بالتفاصيل.. ترمب يسقط بامتحان جدلية الوعود الانتخابية والسياسات “الواقعية”

ما تزال الشخصية الفريدة التي يمكن وصفها بـ “النارية” للرئيس الأمريكي دونالد ترمب تثير كثير من التساؤلات والمخاوف في شتى أرجاء المعمورة خصوصاً لجهة ترجمة “تقلبات” ترمب الشخصية بأفعال قد تبلغ مرحلة حرجة في علاقات واشنطن مع بقية العالم. ومن أهم “التناقضات” في شخصية ترمب المثيرة للجدل فعلاً أن كلامه كمرشح للرئاسة لم يعد هو نفسه بعد أصبح في البيت الأبيض رغم أن عدم التنبؤ بتصرفاته ما زالت الصفة الأكثر ديمومة في علاقة الجمهور به. حيث يقدم المرشح في أي انتخابات حول العالم أجندة للخطط التي يطمح لتنفيذها بعد الوصول إلى المنصب المرشح له، وباعتبار الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم؛ فاتجهت الأنظار إلى خطط دونالد ترمب المعلنة، ومدى توافقها مع تصريحات وأفعال الرئيس الجديد لأكبر اقتصاد في العالم.

وتعهد الرئيس الأمريكي خلال فترة ترشحه بخطط تجارية واقتصادية عديدة، وتحدث عن شكل العلاقة التي ستربط الولايات المتحدة بدول العالم.

لكن بعد تولي الرئاسة رسمياً، تباين شكل هذه الخطط داخل أجندة الرئيس الأمريكي، وتبدلت بعض تصريحاته إلى النقيض تماماً.

العلاقات الصينية الأمريكية

وجه ترامب انتقادات عديدة إلى العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال فترة الترشح للانتخابات وحتى بعد تولي الرئاسة بشكل رسمي.

وتنوعت تلك الاتهامات بين انتقادات للصين بأنها تمارس تلاعباً بعملتها المحلية لإضعافها أمام الدولار وتحقيق مكاسب تجارية، واتهامات بتسبب الصين في ارتفاع عجز الميزان التجاري الأمريكي.

وبتولي ترامب الرئاسة، صرح عدة مرات بأنه سيوقع تعريفات عقابية على الصين، كما صرح في مارس الماضي بأنه سيوقع أمراً تنفيذياً لتحديد الدول التي تتلاعب في اتفاقياتها التجارية معها، وأبرزها الصين.

لكن المسار الذي انتهجه ترامب على أرض الواقع كان بعيداً تماماً عن تلك التصريحات؛ حيث ذكر ترامب في تصريحات صحفية، أن الصين لا تمارس تلاعباً في قيمة عملتها المحلية.

وذكر دونالد ترامب أن اتهامه للصين بأنها تمارس تلاعباً في عملتها المحلية بالوقت الحالي من شأنه أن يهدد استمرار المحادثات مع بكين لمواجهة خطر كوريا الشمالية.

وتابع: أن الصين لم تمارس تلاعبات في عملتها المحلية منذ عدة أشهر، مشيراً إلى أن الدولار عملة قوية للغاية.

اتفاقية النافتا

ندد ترامب خلال حملته الانتخابية باتفاقية التجارة الحرة التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ووعد بالانسحاب من الاتفاقية في أول 100 يوم من توليه الرئاسة.

ووصف الرئيس الأمريكي تلك الاتفاقية خلال فترة الترشح للرئاسة بأنها “أسوأ اتفاقية تجارة أُبرمت في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفاً أنها تقتل الوظائف بالولايات المتحدة.

وصرح بأنه سيناقش مسألة تجديد وإعادة التفاوض بشأن اتفاقية نافتا في أول اجتماع له مع قادة كندا والمكسيك.

ولم يفعل ترامب أي شيء بخصوص النافتا، بل اكتفى بتصريحات أخيرة لصحيفة “وول ستريت” بأن هناك “مفاجآت سارة قادمة” بشأن اتفاقيات التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.

