انتهاء المرحلة الأولى من مشروع “المترو” بإنجاز ما نسبته 62%.. ووصول القطارات قبل نهاية العام الحالي

الدوحة- بزنس كلاس:

انطلاقاً من التزامها بتسليم المشروع وفقاً للإطار الزمني المحدد، عقدت شركة سكك الحديد القطرية «الريل» ورشة عمل استراتيجية، تهدف من خلالها مراجعة سير الأعمال في المشاريع، وأهم التحديات والمعوقات وسبل تجاوزها، والفرص المتاحة، وذلك لتسريع وتيرة تقدم العمل، وضمان الالتزام بتسليم المشاريع ضمن الجداول الزمنية المحددة، وقد حضر الورشة فريق الإدارة العليا، ومديرو المشاريع، ومستشارو إدارة المشاريع.

وفي كلمته التي وجهها للحضور -قبيل انطلاق ورشة العمل- قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «الريل» المهندس عبدالله السبيعي: «نحن فخورون بالتقدم الذي تم إحرازه في المرحلة الأولى من مشروع مترو الدوحة، والذي تقارب نسبته 62 % من التقدم الكلي، حيث تم بذل ما يزيد على 280 مليون ساعة عمل، وجميع حزم المشاريع العشرة -والتي تتولى الأعمال المدنية- باشرت بالمرحلة الثانية من المشروع، والتي تتضمن التشطيبات الكهروميكانيكة والمعمارية في المحطات البالغ عددها 37 محطة، والذي يعد إنجازاً هاماً في هذا المشروع الاستراتيجي».

اختبارات

وأضاف: «قمنا بإتمام سكة الاختبارات التجريبية، والبالغ طولها أربعة كيلومترات ضمن الخط الأحمر، والعمل جارٍ لتجهيز مستودع الصيانة الرئيسي في راس بو فنطاس، وذلك تمهيداً لبدء وصول القطارات قبل نهاية هذا العام 95 % من الأعمال المدنية تم إنجازها، ومن المقرر إتمامها بالكامل بحلول نهاية العام، كما أن العمل قائم على تركيب خطوط السكك الحديدية، وسيتم إجراء الاختبارات التجريبية في الخط الأحمر في شهر نوفمبر القادم».

وتعزى هذه الإنجازات الهامة -والتي سجلت في النصف الأول من هذا العام- لمنهجية العمل الفعالة التي تم اتباعها، حيث تم اعتماد مسارٍ سريع لإرساء الأعمال الكهروميكانيكة، والتشطيبات المعمارية، وتنفيذ الخطط الاحترازية على الصعيد المتعلق بمقاول الأنظمة.

وهذه الاستراتيجية من شأنها ضمان جاهزية غرف التقنية، والتحكم لنظام السكك الحديدية في المحطات، والتي بدورها ستتيح فرصة البدء المبكر بعمليات التشغيل التجريبي.

كما شهدت الفترة الماضية تعاوناً وثيقاً مع الإدارة العامة للدفاع المدني بخصوص أنظمة السكك الحديدية، وطبيعة المرافق الواقعة تحت الأرض، وذلك عن طريق تنظيم زيارات عدة قبل مرحلة الفحص النهائي، وستظل هذه الزيارات عاملاً أساسياً للحصول على التصاريح المطلوبة في الوقت المحدد. والجدير بالذكر أن جميع العقود المدنية قد حصلت على موافقة التصاميم DC1.

تقدم

وقال دانيال ليكل -رئيس تنفيذ البرامج في شركة «الريل»-: «معدل التقدم في المشروع ملحوظ جداً.. ويعمل حالياً أكثر من 52 ألف شخص في المرحلة الأولى من مشروع المترو، ومعدل تكرار الحوادث (AFR) هو 0.036، وهو على الأرجح أدنى مستوى تم تحقيقه في مثل هذا النوع من المشاريع الضخمة، وذلك بفضل اعتماد نظام صارم للصحة والسلامة، وتكريس جهود جميع القائمين على المشروع لتدريب وتثقيف والإشراف على القوى العاملة.. فمنذ البداية، تتصدر السلامة قائمة أولوياتنا».

وفي معرض حديثه عن المشروع، قال المهندس السبيعي: «إن إنجازات شركة «الريل» وخططها الطموحة لن تكون ممكنة دون توجيهات القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله».

وأثناء زيارة صاحب السمو مؤخراً إلى نموذج مجسمات مترو الدوحة وقطار لوسيل، أشاد سموه بالتقدم العام الذي تم إحرازه، وأعرب عن تقديره وتثمينه لجهود جميع القائمين على هذا المشروع، والتي تسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

السليطي واثق من تسليم المشروع في الموعد المحدد

وحضر ورشة العمل أيضاً سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات، الذي تابع المناقشات التي جرت خلال الورشة باهتمام، وكان من أهم مخرجات تلك النقاشات إعداد قائمة بالأولويات التي تلعب دوراً محورياً في تسليم المشروع في الوقت المحدد له، وقد أجمع المشاركون على أهمية تلك المخرجات ويجري العمل على تنفيذها حالياً.

وقد توجه سعادته بالشكر للإدارة العليا في شركة الريل، وفريق العمل على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وأعرب عن ثقته في أن الفريق سيسلم المشروع في الموعد المحدد وضمن الموازنة المقررة. وأكد سعادته على الأهمية التي يكتسبها مشروع مترو الدوحة، حيث سيمثل العمود الفقري لنظام متكامل للنقل العام لمدينة الدوحة. كما أشار إلى أن هذه المشاريع ستسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مما سيضع البلاد على قائمة الدول التي تتمتع بمرافق نقل عام حديثة ومستدامة.

وأضاف سعادته: «إن المبادرات الاستراتيجية، مثل ورشة العمل هذه تشير إلى الالتزام الجاد من قبل شركة الريل، ووزارة المواصلات والاتصالات؛ للسعي المستمر نحو التطوير واعتماد أفضل الممارسات، التي تهدف إلى تنفيذ مشاريع ناجحة على صعيد البنية التحتية لقطاع النقل».

متابعة

وقد أكد سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، والمهندس عبدالله السبيعي، أن المتابعة الحثيثة والعمل الوثيق مع معالي رئيس الوزارء ووزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة الريل، كان لهما الأثر الأكبر في المبادرات الطموحة التي قامت بها شركة الريل، لمواصلة تعزيز الأداء، كما من شأنها أن تؤهل الشركة؛ لتشكل نموذجاً يُحتذى به على صعيد الشفافية والحوكمة والالتزام نحو تسليم المشاريع.

وستكون ورشة العمل هذه الأولى ضمن سلسلة من ورش العمل، التي تهدف شركة الريل، من خلالها إلى خلق أرضية مشتركة لجميع المقاولين العاملين في المشروع، ومنبر للنقاش البنَّاء والهادف؛ لطرح المسائل المهمة المتعلقة بتقدم المشروع بشفافية تامة ليتم لمعالجتها. وسيتم خلال هذه الورش الخروج بتوصيات، ومتابعة تنفيذها مع المقاولين؛ لضمان تحقيق الأهداف التي تم وضعها لتسليم المشروع ضمن الإطار الزمني المحدد، وتفادي أي معوقات محتملة.

أهم الإنجازات المتوقع إتمامها قبيل نهاية 2017

ومن المتوقع وصول أول مجموعة من القطارات، والمؤلفة من أربعة قطارات من اليابان قبل نهاية العام 2017. وتم تعيين ثلاث محطات من أصل 37 محطة مترو على أنها «محطات نموذجية» وهي: الدوحة الجديدة، والقصار والمنطقة الاقتصادية، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للتفتيش النهائي من قبل الدفاع المدني بحلول ديسمبر 2017. ومن المتوقع أن يبدأ الاختبار والتشغيل التجريبي خلال الربع الرابع من عام 2017.

إنجاز المشروع ضمن حدود الميزانية وبالجودة المطلوبة

وأطلقت شركة الريل، في نهاية عام 2016، برنامج فعالية الأعمال، والذي يتكون من أربع ركائز وهي: تسليم البرنامج في الوقت المحدد، ضمن حدود الميزانية وبالجودة المطلوبة ،الاستدامة المالية والتشغيلية، الكفاءة التنظيمية، وبناء القدرات الوطنية.

ويلتزم برنامج فعالية الأعمال بالتوجيهات الواردة في الخطاب الذي ألقاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الدورة العادية الخامسة والأربعين لمجلس الشورى، والذي حثَّ فيه على إنجاز جميع مشاريع البنية التحتية في دولة قطر في الوقت المحدد لها، وكفاءة الإنفاق الحكومي، وتنويع الاقتصاد، وضمان التنمية المستدامة، وبناء القدرات البشرية الوطنية.

وبهذا الشأن ذكر المهندس السبيعي، بأن تركيز شركة الريل، في العام 2017 ينصب على تنفيذ وتحقيق أهداف برنامج فعالية الأعمال لضمان الجاهزية التشغيلية، وتعزيز التواصل مع الإدارة العامة للدفاع المدني، والتعاون الوثيق مع كافة الهيئات والجهات المعنية الأخرى، وتنفيذ استراتيجيات الإيرادات، وخاصة فيما يتعلق بمحلات التجزئة، والإعلانات، وحقوق تسمية المحطات والتطوير العقاري فوق المحطات.

3 محطات نموذجية تعد مرجعاً لنظيراتها

 

ونظراً لكونه الأول من نوعه كمشروع للبنية التحتية في دولة قطر، سيخضع مشروع «مترو الدوحة» لعملية مراجعة وتفتيش شاملة ودقيقة من قبل الجهات المختصة. وكجزء من الجهود الرامية إلى بناء جسور الثقة وإنجاز المشروع وتسليمه في الوقت المحدد واعتماد الشفافية في العمل، شرعت شركة الريل، في تنفيذ مبادرة لإتاحة الفرصة لهذه الجهات للقيام بالتفتيش المبكر، وكان تطوير مفهوم المحطة النموذجية جزءاً لا يتجزأ من هذه المبادرة.

وقد تم تحديد ثلاثٍ من محطات المترو الـ 37، للمرحلة الأولى على أنها «محطات نموذجية»، وستعمل كمرجع لجميع المحطات؛ لتسهيل عملية التفتيش والترخيص؛ ولتدارك أي متطلبات أو ملاحظات، قد تطرأ أثناء هذه المرحلة، بحيث يتم معالجتها في المحطات الأخرى، وهذه المحطات هي: محطة القصار، وهي تابعة للخط الأحمر تحت الأرض، ومحطة الدوحة الجديدة، التابعة للخط الأحمر جنوباً تحت الأرض، ومحطة المنطقة الاقتصادية، التابعة للخط الأحمر جنوباً فوق الأرض.

القصار

وقد شهدت أول محطة نموذجية «القصار»، تقدماً ملحوظاً في الأعمال المدنية والإنشائية، حيث تم إنجاز ما تقارب نسبته 98 ٪ في الشهر الماضي. وقد تم إتمام بناء مدخل المحطة، والعمل جارٍ حالياً؛ لاتمام التشطيبات المعمارية الداخلية، وتمت المباشرة في تركيب واجهات الجدران الداخلية.

القضبان

وبالنسبة للمحطة الثانية، وهي «الدوحة الجديدة»، فقد تم تركيب قضبان السكك الحديدية فيها، ويجري تجهيز غرف المعدات والنظم. كما تم تسليم الدفعة الأولى من السلالم المتحركة إلى الموقع؛ للتركيب بينما توشك أعمال الخرسانة الإنشائية على الانتهاء، وقد أنجزت ممرات المشاة إنشائياً، وقد تم ذلك دون تعطيل تدفق حركة المرور على طريق المطار الواقع أعلاه. كما أن التشطيبات المعمارية للمحطة وصلت لمرحلة متقدمة.

تقدم

كما شهدت المحطة النموذجية الثالثة «المنطقة الاقتصادية»، تقدماً ملحوظاً، حيث بلغت نسبة إكمالها حالياً 78 ٪ في نهاية يونيو الماضي، وتم الانتهاء من الأعمال المدنية والإنشائية، في حين أن التشطيبات المعمارية الداخلية جارية، والعمل جار على الجدران العلوية وتركيب لأسقف المبنى الرئيسي، والذي أُنْجِز بنسبة 80 ٪، وإتمام 70 ٪ من الواجهة الزجاجية للمحطة، وقد تم تركيب قضبان السكك الحديدية داخل المحطة، ويجري تجهيز غرف المعدات والنظم. وقد تم تركيب السلالم المتحركة العشرة بالكامل. وتم إنجاز جسور المشاة إنشائياً، والعمل جار على الواجهة الخارجية. كما تم التواصل مع الدفاع المدني لبدء التفتيش المسبق. ومن المقترح أن تتم الزيارة الأولى للموقع في 15 يوليو الحالي.

وخلص المهندس عبدالله السبيعي، بالقول: «إن العمل في مشروع المترو، يجري على قدم وساق، بشكل طبيعي في جميع المواقع، ونحن عاقدون العزم على تسليم المشروع في وقته المحدد؛ لتقديم نظام نقل فعال يرقى بل ويتجاوز المستويات العالمية في الأداء».

السابق
ناقلات تتولى إدارة ناقلة الغاز الطبيعي المسال “الشيحانية”
التالي
تدشين لوحة “تميم المجد في منطقة سيلين.. ومواطن يحوّل سيارته إلى جدارية متنقلة للحب والولاء