اليونسكو: د. الكوراي، مرشح قطر يعرض برنامجه الانتخابي

عرض سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري، ومرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” برنامجه الانتخابي ورؤيته للمنظمة أمام أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو والبالغ عددهم 58 عضواً، برئاسة الألماني ميخائيل ووربس.

وأكد المرشح القطري خلال تقديم برنامجه مساء اول أمس،على رسالة اليونسكو في إقرار السلام،قائلا” من أجل السلام كانت اليونسكو ومن أجله يجب ان تستمر ” مشيرا إلى أنه حظيّ خلال مسيرته التعليمية والمهنية على الاطلاع والتحاور مع الثقافات المختلفة،قائلا “عشتُ بكياني وفكري ثراء التجربة الإنسانيّة في بناء الحضارات والبحث الدّائم عن السّلام “.

وأشار في كلمته إلى انّ روح اليونسكو تعني ضمنيا حق أي حضارة في أن تكون على رأس الإدارة العامة لهذه المنظمة، والحضارة العربية، على غرار أي حضارة أخرى يحق لها أن تترأس اليونسكو.

وتناول الدكتور الكواري في كلمته أهم مشكلات المنظمة حاليا وانها رغم النجاحات الكثيرة إلا أن هناك تراجعا للإدراك بدورها لدى عامّة الناس ممّا غيّب التّعاون معها، ومنها ما هو سياسيّ أيضا متمثّلا في غياب توافق الآراء الذي قامت عليه معظم قرارات المنظّمة ممّا أدّى إلى الأزمة الماليّة الحاليّة “.

كما تحدث عن دور اليونسكو في التعليم وضرورة الاستمرار في توفيره لكلّ أطفال العالم المحرومين، لأنه لن تتحقّق أيّة تنمية دون تعليم ومشاركة النّساء المتعلّمات، منوها باهمية التعليم النّقدي وتطوير البرامج لغرس القيم الإنسانيّة المشتركة مثل التّسامح والتفاعل بين الثقافات ما يُحقّق في نهاية المطاف تجفيف منابع الإرهاب الفكريّة.

ونبه المرشح القطري إلى دور الإسهام العلمي والتكنولوجي في مواجهة تحديات المنظمة، والاستفادة بما لديها من خبراء وعلماء، مؤكدا أنه سوف يعمل بشراكة مع المجموعات العلمية لتكون اليونسكو بيتا للعلماء والخبرات من كلّ أصقاع الأرض.

وقال “علينا أن نتيح لهذه الكفاءات فرص إبداع المنتجات العلميّة والمعرفيّة للتصدّي لمشكلات التّنمية في جميع البلدان من خلال البحث التّطبيقي والتّكنولوجي “، مشيرا إلى دور العلوم من خلال توثيق العلاقات بين العلماء والخبراء في الموضوعات ذات الصّلة بالقضايا الإنسانيّة للعمل على الحدّ من انعكاسات الكوارث والأزمات الطبيعيّة المختلفة كالفيضانات والزلازل والتغيّرات المناخيّة ومشاكل المياه والتفاعل معها.

التراث العالمي

وتناول الدكتور الكواري في رؤيته أهمية التّراث العالمي واعدا بمواصلة مسار المحافظة عليه وحمايته من براثن الأيادي المخرّبة، داعيا إلى وضع تشريعات تحمي التراث المشترك باعتبار اليونسكو الحاضنة الشّرعيّة والمكان المناسب لسنّ القوانين لحماية التّراث المادّي وغير المادّي للإنسانيّة.

وألمح إلى دور” اليونسكو” في إقرار الحوار بين الثقافات والحضارات وطرق تعزيز ذلك عن طريق الاتصال بمثقّفي العالم ودوائر المعرفة والإعلام المفتوح واستخدام الوسائل الحديثة للاتّصال بالشّباب وحثّهم لإدراك أهداف اليونسكو، مشددا على رسالة المنظمة في رعاية الحريات وإقرار حرية التعبير والدفاع عن الصحفيين والمبدعين والفنانين في العالم الذين يواجهون الاعتداءات في مناطق النزاع وفي غير مناطق النزاع، وهو ما يدعو إلى تطوير الشّراكات مع المؤسسات الإعلاميّة ومنظّمات المجتمع المدني لدعم حرية التعبير.

