اليوم.. صاحب السمو يخاطب العالم على منبر الأمم المتحدة

نيويورك – وكالات – بزنس كلاس:

تضج أروقة عاصمة الاقتصاد الأمريكي نيويورك هذه الفترة بالنشاط الكبير لدولة قطر من خلال المنتدى الذي ترعاه هناك بالشركة مع معهد بروكنجز وينخرط في حواراته عدد كبير من المفكرين ورجال الدولة من مختلف البلدان، حيث تشهد مدينة نيويورك هذه الأيام، حراكاً استثنائياً للدبلوماسية القطرية، بين أروقة الأمم المتحدة، وجامعات ومنظمات ووسائل إعلام أميركية. واستقطب تواجد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برفقة وفد مهم في نيويورك منذ الخامس عشر من سبتمبر الحالي، اهتمام الرأي العام السياسي والشعبي بنيويورك هذه الأيام، في انتظار خطاب حضرة صاحب السمو، اليوم الثلاثاء في حدود الساعة الواحدة بتوقيت نيويورك.
من فندق «كونراد» إلى أروقة الأمم المتحدة، مروراً بجامعات ومنظمات أميركية، ووسائل إعلام محلية، يبدو الحضور القطري لافتاً للغاية، الأمر الذي أثار اهتمام العديد من الأكاديميين والسياسيين، الذين حضروا للمشاركة في منتدى أميركا والعالم الإسلامي، وأكدوا
لـ «العرب» تقديرهم لنشاط وحراك الدبلوماسية القطرية، معتبرين افتتاح صاحب السمو لكلمات الزعماء العرب في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، دلالة قوية على المكانة التي تحظى بها قطر في العالم، والاهتمام الذي توليه الأمم المتحدة لخطاب صاحب السمو، في ظل أعنف أزمة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أهمية أزمات أخرى تشغل الأمم المتحدة والرأي العام الأميركي من قبيل الأزمة الكورية.
تمثيل دبلوماسي يعكس حجم ومكانة قطر
وفي تعليقه على أهمية خطاب صاحب السمو، قال مصدر مسؤول في منظمة أميركية غير حكومية لـ «العرب» إن الحراك الدبلوماسي القطري هذه الأيام في نيويورك غاية في الأهمية، ولافت لكل المتتبعين، قائلاً: «ينبغي الإشارة إلى أن دولة قطر تحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بوفد رفيع المستوى، يرأسه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شخصياً، واللافت أنه بدأ جولة دبلوماسية منذ أكثر من أسبوع شملت أكبر الدول في العالم وأهمها على الصعيد الدبلوماسي، من تركيا، مروراً بألمانيا وفرنسا، ووصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي يعكس المكانة التي تحظى بها دولة قطر لدى أكبر العواصم العالمية، وأكثرها تأثيراً».
وأضاف: «لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أهمية الخطاب الذي يلقيه أمير شاب، لدولة شابة، نجحت سريعاً في تبوء مكانة عالمية قوية، وبات ينظر إليها باهتمام كبير، الأمر الذي يفسر الاهتمام الدولي بخطاب صاحب السمو».
قطر تجاوزت الحصار
ولفت مصدرنا إلى أهمية التمثيل الدبلوماسي القطري، مقارنة بالتمثيل الدبلوماسي لدول الحصار في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية مثلاً سيرأس وزير الخارجية وفدها، وكذلك الأمر بالإمارات العربية المتحدة مثلاً، في حين تحضر دولة قطر بتمثيل على أعلى مستوى، ووفد يضم وزراء، وسفراء دولة قطر في أهم العواصم العالمية، من ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وموسكو وواشنطن، وأستراليا، إلى جانب ممثل دولة قطر لدى الجامعة العربية».
وعن توقعاته للخطاب المرتقب، لفت المسؤول بالمنظمة الأميركية غير الحكومية، قائلاً: «لا أستبعد مطلقاً أن يتجاوز صاحب السمو أمير قطر الحديث عن أزمة الحصار في خطابه، فدولة قطر أثبتت أنها تجاوزت الحصار فعلاً، ولم يعد أكبر ما يشغلها، بدليل أن خطاب سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري في افتتاح منتدى أميركا والعالم الإسلامي لم يتطرق إلى أزمة الحصار إلا تلميحاً فقط، بالتأكيد على ثبات موقف قطر في مكافحة الإرهاب.
وتابع قائلاً: «أتوقع أن يكون خطاب صاحب السمو أكثر عمقاً وشمولاً، ويتطرق إلى القضايا التي تشغل العالم العربي والإسلامي بدرجة أولى، والرأي العام العالمي، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية، مع تأكيد مواقف قطر من أمهات القضايا من قبيل الأزمة السورية، حيث أضحت قطر من قلائل الدول التي حافظت على مواقفها من الأزمة السورية، وأكدت ثبات موقفها مع الشعب السوري».
ثوابت الدبلوماسية القطرية
وعن دلالة ذلك، يقول مصدرنا: «الحديث عن القضايا الدولية والتركيز عليها أكثر من التركيز على أزمة الحصار والظلم الواقع على دولة قطر، رسالة مفادها أن دولة قطر تجاوزت الحصار أولاً، وثانياً: أن قطر منشغلة بالقضايا التي تنهك كاهل العالم، وخاصة الظلم الواقع على الشعوب، بدليل استمرار المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة والمضطهدة في ميانمار، حتى في عز الحصار المفروض على قطر، وهذا يعكس رقي الدبلوماسية القطرية التي تحافظ على مبدأ الأخلاق والعقلانية حتى في عز الأزمة التي تواجهها».
فهم أكبر للأزمة
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان في تعليقه على أهمية الخطاب الافتتاحي لحضرة صاحب السمو، قائلاً: «قطر عندها قضية مهمة، لا لبس عليها، فهي ضحية حصار جائر، والدبلوماسية القطرية أثبتت نضوجها، وسمو الأمير يقود دولة قطر بتميز، وجولته الدبلوماسية تعكس اهتمام قطر بالحوار مع الدول ذات التأثير على الصعيد العالمي».
وأضاف: «خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى أمام الأمم المتحدة يعكس الدور المركزي لدولة قطر. كما أن الأزمة الخليجية مهمة لدول العالم، فالمنطقة مهمة ومحورية، وأي تدهور أخطر، أو تهور لا قدر الله من دول الحصار، من شأنه أن يهدد السلام العالمي، ومن هنا يأتي اهتمام العالم بخطاب حضرة صاحب السمو، بوصفه خطاباً عقلانياً يدعو للحوار في مقابل تصعيد دول الحصار».
وختم قائلاً: «دولة قطر أثبتت دوماً أنها تقف مع الحق، ومن يرى في ذلك دعماً للإرهاب، فنقول لهم إن نظرتهم سطحية، ومواقف دولة قطر في دعم الإنسان في لبنان والسودان واليابان والولايات المتحدة، تعكس رقي الدبلوماسية القطرية المهتمة بالإنسان».
منتدى الدوحة وإقبال قياسي
وإلى جانب الاهتمام الذي يحظى به خطاب حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى عشية خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبرز نشاط الدبلوماسية القطرية في نيويورك من خلال منتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي استقطب نخبة من المسؤولين البارزين على الصعيد العالمي، وأكاديميين ومثقفين من مختلف التيارات والانتماءات السياسية، الأمر الذي كرّس المنتدى كمنبر للحوار المفتوح بين النخبة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي، وعلى رأسهم سعادة السيدة أنيكا سودر وزيرة الدولة للشؤون الخارجية بمملكة السويد، وسعادة السيد يوسف عمر غراد وزير خارجية جمهورية الصومال الفيدرالية، وسعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في المنتدى، وعدد من كبار المسؤولين، ونخبة من الخبراء والبرلمانيين والأكاديميين وقادة الرأي، ورجال الأعمال والاقتصاد، ومنتسبي الإعلام من الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي.
حراك قوي لحقوق الإنسان
بدورها، تشهد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حراكاً قوياً هذه الأيام في نيويورك، ومدن أميركية أخرى، بوفد مهم يرأسه الدكتور علي المري، الذي يرتقب أن يعقد سلسلة لقاءات مكثفة مع المسؤولين في الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية من قبيل «هيومن رايتس ووتش»، ومسؤولين بجامعة أميركية، وصولاً إلى لقاءات عديدة مع وسائل إعلام أميركية مهتمة بمعرفة تفاصيل الحوار المفروض على قطر، والذي يشغل الرأي العام العالمي بقوة.

السابق
شراكة بين “ترشيد” والقطرية ومطار حمد
التالي
مجموعة المانع تشتري موقع “BHS” البريطاني