيخ عبدالرحمن بن حمد حقيقة تزييفها.
5- عدم استضافة الوكالة أي محلل أو مصدر قطري يعلق على صحة الأخبار من باب المهنية ، بل حدث ارتباك لمذيع العربية عندما فاجأه المحلل السعودي الدكتور خالد باطرفي بأن قطر نفت تلك التصريحات وانه لا صحة لها.
6- وجود هجمة منسقة على الموقع الإلكتروني للوكالة الأنباء القطرية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة لها في هجوم تقف وراءه أجهزة ودول تستهدف قطر.
7- توقيت نشر التصريحات الساعة 12:14 بعد مننتصف الليل رغم ان حفل التخريج كان صباحا.
8- حملة افتراءات منسقة ومتزامة على أكثر من فضائية والمواقف التي تدور في فلكها بدأت على الفور بمجرد وقوع الاختراق.
9- نشر النفي الخبر في وقت قياسي بعد أقل من 30 دقيقة، وهو ما يثبت زيف الادعاءات بأنه تم التراجع عن التصريحات.
10- عدم وجود أي منطق في التصريحات الملفقة .
عبدالرحمن بن حمد يفند.. والشيخ سيف ينفي
وكان الشيخ عبدالرحمن بن حمد الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام قد سارع بنفي التصريحات الملفقة عبر اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية عبر سلسلة تغريدات في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” .
وفي أول تغريدة بعد الاختراق قال عبدالرحمن بن حمد أن “ما تم تداوله زعما أنه صادر عن سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الليلة غير صحيح وموقع قنا مخترق”.
كما صرح سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي بأن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن، وتم نسب تصريح مغلوط لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بعد حضور سموه لتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية.
وأفاد سعادة الشيخ سيف بأن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، وأن الجهات المختصة بدولة قطر ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين.
ورغم نفي الشيخ عبدالرحمن بن حمد والشيخ سيف آل ثاني بصحة التصريحات المنسوبة لصاحب السمو، إلا أن قنوات الفتنة تمادت في غيها وكذبها وتلفيقها .
وأمام هذا التمادي، استهجن الشيخ عبدالرحمن بن حمد في تغريدة له تلك الحملة وقال “ما بثته بعض الجهات يدل على سوء النية كما قال تعالى:فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة.”
وتساءل :”هل سيسارعون في النفي كما تسارعوا بنشر الزيف أم أن النفي لا يخدم أجندتهم؟”.
وتساءل الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام عن سر “التزامن بين اختراق وكالة الأنباء القطرية ونشر الخبر من بعض الوسائل مستغرب ، أين التثبت والمهنية ؟!!”.
وأمام إصرار قنوات الفتنة على نشر التصريحات الملفقة، ظهر أن الأمر أكبر من سوء النية إلى مؤامرة متكاملة فغرد، بن حمد قائلا :”كما قال علي بن أبي طالب “إنه لأمرٌ دُبر في ليل “”.
وتابع:”الواضح أن بعض الوسائل الإعلامية متبنية فلسفة غوبلز وزير الدعاية النازي “إكذب إكذب حتى يصدقك الناس”.
وأكد أن “أصوات ومنابر الباطل لا تدل على الحق وأن كثرت”
بل ونشر الشيخ عبدالرحمن بن حمد فيديو يكشف زيف الفيديو المفبرك التي بثته تلك القنوات ويظهر في شريط اخباره التصريحات الملفقة نقلا عن تليفيزون قطر، ونشر الفيديو المزيف والحقيقي.
وقال “هنا توضيح لفرق الخط المفبرك عن الخط “الفوت” الرسمي لتلفزيون قطر”.
الخارجية تتوعد المتآمرين
المؤامرة امتدت أيضا لتنشر تصريحات ملفقة على لسان سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عبر حسابة الوكالة في تويتر الذي تم اختراقه، الأمر الذي جعل وزارة الخارجية تسارع بنفي تلك التصريحات .
وقالت وزارة الخارجية أنها تنفي صدور أي تصريحات لسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية وتؤكد على أن التصريحات التي نسبت لسعادته في حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر مفبركة وذلك على إثر الاختراق الذي تعرض له حساب وكالة الانباء القطرية من جهة غير معلومة.
وفي مواجهة إصرار إعلام الفتنة على تجاهل النفي المتواصل، صدر بياد جديد لوزارة الخارجية توعد المتآمرين من المخترقين، واستغرب مما تتقوم بتك الوسائل.
وأكد البيان أن أنه سوف يتم ملاحقة ومقاضاه المسؤولين عن عملية قرصنه الموقع الرسمي لوكالة الانباء القطرية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن الموقع الالكتروني لوكالة الانباء القطرية قد تم اختراقه في تمام الساعة ١٢:١٤ صباح يوم الأربعاء وتم نشر اخبار كاذبة وعارية عن الصحة منسوبة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر المفدى ” حفظه الله ” وقد تمت السيطرة على الموقع الالكتروني للوكالة بعد ما يقارب الأربع ساعات من ارتكاب جريمة الاختراق الالكترونية وماتزال هناك محاولات مستمرة لاختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالوكالة والتي يتم التصدي لها باستمرار
وأوضح المصدر بأنه ليس بخاف أن هذه الجريمة الالكترونية النكراء لها أهدافها الدنيئة من قبل مرتكبيها أو المحرضين عليها .
وأشار إلى أن دولة قطر تستغرب موقف بعض وسائل الاعلام والقنوات الفضائية حيث أنه على الرغم من اصدار سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي بيانا تضمن الإعلان عن قرصنه موقع وكالة الأنباء القطرية ونسبة تصريحات كاذبة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ” حفظه الله ” إلا أن بعض وسائل الاعلام والقنوات الفضائية استمرت بنشر التصريحات المكذوبة والتعليق عليها. وكان الأجدر بها التثبت من مدى صحة هذه الأخبار الكاذبة والتوقف عن ترويجها والتعليق عليها خصوصاً بعد صدور بيان مصدر مسؤول من الدولة وذلك ما يتنافى مع المصداقية الإعلامية المطلوبة وعدم الالتزام بالقواعد المهنية والأخلاقية . الامر الدي يثير اكثر من تساؤل حول دوافع وسائل الاعلام هذه ومراميها.
وأشار المصدر إلى أنه تم تشكيل فريق للتحقيق في جريمة الاختراق لموقع وكالة الأنباء وقد أبدت بعض الدول الشقيقة والصديقة استعدادها للمشاركة في عملية التحقيق في هذه الجريمة، وذلك في إطار التعاون الدولي في مثل هذه الجرائم.
وشدد المصدر على أن دولة قطر سوف تتخذ كافة الوسائل والتدابير والإجراءات القانونية لملاحقة ومقاضاة مرتكبي جريمة القرصنة لموقع وكالة الأنباء القطرية، وسوف تكشف عن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه.