
هبطت أسعار النفط لليوم الخامس اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوى منذ فبراير/شباط 2021 مع تصاعد الحرب التجارية العالمية إثر دخول رسوم جمركية “مضادة” فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ.
وانخفضت أسعار الخامين على مدى 5 جلسات متتالية منذ أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف حيال تأثير الحرب التجارية العالمية السلبي على النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.

قرب 50 دولارا
وقال المحلل في بانمور ليبيرم، آشلي كيلتي: “أشار بعض المحللين الأميركيين إلى أن البيت الأبيض يريد دفع أسعار النفط إلى ما يقارب 50 دولارا لأن الإدارة الأميركية تعتقد أن قطاع النفط والغاز المحلي قادر على الصمود أمام الاضطرابات لفترة”.
وأضاف: “نرى أن هذا الهدف خادع إلى حد ما.. ولن يؤدي إلا إلى تقليص إنتاج الولايات المتحدة وفتح الباب أمام أوبك لاستعادة مكانتها كمنتج قادر على صنع الفارق في السوق”.
ومن المتوقع أن تقر دول الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء أول إجراءات مضادة ردا على رسوم ترامب الجمركية لتنضم بذلك إلى الصين وكندا.
كما تعهدت بكين بعدم الرضوخ لما وصفته بالابتزاز الأميركي بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم تلغ البلاد الرسوم الجمركية المضادة ونسبتها 34%.

رد صارم
وقالت نائبة رئيس أسواق السلع النفطية في ريستاد إنرجي، يي لين: “الرد الصيني الصارم يقلل فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يثير مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت: “نمو الطلب الصيني على النفط بما يتراوح بين 50 ألف برميل يوميا و100 ألف برميل يوميا مهدد إذا استمرت الحرب التجارية لفترة أطول، ومع ذلك فإن تحفيزا أقوى لتعزيز الاستهلاك المحلي قد يخفف الخسائر”.
وما زاد من الضغط على أسعار النفط، قرار أوبك بلس الأسبوع الماضي زيادة الإنتاج في مايو/أيار المقبل بمقدار 411 ألف برميل يوميا وهي خطوة يرجح المحللون أنها ستدفع نحو وجود فائض في السوق.
ويتوقع غولدمان ساكس الآن تراجع سعري برنت والخام الأميركي إلى 62 و58 دولارا للبرميل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025، وإلى 55 و51 دولارا للبرميل بحلول ديسمبر كانون/الأول 2026.
وفي إشارة إيجابية للطلب، أظهرت بيانات من معهد النفط الأميركي تراجع مخزونات الخام الأميركية 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل/نيسان، مقارنة مع توقعات في استطلاع أجرته رويترز بزيادة بنحو 1.4 مليون برميل.