تراجعت أسعار النفط أكثر من 2%، الاثنين، بعد أن خيبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين الذين يتطلعون لنمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وذلك إلى جانب ارتفاع الدولار.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.83 دولار بما يعادل 2.48% إلى 72.04 دولار للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.91 دولار أو 2.71% إلى 68.47 دولار للبرميل.
وانخفض الخامان القياسيان بأكثر من 2% يوم الجمعة الماضي.
وأوضح توني سيكامور، محلل السوق لدى “آي جي”، في مذكرة نقلتها رويترز أن حزمة التحفيز التي أعلنتها بكين خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الجمعة جاءت دون توقعات السوق، مشيراً إلى أن توجيهاتها المستقبلية الغامضة توحي بتحفيز محدود يقتصر على قطاعي الإسكان والاستهلاك.
من جهته، قال محللون في بنك (إيه.إن.زد) إن غياب التحفيز المالي المباشر يدل على أن صناع السياسات الصينيين يتركون المجال مفتوحاً لتقييم تأثير السياسات التي ستعتمدها الإدارة الأميركية المقبلة.
تجاوز مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بشكل طفيف المستويات المرتفعة التي سجلها بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية مباشرة، فيما لا تزال الأسواق تترقب أي مؤشرات بشأن السياسة الأمريكية في المستقبل.
ويجعل ارتفاع العملة الأميركية حيازة السلع الأولية المقومة بها مثل النفط أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى، كما يؤثر على الأسعار.
وأشارت بيانات صدرت يوم السبت إلى أن أسعار المستهلكين في الصين ارتفعت بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر في أكتوبر / تشرين الأول، فيما زاد انكماش أسعار المنتجين، وذلك في ظل تعزيز بكين الخطط التحفيزية لاقتصادها المتعثر.
وتراجعت أسعار النفط أيضا بعد انحسار المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات بسبب العاصفة رافاييل في خليج المكسيك بالولايات المتحدة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن هناك مخاوف من أن إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة قد يرتفع في ظل الإدارة الجديدة بقيادة ترامب، رغم أن المحللين يستبعدون أن يطرأ تغير على توقعات الإنتاج لعام 2025.
وقال تيم إيفانز من إيفانز إنرجي في مذكرة “نعتقد أن المنتجين قد يعيدون التفكير قبل زيادة إنتاج الولايات المتحدة بشكل كبير في وقت تكون فيه أوبك+ قد وضعت بالفعل خططا لرفع أهداف الإنتاج تدريجياً خلال 2025”.
وألقى تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات لتعزيز الاقتصاد الأميركي بظلاله على التوقعات الاقتصادية العالمية، على الرغم من أن التوقعات بإمكانية تشديد العقوبات على إيران وفنزويلا، العضوين في أوبك، وخفض إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية تسببت جزئياً في ارتفاع الأسعار بأكثر من 1% في الأسبوع الماضي.