انطلاقة مميزة للدوري بـ 6 انتصارات.. الزعيم يحقق أكبر انتصار.. والقطراوي خطا أول المشوار

 

 

أُسدل الستار على الجولة الأولى من دوري نجوم «QNB» للموسم (2018-2019)، بجولة أعلنت مبكراً عن تحدي الموسم الكروي من أجل أفضل المراكز، والسباق على المربع والدرع بين الأندية. وحملت الجولة 6 انتصارات واضحة الملامح لأندية، ولم تعرف الجولة لغة التعادل، وبدأت بالانتصار وانتهت بالانتصار، ولم يفسدها سوى تهور لاعب الشحانية نادر عوض الذي أصاب المنتخب «الأدعم» لكرة القدم ونادي الدحيل في مقتل وهو يودي بمستقبل الجناح الطائر إسماعيل محمد إلى خارج الملاعب، بعد أن أصابه بكسر مركب أحزن كل متابعي الدوري وعشاق نادي الدحيل. وعرفت الجولة أكبر انتصار حققه السد (زعيم الأندية القطرية) على الخريطيات بنصف «دستة» من الأهداف، حملت معها أول «هاتريك» في الموسم للنجم الهداف بغداد بونجاح. بينما جاءت أقرب النتائج للسد فوز الدحيل على الشحانية بـ 3 أهداف نظيفة، ومن خلفه نادي قطر بفوزه بـ 3 أهداف مقابل هدف واحد على الغرافة، بينما جاء الريان بفوزه بهدفين نظيفين على الأهلي، ثم السيلية بالفوز على أم صلال بهدفين مقابل هدف واحد، وأخيراً فوز العربي على الخور بهدف وحيد.
انطلاقة تحت العشرينرغم حرارة الطقس في بداية الموسم المبكرة، فإن تقنية تبريد الملاعب فرضت وجودها في المنافسة، وقدّمت للاعبين أجواء رائعة للعب كانت كلها تحت الـ 20 درجة في بعض الأحيان، ثم الـ 20 درجة مئوية؛ مما رفع من الحماس، خصوصاً في الملعب المونديالي (استاد خليفة الدولي)، ثم ملعب جاسم بن حمد بنادي السد، ولم يظهر أي تأثير للطقس الحار على أداء الفرق واللاعبين في المباريات، فخلت المباريات من ملامح الإعياء للاعبين ومر الأداء سلساً.19 هدفاً في الانطلاقوعرفت الجولة وفرة في تسجيل الأهداف للاعبين، حيث سجلت الانطلاقة 19 هدفاً في 6 مباريات، وهي نسبة تهديفية عالية تبشّر بموسم حافل بالأهداف (متعة كرة القدم). كما عرفت الجولة حرصاً كبيراً من اللاعبين على تقديم أفضل ما عندهم، وطبقت الأندية توجهات الاتحاد القطري لكرة القدم ومؤسسة دوري نجوم قطر بإشراك اللاعبين تحت سن 23 عاماً، وهو أمر أظهر بعض العناصر المميزة في الجولة.
مستوى مميز للبدايةورغم أن بدايات الدوري دائماً لا تُظهر الأداء الباهر للفرق باعتبار أن «فورمة» المباريات لا تأتي إلا بمرور الوقت وزيادة التنافس، فإن الجولة عرفت مستوى جيداً للفرق؛ مما يعكس جدية كل فريق لحجز مكانه مبكراً في الموسم، وهو الأمر الذي يجعل التنافس مشتعلاً بين الأندية؛ مما دفع بالأجهزة الفنية للفرق إلى محاولة إظهار أفضل ما عندها، من خلال التصحيح المبكر، والتركيز الكبير على أداء سلس يعين الأندية واللاعبين على تقديم الأفضل.الزعيم يفرض شخصيتهوفي انطلاق الجولة، كانت النجومية الكبيرة للاعبي السد وهم يتبارون في تسجيل الأهداف في مرمى الخريطيات، ليظفروا بالمباراة بـ 6 أهداف نظيفة كان يمكن أن ترتفع، ولكن تحقق للزعيم القطري المهم في طريق حصوله على أفضل «فورمة» فنية لخوض دوري أبطال آسيا (الدور ربع النهائي أمام الاستقلال الإيراني)، فقدّم السد مباراة جيدة، وأظهر قوته الكبيرة في الهجوم ووسط الملعب المدجج بالنجوم، وعلى رأسهم الإسباني تشافي هيرنانديز الأسطورة الإسبانية الحية في اللعب السهل ودقة التمرير، وبجانبه مواطنه غابي، ليظهر السد قوته المعروفة في جميع مراكز الملعب، ويتألق في الفريق أكثر من لاعب، ويخرج بـ 3 نقاط وضعته في قمة الترتيب مبكراً بفارق الأهداف عن باقي الأندية، في الوقت الذي كشفت فيه المباراة عن ضعف كبير في دفاع الخريطيات، الذي لعب غير مكتمل العدد لبعض العناصر المحترفة باعتبار أنه يواجه السد، ولم يكن أمامه خيار سوى اللعب بما لديه مع احترام إمكانيات المنافس.
الدحيل والشحانيةولم يجد حامل اللقب فريق الدحيل صعوبة في مواجهة الشحانية، واستطاع أن يعبر بثلاثية نظيفة بعد سوء توفيق كبير لازم بطل الثلاثية للموسم الماضي في أول ظهور له للدفاع عن لقبه، خصوصاً في عملية الحسم في المرمى، وعانى الفريق من نفسه أكثر من معاناته من المنافس.وقدّم الدحيل كعادته مستوى مميزاً في المباراة لشوطها الثاني، أكمل به قدرته الكبيرة على فك النحس وطرد سوء التوفيق الذي واجهه قبل أن يواجه الشحانية في الملعب، فأهدر العربي -هداف الدوري- ركلة جزاء وهو الخبير في تنفيذها، كما أهدر فرصاً سانحة للتسجيل لم يتعود على إهدارها، ولكنه في نهاية الأمر نجح في التفوق على نفسه وتمكّن من تسجيل هدفين من أهداف فريقه الثلاثة، ليخرج الدحيل من المباراة بـ 3 نقاط، ولكن رافقتها حسرة كبيرة على فقدانه جناحه الطائر إسماعيل محمد، الذي أُصيب بكسر مركب في ساقه ليتأكد للدحيل أنه كان يواجه سوء التوفيق في كل لحظة من المباراة.
هيبة الملكوشهدت انطلاقة الدوري ظهوراً مهيباً للملك القطراوي على حساب الفهد الغرفاوي بالفوز بثلاثية مقابل هدف، بعد مباراة قوية من جانب لاعبي قطر، الذين قدّموا مستوى باهراً بقيادة النجم العراقي حسين علي وقائد الفريق علي عوض، بجانب السوري أسامة أومري الذي كان خلف كل الخطورة على مرمى الغرافة، في الوقت الذي فرض فيه الملك القطراوي شخصيته في الملعب، خصوصاً لشوط المباراة الثاني الذي كان حاسماً للقطراوية، وعرف المدرب عبدالله مبارك كيفية إدارة المباراة بما يحقق له الفوز، وكان له ما أراد، ليظهر نادي قطر بأفضلية لم يتعود عليها منذ سنوات في مبارياته الافتتاحية.
الرهيب يحقق الأهمولم يفوّت الريان -بطل السوبر القطري- الفرصة أمامه، واستطاع أن يحقق الفوز الأهم في البداية على النادي الأهلي، في مباراة هجومية بحتة عرفت إهدار الريان العديد من الفرص أمام المرمى الأهلاوي، مع صناعة فرص بالجملة جعلت الفريق في أفضل حالاته، ولكن لشوط واحد فقط قبل أن يتمكن الأهلي من العودة في الشوط الثاني، ولكن بعد أن فقد النتيجة التي كانت تعادلية مع أداء دفاعي عالٍ، ولكن الريان حسم الأمر واستفاد من جاهزيته الذهنية التي حقق بها كأس السوبر على حساب الدحيل الأسبوع الماضي، لينجح في حسم المعركة لصالحه بهدفين مع أفضلية، لتكون بدايته للموسم مطمئنة جداً ويحقق النجاح المطلوب بالحصول على النقاط، على أمل تحسّن المستوى في المباريات المقبلة.وفي المقابل، لم يجد الأهلي خياراً غير القبول بالنتيجة على أمل آخر، هو الظهور بشكل أفضل في مواجهة الجولة المقبلة، بعد أن عانى الفريق من فقدانه جهود المدافع محمد رضا خان، الذي سهل غيابه مهمة الريان الذي ظفر بالمباراة.
السيلية.. بداية مثاليةوحقق السيلية كعادته البداية المثالية في الدوري، بفوزه على أم صلال بهدفين مقابل هدف واحد، بعد مباراة مثيرة من الفريقين عرفت خروج السيلية بالعديد من المكاسب وأبرزها حصول الفريق على الحل الناجع لمشكلته الهجومية التي عانى منها في الموسم الماضي، وهي عدم وجود المهاجم الهداف، ولكن بظهور عبدالقادر إلياس في المباراة بهدفين حملا توقيعه في أفضل بداية للمهاجم الخطير في الموسم، لينجح السيلية في طرد هواجس المواسم الماضي من جهة، وإظهار ردة الفعل المطلوبة من جهة أخرى، بجانب اللعب بإصرار وتركيز حتى الثواني الأخيرة، ليضمن السيلية النقاط الثلاث، ويجد أم صلال أول عثرة في طريقه للموسم، بعد بدايات جيدة في المواسم الماضية مكنت صقور برزان من أفضلية مستمرة في الموسم، ولكن في الموسم الحالي توقّف فريق الصقور في السيلية الذي طار بالنقاط.
العربي والخوروجاء فوز العربي على الخور في بداية المشوار برأس كولومبية لمهاجمه جان فرانكو، الذي حقق الأهم في بداية موسم فريق الأحلام، ليتنفس العربي مبكراً في الموسم، ويبدأ بشكل مغاير بعد أن تفوّق على الخور بهدف كفل له النقاط الثلاث في أول الموسم، وهي نتيجة سيكون لها ما بعدها، بعد أن قدّم العربي مباراة جيدة، وأظهر رغبة كبيرة في تحقيق أفضل النتائج، ليرضي جماهيره، ويلعب بعيداً عن علامات الاستفهام التي ظلت تُطرح على رأس كل موسم عن قدرة العربي على المنافسة. وفي المقابل، خسارة الخور لم تعنِ ضعفه بقدر ما عنت حسن توفيق العربي في المباراة، واجتهاد لاعبيه بقيادة محمد صلاح النيل اللاعب الأبرز في الفريق للمباراة، بجانب الكولومبي جان فرانكو أحد أبرز لاعبي الفريق في المباراة، وكان بيده مفتاح الانتصار الأول.

نادر الشحانية أثار عاصفة من التساؤلات
نجم الجولة دائماً هو أكثر لاعب يلفت الانتباه بمستواه وما يقوم به في الملعب ويتحدث عنه الناس، ولكن الجولة الأولى من الموسم عرفت لاعباً تداول الجميع اسمه، وهو مدافع الشحانية نادر عوض، الذي أظهر تهوراً غير معتاد تسبّب في إصابة جناح الدحيل إسماعيل محمد بكسر مركب، نال على أثره نادر الشحانية البطاقة الحمراء الوحيدة في الجولة، وأثار حزن جماهير الدحيل والمنتخب «الأدعم»، ليكون نادر أكثر اللاعبين تداولاً بين الجماهير وتساؤلاً هل كان متعمداً أم لا؟
ولكن الإجابة أن الإصابة دائماً قضاء وقدر، وما حدث للاعب إسماعيل هو قضاء وقدر، وللاعب نادر هو عدم توفيق أيضاً، ولا أحد يستطيع أن يعلم ما في النوايا، والإصابات في كرة القدم تحدث دائماً.

مبارك مدرب الجولة بامتيازعرفت مباراة قطر والغرافة التي حقق فيها الملك القطراوي الانتصار الأول في الموسم ظهور شارة القيادة في الفريق للاعب الواعد علي عوض بوجلوف، الذي سجل هدفاً رائعاً أكد به صدق حدس المدرب عبدالله مبارك وهو يرفع من معنويات لاعبه بتسليمه شارة المسؤولية في الفريق. ولم يخذل علي عوض مدربه، وكان في الموعد نعم القائد الذي حصل على الثقة واستفاد منها. ومدربه عبدالله مبارك أيضاً بفوزه وبالهوية الفنية التي قدّمها، استحق لقب مدرب الجولة بعد أن أحسن قيادة فريقه بانتصار مستحق وقدرة فنية كبيرة على قراءة اللعب وتوظيف اللاعبين.

بونجاح يوقّع على أول «هاتريك»عرفت الجولة صدارة بغداد بونجاح قناص السد بـ «هاتريك»، ومن خلفه يوسف العربي مهاجم الدحيل وحامل لقب الهداف للموسم الماضي بهدفين اثنين، وحسين علي الوجه الجديد في الدوري ونادي قطر بهدفين اثنين، وعبدالقادر إلياس مهاجم السيلية بهدفين اثنين، وأكرم عفيف نجم السد بالرصيد نفسه.الجولة عرفت تسجيل سبستيان سوريا -صاحب القميص رقم 23- هدف الريان الأول في شباك الأهلي في الدقيقة 23. وبهدفه، يكون سبستيان سوريا ما زال يمتلك خاصية التهديف.

الغرافة ينطلق دائماً بعد العثرة الأولىبتلقّي الخسارة الأولى، يصبح فريق الغرافة أكثر المتضررين من الجولة معنوياً؛ نظراً لتاريخه الكبير باعتباره فريق بطولات يتلقى خسارة كبيرة وتستقبل شباكه ثلاثة أهداف في أول جولة، بعد أن بدأ الموسم الماضي بالتعادل، والذي سبقه بالخسارة بأربعة أهداف من الأهلي، ليعود الفريق لمربع العثرات الأولى.وكما هو معروف، فإن الغرافة عندما يتعثر في أول مباراة، فإنه يعتدل في مشيته بين الفرق، وينهي الموسم في مركز مميّز على نحو ما حدث في الموسم قبل الماضي.

إلياس هداف الثواني الأخيرةقدّمت مباراة السيلية وأم صلال المهاجم عبدالقادر إلياس بوصفه واحداً من الهدافين الذين يملكون الحلول الفنية للمباراة؛ فقد نجح عبدالقادر في كسر الجمود الذي استمر معه لموسم كامل لم يسجل فيه الأهداف، ليكسب اللاعب الرهان مع سامي الطرابلسي ويسجل الأهداف القاتلة.وسجل عبدالقادر إلياس الهدف الأول لفريقه في الثانية الأخيرة من الشوط الأول. وعندما أدرك أم صلال التعادل والمباراة تمضي إلى التعادل الأول في الموسم، استعاد اللاعب ذاكرة التهديف ليسجل هدف الفوز الغالي للسيلية في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع من المباراة، ليظهر إلياس بوصفه رجل الثواني الأخيرة في الجولة الأولى.;

السابق
حامل اللقب يهزم الشحانية بثلاثية.. طرد عوض.. وإصابة مؤلمة لإسماعيل
التالي
تقرير المجموعة.. نمو أداء البورصة والفائض المالي