إسلام آباد – وكالات – بزنس كلاس:
ساد الغضب والشعور بالخيانة في الأوساط السياسية الباكستانية مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اتجاه بلاده للتخلي عن التحالف مع إسلام آباد وتعزيز العلاقات مع نيودلهي، محملاً باكستان مسؤولية “إيواء إرهابيين” ودعمهم وتكليف الخزانة الأمريكية مساعدات لباكستان أكثر مما تستحق، على حد وصفه.
من جانبها، رفضت باكستان اليوم الأربعاء 23 أغسطس / آب، انتقاد الولايات المتحدة لجهودها في مكافحة الإرهاب وقالت إن على واشنطن ألا تستخدمها كبش فداء لفشل الجيش الأمريكي في الحرب في أفغانستان.
وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين عن استراتيجيته في أفغانستان مصعدا حملة ضد مسلحي طالبان ومشيرا إلى إيواء باكستان لهم.
وحذر مسؤولون أمريكيون لاحقا من احتمال قطع المساعدات لباكستان ومن أن واشنطن ربما تخفض وضع باكستان التي تملك أسلحة نووية كحليف كبير خارج حلف شمال الأطلسي وذلك من أجل الضغط عليها للعب دور أكبر في إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة حتى الآن.
والتقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا بالسفير الأمريكي ديفيد هيلي اليوم وأبلغه بأن باكستان تعمل بنشاط لإحلال السلام في أفغانستان.
ونقل بيان صحفي عسكري عن باجوا قوله لهيلي “لقد فعلنا الكثير… وسنواصل بذل قصارى جهودنا ليس لاسترضاء أحد ولكن تمشيا مع مصلحتنا وسياستنا الوطنية”.
وضم وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف صوته إلى جموع الأصوات الغاضبة في باكستان بسبب الانتقادات الأمريكية مؤكدا عدم إيواء بلاده لأي جماعات مسلحة.
وقال آصف في مقابلة مع قناة جيو التلفزيونية أمس الثلاثاء “يجب عليهم ألا يجعلوا من باكستان كبش فداء لإخفاقاتهم في أفغانستان”.
وأضاف “التزامنا بالحرب على الإرهاب لا مثيل له ولا يمكن زعزعته”.
* “أمريكا هي العدو”
ونددت مجموعة من رجال الدين المؤثرين في باكستان، وبينهم سمي الحق الذي يدير مدرسة دينية درس فيها العديد من قادة طالبان الأفغانية، بالولايات المتحدة.
وقال سمي الحق في مؤتمر صحفي مع رجال دين آخرين “أمريكا هي عدو الأمة الإسلامية…على حكومة باكستان أن تنسحب من تحالف الحرب ضد ما يسمى الإرهاب.. لن تقع السماء على الأرض إذا غضبت منا أمريكا”.
وتقاتل باكستان منذ سنوات جماعات إسلامية مسلحة تسعى للإطاحة بالحكومة من خلال التفجيرات وعمليات الاغتيال.
لكن منتقدين يقولون إن الجيش الباكستاني يرعى فصائل إسلامية أخرى، من بينها حركة طالبان الأفغانية، إذ يرى أنها مفيدة في صراع باكستان الأساسي ضد غريمتها القديمة الهند.
وقال آصف إن باكستان عانت خسائر كبيرة بسبب الجماعات الإسلامية المتشددة منذ انضمامها إلى “الحرب على الإرهاب” التي شرعت فيها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأضاف “إسهاماتنا وتضحياتنا ودورنا كدولة ضمن التحالف (ضد الإرهاب) يتم إهمالها وعدم احترامها”.
وشهدت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة فترات شابها التوتر الشديد خلال العقد الماضي لا سيما بعدما عثرت الولايات المتحدة على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان وقامت
قواتها الخاصة بقتله في عام 2011.
وأودت ضربة أمريكية بطائرة دون طيار العام الماضي بحياة زعيم طالبان الأفغانية في ذلك الوقت الملا أختر منصور في جنوب غرب باكستان وهو هجوم احتجت عليه اسلام اباد واعتبرته انتهاكا لسيادتها.
وتنفي باكستان معرفتها بوجود بن لادن أو منصور على أراضيها.