كما هدد ترامب عدداً من شركات صناعة السيارات بفرض تعريفات جمركية عليها؛ إذا وسعت صناعتها في المكسيك للتصدير للولايات المتحدة.

وكان المقصود بتلك الشركات عمالقة صناعة السيارات مثل فورد وجنرال موتورز التي تصنع سيارات في المكسيك لبيعها بالولايات المتحدة.

واجتمع الرئيس الأمريكي مع رؤساء أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات (فورد، وجنرال موتورز، وفيات كرايسلر) بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة بفترة وجيزة، ودعا رؤساء الشركات الثلاث لتصنيع المزيد من المركبات في البلاد.

وتعهد ترامب خلال الاجتماع بجعل الاستثمار في الولايات المتحدة أكثر جذباً من خلال تخفيف القواعد التنظيمية وخفض الضرائب.

ضرائب 20% على المكسيك

وقع خلافٌ بين المكسيك والولايات المتحدة بعد إعلان ترامب بدء بناء الجدار بين الدولتين لمنع الهجرة إلى الولايات المتحدة؛ حيث صرح الرئيس الأمريكي بأنه يفكر في فرض ضريبة 20% على الواردات المكسيكية.

وأضاف ترامب أن الضرائب في حال إقرارها قد توفر نحو 10 مليارات دولار في العام الواحد، واستخدامها في سداد كلفة الجدار.

إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب تراجع عن الفكرة بعد ذلك قائلاً: “إنه مجرد اقتراح من ضمن أفكار عديدة”.

“أوباما كير”

مشروع قانون الرعاية الصحية من أكثر وعود ترامب الانتخابية التي تعرضت لجدل حول إمكانية تنفيذها، وكان ترامب قد وصف القانون بأنه “كارثة”، وأن إلغاءه هو إحدى أولويات إدارته عند توليه السلطة.

وبعد تولي الحكم بشكل رسمي، وقع الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً لتخفيف الأعباء التنظيمية المتعلقة ببرنامج “أوباما كير” الصحي، على أن يحدد الكونغرس الأمريكي كيفية إلغاء وتغيير القانون.

لكن مشروع التصويت حول تعديل القانون تعرض للرفض مرتين من جانب أعضاء الكونجرس، إلا أن ترامب كتب في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن مشروع تعديل أوباما كير لم يمت.

وعلى الرغم من عدم اتخاذ أي قرار تجاه تعديل فعلي للقانون، قال ترامب إنه عازم على الانتهاء من تعديله قبل المضي في الإصلاحات الضريبية هذا العام.

ترامب ورئيسة الفيدرالي

في تصريحات صحفية لترامب قال عن رئيسة الاحتياطي الفيدرالي إنه “يحبها ويحترمها”، ويأتي ذلك مغايراً لآراء الرئيس الأمريكي حول جانيت يلين؛ حيث كان وجه انتقادات لها خلال فترة الترشح للانتخابات.

وذكر ترامب، إبان حملته الرئاسية، أنه من الممكن أن يستغنى عن جانيت يلين من منصب رئاسة الفيدرالي.

وترامب الذي يشجع أسعار الفائدة المنخفضة، دخل في نزاع مع رئيسة الفيدرالي خلال فترة الترشح للانتخابات، وقال إن توجهات يلين سياسية بشكل واضح، وإنها تفعل ما يمليه عليها باراك أوباما وهيلاري كلينتون.

وتابع أن يلين يجب أن تخجل من نفسها لمثل تلك الأفعال، وهو ما ردت عليه رئيسة الفيدرالي بأنهم لا يناقشوا السياسة في اجتماعتهم أو في القرارات التي يتم اتخاذها.

السابق
النفط يواصل الانخفاض.. وتوقعات بزيادة الإنتاج الأمريكي 600 ألف برميل يومياً
التالي
بنك الكويت الوطني: إصدارات أدوات الدين الخليجية ستبقى قوية في 2017