وأشار إلى دور موظّفي المنظّمة وأهمية دعمهم وإتاحة الفرص لتقديم أفضل ما لديهم لخدمة المنظّمة وأهدافها، موضحا أن هذه الاهداف لن تتحقق دون وجود الحوكمة الجيّدة والشفافيّة المطلقة والمحاسبة، مؤكدا أنّ اليونسكو في حاجة لكلّ دول العالم دون استثناء، صغيرة أم كبيرة، وأنه لن يدخر الجهد للحوار مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة لتعود سياسيّا وماليّا إلى المنظّمة.

وشدد المرشح القطري على أنه سوف يبذل قصارى جهده لتطوير المنظمة، وذلك بالتعاون مع المؤتمر العام والمجلس التنفيذي وموظفي المنظمة، الذي ينبغي تذليل كافة العقبات، لأداء مهمتهم وتحقيق أهدافها النبيلة، داعيا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لتستعيد المنظمة مكانتها عالميا، مقترحا إنشاء صندوق خاص للصناعات الصغيرة يهدف لمساعدة الدول الأكثر حرمانا واحتياجا على أن تتم إدارته بشفافية.

وقال “تناقشت بشأن هذا الصندوق مع عدد من رجال الأعمال وهم مستعدون للمساهمة فيه وتحويله إلى حقيقة، وإذا انتخبت مديرا عاما لليونسكو فسوف أطلقه ابتداءً من اليوم الأول لتولي المنصب”.

وأكد أن الأزمة التي تشهدها اليونسكو حاليا هي أزمة سياسية أكثر من كونها مالية،وينبغي معالجة هذه الأزمة من خلال استراتيجية شاملة، ففي السابق كانت عملية اتخاذ القرار عبر التوافق في الرأي نهجا سائدا، وعلينا أن نعيد إحياء هذا النهج عن طريق انتخاب مدير يؤدي دوره بشكل محايد”.

تحديات كبيرة

وعقب عرض سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مرشح دولة قطر لرؤيته أمام المجلس التنفيذي لمنظمة (اليونسكو) استمع إلى أطروحات وأسئلة أعضاء المجلس التنفيذي، والتي دارت حول مختلف التحديات التي تواجه المنظمة ورؤية المرشح لمواجهتها، فتساءل البعض عن التدابير التي يقدمها المرشح القطري لتحقيق الادارة الرشيدة للمنظمة من أجل إنجاح الإصلاح الذي بدأ قبل سنوات، حيث اجاب سعادته قائلا” نحن بحاجة ماسة لإعادة النظر في الإصلاحات التي أخذت بها المنظمة وذلك عبر آليات توافقية لاتخاذ القرارات “، مشيرا إلى أنه خلال زياراته لكثير من الدول لاحظ شكوى متكررة من تسييس المنظمة وهو ما يدعو إلى إصلاح هذا الأمر،وخروج المنظمة من تحت وطأة الوضع السياسي من أجل مصالح جميع الدول،واعدا بأن يعطي الدول الأعضاء مزيدا من الوقت للتفاوض ليكون القرار النهائي مقبولا لدى الجميع.

وردا على سؤال عن كيفية تفريغ الطابع السياسي للمنظمة وامكانية تحقيق ذلك للمرشح،وهو في نفس الوقت ينتمي إلى المنطقة العربية في ظل وجود صراع عربي إسرائيلي، كما توجد قرارات للمنظمة ربما لا تتفق مع التوجه العربي، قال: “خروج المنظمة من وضع التسييس ليس بالمرحلة السهلة ولكن في نفس الوقت لابد من تحمل المسؤولية لهذا بدلا من مقاطعة المنظمة لأن قرار المقاطعة يكون تسييسا أيضا وأن يتم ذلك بالحوار، أما القرارات التي اتخذتها المنظمة فأنا أحترمها وعملي كمدير لليونسكو يعني أنني موظف دولي محايد، ولدي تجارب سابقة في إدارة ملفات دولية في الأمم المتحدة حيث انتخبت في الأمم المتحدة نائبا لرئيس لجنة مناهضة التمييز العنصري، ومنذ شهور قليلة كنت رئيسا لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ” الأونكتاد ” لمدة أربع سنوات وأدرك مسؤولية الموقع الدولي “.

