خاص – الهجمة المسيئة ضد الدوحة.. “فيلم” سيء الإخراج.. الكذب بسذاجة!!

خاص – بزنس كلاس

تسابق محطات عربية وقبلها وسائل إعلام أمريكية على الهجوم بشكل غير مسبوق على الدوحة ومواقفها السياسية، يسلط الضوء على  عديد من النقاط التي يجب التوقف عندها في المشهد السياسي الإقليمي والدولي على حد سواء لاسيما أن هذه الهجمة الشرسة انطلقت مباشرة تقريباً بعد انتهاء قمم الرياض وما نتج عنها من تحولات جذرية في المسارات على مستوى المنطقة والعالم.

يقول المثل  الصيني بأن الكذب ليس له أرجل لكن الفضيحة تملك أجنحة. ربما هذا المثل ينطبق اليوم على هذا “الفيلم” سيء الإخراج الذي تسابقت إلى نشره وتوزيعه جملة من وسائل الإعلام “الشقيقة” للأسف. لقد كذبوا وكذبوا وكذبوا حتى كانوا ليفاجئوا وزير دعاية هتلر “غوبلز” لو أنه حي اليوم وهو الذي كان يردد دوماً: “أكذب، أكذب.. حتى يصدق العالم كذبك.” لكن كذبتهم العرجاء لمن تتمكن من الوقوف على قدميها فكيف بالتقدم مشياً. إلا أن المؤلم جداً بالنسبة لهم كان بسقوطهم “المضحك” في حفرة الفضيحة القذرة التي فاحت رائحتها لتزكم كل الأنوف وذهبت بكثير من رصيد وسائل الإعلام تلك ومن يقف خلفها، رصيد المصداقية والأهم رصيد احترام عقل من تخاطبهم. فعلى الأقل إذا أردت أن تكذب على أحدهم يجب أن تكون ذكياً بالحد الأدنى كي لا يشعر الآخر بأنك خدعته، لكن أن تخدعه وتصر على خداعه وأنت مكشوف حتى العراء، فكأنك تقول للمتلقي: أنا اعتبرك غبياً لدرجة أن تصدق ما أريد حتى لو كانت الحقيقة ماثلة أمام عينيك ومناقضة تماماً لما أقول!! إن هذا لعمري أعمق حد بلغته السذاجة بوسيلة إعلام رأيتها في حياتي.

الملفت للنظر ايضاً هو ما يمكن تسميته تصرف أرعن من وسائل الإعلام تلك، الذي يصادف أنها تكرره للمرة الثانية بعد سقوطها في حدث انقلاب تركيا الفاشل،  حيث كشف سطحيتها بسيرها وفق سيناريوهات معدة مسبقاً للحدث. حيث كان من الغريب هذا الكم الهائل من التحليلات الجاهزة فوراً لشيطنة قطر وأهلها بلمسة زر حتى ليكاد المرء لا يصدق عينيه وهو يتابع هذه السرعة “الخارقة” في فهم وتحليل والتأكد من المعلومات كذلك المشهد الذي تابعناه على العربية والعربية الحدث وبعض محطات الإمارات العربية المتحدة. أين المهنية والاحترافية في تحري الدقة أولاً كي نقنع مشاهدينا على الأقل. أم أن الأمر سيناريو معد مسبقاً وكان ينتظر ساعة الصفر سواء حلت بطريقة تناسب الهدف أو حتى تنسفه أو تناقضه. وهذا بالفعل ما حدث. فقد كثرت جعجعة “العربية” وارتفع صوتها حد صم الآذان لكنه لم يؤدي إلى “طحين” وفشلت كل القنوات ومن يديرها وكل المؤسسات الاستخباراتية التي كانت تعمل خلف الستارة بجلب دليل مادي واحد على صدق إدعاءاتها. وصدقوني لو كان لديها شبه دليل لكانت اتخمت به اسماعنا وعيوننا ليل نهار.

نهاية القول، وزير الخارجية القطري قال في تصريح اليوم، وهو محق في قوله، بأن هذه الهجمة بدأت قبل وصول الرئيس الأمريكي إلى السعودية. فقد نشرت وسائل إعلام أمريكية مختلفة أكثر من 10 مقالات تهاجم فيها الدوحة وسياساتها وتحرض بشكل غير مباشر أشقاءها الخليجيين ضدها. المهم هنا بأن قطر ليست في موقع دفاع لأنها أصلا لم تخطئ حتى تخشى أن يهاجمها أحد لكنها فوجئت لأنها لم تتوقع أن يسارع “أشقاءها” بمباغتتها بهجوم إعلامي عنيف وغير مسبوق لكنه بنفس الوقت فاشل وساذج لدرجة أنه فعلا لا يستحق الوقوف عنده بل يجب الوقوف على أسبابه والعمل على رأب الصدع كما تعودت الدوحة أن تفعل هذا مع “الغريب” فكيف الحال إذا كان المعني بالأمر “شقيق”. لقد كرست الدوحة دورها على صعيد العالم كداعية وراعية للسلام ومدافعة عن الإنسان هكذا هي وهكذا ستبقى.

السابق
أرقام صادمة.. 75% من السعوديين لا يستطيعون شراء منزل!!
التالي
سعر النفط يتحول للانخفاض بعد تصريحات سعودية حول تعميق خفض الإنتاج