اهتمام كبير

وعن أولويات المرشح القطري ومجالات الاهتمام بالتطوير في اليونسكو،أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري أنه سيولي كافة ملفات اليونسكو من تعليم وتربية وعلوم وتراث وغيرها اهتمامه البالغ على قدم المساواة.

كما تناولت عددا من الأسئلة الوضع في دول أفريقيا ودول الكاريبي وأوضاع التعليم في هذه المناطق، ليؤكد الدكتور الكواري اهتمامه بهذه المناطق وكافة المناطق في العالم، لوصول التعليم إلى الجميع من الجنسين، مع التركيز على دول افريقيا والعمل على تقديم برامج تضمن تعليم الفتيات بما يكون له عائد إيجابي في التنمية المستقبلية وسوق العمل

ولفت إلى جهود دولة قطر بالتعاون مع الأمم المتحدة وإطلاق برامج مثل “علم طفلا” الذي نتج عنه تعليم 10ملايين طفل حول العالم، واعدا بأن التعليم وخاصة في افريقيا سيكون له اهتمام خاص لأنه يعد حجر الزاوية في التنمية، وذلك بالتعاون بين اليونسكو والاتحاد الافريقي من أجل تحقيق أفضل النتائج.

وفي رد على سؤال عن مواجهة الأزمة المالية الحالية عمليا قال مرشح قطر: من خلال علاقاتي الدبلوماسية أعمل على إقناع الدول التي لم تؤد التزاماتها المالية نحو المنظمة، وإنشاء برامج لليونسكو جاذبة في مجالات التعليم والثقافة لاجتذاب ممولين وشركاء استراتيجيين وداعمين للمنظمة وبرامجها المفيدة للمجتمع الدولي، مقترحا أيضا أن يعقد مؤتمر في اليونسكو على غرار ” دافوس” لبحث كافة المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة، مشيرا إلى أنه سيتواصل مع الولايات المتحدة للتفكير مليا للاضطلاع بمسؤولياتها في اليونسكو، لتحقيق أهداف المنظمة الرئيسية في إقرار السلام في العالم.

مكافحة الإرهاب

وأضاف “اليونسكو هي رأس الحربة في مكافحة الإرهاب لأن العمل العسكري بمفرده لا يكفي وقد وضح ذلك في الماضي والحاضر، وما تقوم به اليونسكو أساسي في هذا المجال لأنه بدون الحد من الفقر والقضاء على الأمية والجهل وتنمية الوعي بأهمية التعليم ونشر التعددية الثقافية لا يمكن إطلاقا مكافحة الإرهاب وحل المشاكل التي يتسبب فيها”.

وأكد مرشح دولة قطر مديرا عاما لليونسكو في كلمته الختامية أمام المجلس التنفيذي لليونسكو أن دولة قطر رشحته انطلاقا من اهتمامها ورؤيتها لدور المنظمة عالميا في إقرار السلام في العالم واهتمامها بالتراث الانساني فقد استضافت منذ عامين الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي ودعت إلى إنشاء صندوق لحماية التراث العالمي وتبرعت في حينه بعشرة ملايين دولار، وهذا شأن دول الخليج جميعا في الاهتمام بالتراث الانساني، كما تهتم دولة قطر بالتعليم ونشره بين الجميع في العديد من المناطق الفقيرة في العالم فضلا عن كونها واحة لمختلف الثقافات المتنوعة.

وشدد على أن طموح قطر او شخصه ليس من أجل منصب، بل من أجل خدمة المجتمع الدولي والعمل على تنفيذ برامج جديدة تساهم في نشر السلام والوعي وتحصن الشباب وتزيد من طاقاتهم الإبداعية.

المرحلة الأولي

يشار إلى أن عرض المرشح القطري لبرنامجه أمام أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو جاء في المرحلة الأولى لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة، وقد انتهى المجلس وسط إجراءات شفافة شاهدها الملايين حول العالم من المرحلة الأولى لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة من بين تسعة مرشحين يتنافسون على المنصب.

السابق
بعد صدور البيانات الاقتصادية.. انخفاض جماعي لمؤشرات الأسهم الأمريكية
التالي
المرور: لوحات إلكترونية توضح تغير السرعة.. ولوحات مميزة لذوي لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة